حذرت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين من مجاعة وسط النازحين، وكشفت عن أوضاع إنسانية بالغة التعقيد داخل معسكرات النزوح. وقال الناطق الرسمي باسم المنسقية آدم رجال لـ"الترا سودان"، إن الأسر في المعسكرات تعاني من الوضع المعيشي في ظل شح المواد الغذائية الأساسية.
رجال: 80% من سكان المعسكرات يعانون أوضاعاً إنسانية معقدة، ويواجهون "الموت البطيء"
وأضاف: "الكثير من الأسر في معسكرات النزوح يتناولون وجبة واحدة في اليوم، خاصة الأسر التي فقدت العائل، وذلك بسبب تقليل المنظمات للحصص الغذائية وتبديلها بالأموال".
ووصف رجال الوضع المعيشي بالصعب للغاية، وكشف عن أن 80% من سكان المعسكرات يعانون أوضاعاً إنسانية معقدة، ويواجهون ما سماه بـ"الموت البطيء" خاصة كبار السن والعجزة.
وقال رجال إن الأسرة التي تتكون من (5) أفراد تعطى (15) ألف جنيه في الشهر، بمعدل (3) ألف جنيه للفرد، مضيفًا أن الحد الأدنى للفرد الواحد هو (20) ألف في الشهر، بفارق (17) ألف للفرد، وأن الأسرة التي تُعطى (15) ألف جنيه في الشهر، تحتاج في الحد الأدنى (100) ألف جنيه، موضحاً أن سعر "مُد" الدخن يبلغ (15) ألف جنيه، ويكفي الأسرة (5) أيام فقط، الأمر الذي يجعل كثير من الأسر تتناول وجبة واحدة فقط في اليوم.
وكشف الناطق الرسمي باسم المنسقية عن ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد وسط الأطفال، وأكد بأن معسكر "كلمة" للنازحين والذي يقع على بعد (17) كيلومتر شرق نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، ارتفعت فيه نسبة الإصابة بسوء التغذية الحاد وسط الأطفال.
وكشف رحال عن جولة مسحية نفذتها المنسقية على مراكز سوء التغذية في معسكر كلمة، في شهر آيار/ مايو2022م، أكدت تقاريرها ارتفاعًا كبيرًا في نسب الإصابة بأمراض سوء التغذية، ورصدت تقارير المنسقية عدد (51) طفلًا ضمن إحصائيات يوم أمس الخميس فقط، أصيبوا بسوء التغذية ضمن إحصائيات موثقة في مركزين، وذكر بأن التقارير في مركزين من مراكز علاج سوء التغذية البالغة (4) مراكز بالمعسكر، كشفت تقارير المركزين عن إصابة (970) من أطفال معسكر كلمة، وعدد (1170) من النساء الحوامل والمرضعات مصابات بسوء التغذية في مركزين من ضمن (4) مراكز بالمعسكر. وأوضح رجال أن تقرير مسح سوء التغذية يصدر كل خميس من الأسبوع.
وقال رجال إن تحديات كبيرة تواجههم مع بداية موسم الخريف، خاصة في الزراعة مع ازدياد وتيرة العنف في دارفور، وأن الأعمال الهامشية كلها ستتوقف بسبب الخريف، وأكد فقدانهم الثقة في القوات الأمنية، مضيفًا أن العشرات من القوات الأمنية من جيش وشرطة واستخبارات وغيرها لم تستطع الحد من المشكلات الأمنية التي يواجهها المواطن في دارفور، مشيرًا إلى أن القوات هي جزء من المشكلة وزعزعة الاستقرار.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من أن التأثيرات المجتمعة الناجمة عن النزاع والأزمة الاقتصادية وضعف الحصاد في السودان، والتي ستؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول الناس على الغذاء.
وقالت المنظمتان التابعتان للأمم المتحدة في بيان مشترك، إنه من المرجح أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الحاد في السودان إلى أكثر من (18) مليون شخص بحلول أيلول/سبتمبر المقبل.
وأكد ممثل برنامج الأغذية العالمي في السودان إيدي رو، أن هناك بالفعل علامات مقلقة على تقلص إمكانية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمل تكاليفه وتوفره بالنسبة لمعظم الناس في السودان، مما يدفع عددًا أكبر من الناس إلى المزيد من الفقر والجوع.
