26-أكتوبر-2023
قوة من الجيش السوداني

قوة مسلحة من الجيش (Getty) - أرشيفية

تجددت المعارك العسكرية في مدينة نيالا بجنوب دارفور ثاني أكبر مدن السودان بين الجيش السوداني والدعم السريع اليوم الخميس وتوسعت رقعتها، بالتزامن مع استئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في جدة. وقالت مصادر عسكرية لـ"لترا سودان" إن قوات الدعم السريع شنت هجمات اليوم على الفرقة (16) التابعة للجيش في نيالا.

من شأن التصعيد العسكري للدعم السريع في نيالا أن يؤثر على سير المفاوضات بين الطرفين في جدة بالمملكة العربية السعودية

وفي حين أعلنت "الدعم السريع" سيطرتها على الحامية العسكرية في نيالا في مقطع فيديو نشرته صفحات مؤيدة للدعم السريع على المنصات الاجتماعية – نفت مصادر عسكرية لـ"الترا سودان" سيطرة الدعم السريع على الحامية العسكرية بنيالا، ولفتت إلى أن المعارك ما تزال محتدمة حتى الساعة.

وبحسب المصادر العسكرية، تعد الفرقة (16) التابعة للجيش في نيالا بولاية جنوب دارفور (الحامية العسكرية) من الحاميات الرئيسة للجيش السوداني غربي البلاد، وتضم أكثر من (12) وحدة عسكرية في مختلف أنحاء الولاية.

وتتزامن هذه المعارك المحتدمة في نيالا، مع استئناف المفاوضات بين الجيش والدعم السريع اليوم الخميس في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية، عقب وصول الوفدين في الساعات الماضية إلى المدينة، استجابةً لدعوة من الوساطة الأمريكية السعودية.

https://t.me/ultrasudan

ورحبت المملكة العربية السعودية باستئناف المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة. وحثت الطرفين على استئناف ما اتفقا عليه في "إعلان جدة" واتفاق قف إطلاق النار قصير الأمد في أيار/مايو الماضي.

وأوضح بيان من الخارجية السعودية أن المحادثات بين الجيش السوداني والدعم السريع ستكون بتيسير من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد).

ومن شأن هذا التصعيد العسكري الأبرز من نوعه خلال هذا الشهر أن ينعكس على المفاوضات التي استؤنفت اليوم الخميس بين الجيش والدعم السريع، وتخيب أمل الوساطة السعودية الأمريكية في توقيع الطرفين على اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف العدائيات.

ومع إعلان الجيش والدعم السريع قبولهما دعوة الوساطة ووصول وفديهما إلى جدة، لكن البيانات الصادرة عن الطرفين شددت على الاستمرار في المعارك العسكرية بالتزامن مع المفاوضات.

الحامية العكسرية في نيالا
ضباط وجنود أمام قيادة الحامية العسكرية في نيالا لإثبات السيطرة خلال المعارك (فيسبوك)

إلى ذلك، رحب تجمع المهنيين السودانيين (موقع على الاتفاق الإطاري) في بيان اليوم الخميس باستئناف التفاوض بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تمهيدًا لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وإمداد المدنيين بالمساعدات الإنسانية.

وقال بيان عن تجمع المهنيين اطلع عليه "الترا سودان" إن وقف إطلاق النار يساعد على عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا عبر مسار الترتيبات الأمنية الخاصة بالفصل بين قوات الطرفين والانسحاب من المناطق السكنية والحيوية والمرافق العامة.

وثمن بيان تجمع المهنيين السودانيين جهود الوساطة السعودية الأمريكية والاتحاد الأفريقي و"الإيقاد"، كما ثمن مواقف "أصدقاء السودان" من المحيط الأفريقي والعربي والأوروبي والمواقف الدولية التي دعت إلى وقف الحرب وإنهائها بالعودة إلى "مسارات التفاوض" ولا سيما الجهود المبذولة من دول جوار السودان.

ودعا تجمع المهنيين دول الجوار والمجتمع الدولي إلى مزيدٍ من المواقف الداعمة لمنبر جدة لاستعادة السلام والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي في البلاد والذي ينعكس بدوره على استقرار المنطقة كلها – بحسب تعبير البيان.

وناشد البيان طرفي الحرب –القوات المسلحة السودانية والدعم السريع– إلى "تغليب صوت الحكمة والعقل والنظر بعينٍ فاحصة وتعقلٍ إلى أحوال السودانيين والسودانيات في جميع أنحاء الوطن" الذين قال إنهم تضرروا من الحرب من جميع النواحي وأثرت على حياتهم وأدت إلى موجاتٍ من النزوح واللجوء وفقدان الأنفس والأرواح والأموال والأمن.

وطالب تجمع المهنيين طرفي الحرب بـ"السير بخطى ثابتة نحو توقيعٍ كامل على وقف إطلاق النار دون قيدٍ أو شرط" بناءً على اتفقا عليه في بداية المفاوضات. وأضاف البيان: "من المهم أن يذهب كلا الطرفين نحو إبداء حسن النوايا ووقف الاشتباكات المسلحة وتبادل القصف في ولايات الخرطوم وكردفان وشمال دارفور وجنوب دارفور، والعمل على تعزيز الثقة من خلال السيطرة على القوات، والإسراع في الإعلان عن هدنةٍ طويلة الأمد تتزامن مع عملية التفاوض".