حذر مهندسون في حقول النفط غربي البلاد من انهيار هذا القطاع، وذلك بعد أن وصلت المخاطر إلى مرحلة إسقاط قذائف قرب "مربع 6" في حقل بليلة بولاية غرب كردفان مساء الخميس الماضي.
وتشهد حقول النفط والمنشآت الخاصة بها إلى جانب خطوط النقل، اضطرابات أمنية منذ شهرين وصلت إلى مرحلة تفجير الخط الناقل ما أدى إلى توقف إمدادات النفط عن مصفاة الخرطوم أواخر الشهر الماضي.
دفعت الهجمات الأمنية والاضطرابات التي تهدد الحقول إلى هجرة بعض الكفاءات
وقال محمد الفاتح وهو مهندس نفطي لـ"الترا سودان"، إن حقول النفط معرضة للانهيار بسبب الوضع الأمني، مشيرًا إلى أن المناطق المحيطة بحقول النفط أصبحت غير آمنة في الأشهر الأخيرة.
وحذر الفاتح من أن الحكومة المركزية يجب أن تتعامل مع هذا الملف بحساسية عالية، وقال إن هذه الحقول توفر الإمداد المحلي للوقود وغاز الطهي بنسبة (100)% للبنزين و(30)% للديزل و(50)% لغاز الطهي، وإذا انهارت أو توقفت ستتوقف الحياة في السودان.
وأشار الفاتح إلى أن هذه الحقول تستمر في العمل بفضل عزيمة العاملين فيها لأنهم حريصون على استمرارها، مشيرًا إلى أن الاضطرابات الأمنية أجبرت العشرات على ترك العمل والهجرة إلى دول الخليج والعراق وأوروبا.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" كشف في لقاء مع الإدارات الأهلية الأسبوع الماضي، أن وفدًا من ولاية غرب كردفان وصل الخرطوم لوضع حلول لمشاكل مناطق النفط، وأقر بتعرض هذه المناطق إلى الظلم وقال إنه يجب تعويضهم.
ويعتمد السودان على حقول نفط واقعة غربي البلاد في إنتاج الوقود المستهلك محليًا، كما أن المنشآت النفطية تعتبر من الوسائل المهمة للنفط القادم جنوب السودان حتى تصديره عبر ميناء بورتسودان.
وفي العامين الأخيرين انخفض انتاج السودان من (80) ألف برميل يوميًا إلى (40) ألف برميل في الوقت الحالي، وذلك بسبب تعثر تمويل صيانة حقول النفط إلى جانب عدم التوسع في الإنتاج في الحقول القديمة.
وينتقد تجمع العاملين في حقول النفط وزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، متهمًا إياه بعدم إيلاء ملف النفط الأهمية الكافية، مطالبًا بالتدخل لإصلاح الوضع الأمني "قبل وقوع الفأس على الرأٍس".
ويأمل السودان التوسع في الاستثمارات النفطية لتغطية العجز في احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، ضمن واحدة من الوسائل الاقتصادية لإنعاش العملة المحلية.
وتقع حقول النفط ضمن مناطق تتعرض لاضطرابات أمنية في الأشهر الأخيرة بسبب الصراعات القبلية إلى جانب الفراغ الحكومي، ويخشى العاملون في هذا القطاع من "حدوث انهيار وشيك لحقول النفط".
مهندس نفط: القذائف "الدانات" التي سقطت قرب حقول بليلة غربي البلاد لو سقطت في الآبار لدمرتها تمامًا
وقال وائل عبد الرحمن الذي يعمل مهندسًا نفطيًا خارج البلاد لـ"الترا سودان"، إن الوضع في مناطق النفط لا يحتمل الانتظار، مشيرًا إلى أن القذائف "الدانات" التي سقطت قرب حقول بليلة غربي البلاد لو سقطت في الآبار لدمرتها تمامًا، ولخسر السودان مئات الملايين من الدولارات في تعويض هذه الخسائر.
وأشار إلى أن تهديد حقول النفط لا يصل إلى هذه المرحلة حتى في مناطق الحرب ناهيك عن ولايات لا تشهد معارك عسكرية، وقال إن: "الأجندة السياسية تتداخل مع تهديد سلامة حقول النفط غرب البلاد، وهذا أمر خطير للغاية".