طفت خلافات داخلية في رئاسة حزب الأمة القومي إلى السطح، وصدرت بيانات متضاربة عنها كشفت عن مواقف متباينة فيما يتعلق بالمشاركة في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم".
وقال بيان عن اجتماع عقد بعضوية من مؤسسة رئاسة الحزب، إنه قد ناقش لائحة تنظيم أعمال مؤسسة الرئاسة، وأقر بضرورة الالتزام بالمؤسسية في صناعة القرارات واختيار ممثلي الحزب، ورفض الاجتماع ما وصفه بـ"المنهج الذي تم بموجبه اختيار ممثلي الحزب للمشاركة في المؤتمر التأسيسي".
كان حزب الأمة القومي قد قدم رؤية إصلاحية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"
البيان الذي لم يصدر في منصات حزب الأمة الرئيسية، ولكن أكدته مصادر لـ"الترا سودان"، صدر عن اجتماع بحضور (13) عضوًا من مؤسسة رئاسة الحزب، وتم برئاسة الرئيس المكلف بالإنابة محمد عبد الله الدومة. وغاب عن الاجتماع رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر، والذي أصدرت مجموعته بيانًا اليوم الإثنين قالت فيه إنه لم يكلف محمد عبدالله الدومة، وليس من صلاحيات بقية أعضاء المؤسسة القيام بتكليفه.
وكان حزب الأمة القومي قد قدم رؤية إصلاحية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، وأبدى استعداده للتعاون معها لتطويرها لتتمكن من تحقيق هدفها الأساسي في وقف الحرب، كما جاء في رؤيته المكتوبة، وتحصل الحزب على رد من "تقدم" قال إنه قيد البحث بواسطة مؤسسات الحزب المعنية.
ويعد حزب الأمة القومي أحد أكبر الأحزاب السياسية السودانية، وهو منخرط ضمن تحالف قوى الحرية والتغيير وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية التي نشأت عقب اندلاع الحرب برئاسة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.
وتعتزم "تقدم" عقد مؤتمرها التأسيسي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقبل الأيام، وتعول التنسيقية على المؤتمر للخروج برؤية موحدة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام.
وتتهم "تقدم" بالانحياز لقوات الدعم السريع التي وقعت معها إعلانًا سياسيًا في كانون الأول/يناير الماضي، ولكنها تؤكد بأنها تقف ضد الحرب وتعمل على ذلك.
وقرر اجتماع عضوية مؤسسة الرئاسة الذي لم يحضره رئيس الحزب المكلف، رفض المشاركة في أي فاعلية قال إنها "لا تتبع الطرق السليمة للدعوة اليها وبخاصة المؤتمر التأسيسي لتقدم الذي لم يتبع فيها المؤسسية في اختيار ممثلي الحزب"، حد قوله.
مجموعة رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر أكدت أن حزب الأمة القومي "عضو مؤسس" في تنسيقية "تقدم" ويشارك في أعمالها وأنشطتها، وقال البيان إن الحزب يعمل بفعالية لإنهاء العملية التحضيرية للمؤتمر التاسيسي لـ"تقدم" عبر ممثليه، ويسعى إلى تحقيق رؤية الحزب الإصلاحية للتنسيقية.
وأشار البيان الممهور بتوقيع رئيس الحزب المكلف، إلى أن نعقاد اجتماع عضوية مؤسسة الرئاسة في هذا التوقيت "هو خطوة استباقية لعرقلة اجتماع مجلس التنسيق" بالحزب، وكذلك "استباقًا لاجتماع المكتب السياسي الذي يجري التحضير لعقده". وأكد رئيس الحزب أن مجلس التنسيق والمكتب السياسي هما المؤسستان المعنيتان باتخاذ القرارات.
ولفت إلى أن هذا الاجتماع والقرارات الصادرة عنه تهدف إلى عرقلة مشاركة حزب الأمة القومي في المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم".
وأكد البيان الصادر في منصات حزب الأمة القومي الرسمية على استمرار مشاركته في "تقدم" وموقفه من الحرب و"حرصه على ستكمال مسيرة توحيد الصف الوطني عبر حراكه [حزب الأمة] الفاعل من خلال تقدم وتواصله المستمر مع القوي الديمقراطية والمدنية من أجل ايجاد المخرج العاجل لأزمة الوطن"، بحسب تعبيره.
تعصف الخلافات بحزب الأمة القومي منذ فترة ليست بالقصيرة، لا سيما عقب وفاة زعيمه الراحل إمام طائفة الأنصار الصادق المهدي. وفاقمت الحرب الأزمة داخل حزب الأمة القومي الذي تلقى انتقادات من شرائح واسعة في موقفه من الحرب في السودان.
وينادي حزب الأمة القومي منفردًا وعبر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بإيقاف الحرب في السودان والعودة إلى طاولة المفاوضات لضمان جيش موحد وقيادة مدنية للفترة الانتقالية، وهي مواقف تلقت أيضًا انتقادات من قيادة القوات المسلحة السودانية.