24-يونيو-2023
يقيم آلاف المواطنين في معسكرات نزوح داخل المدينة وفي تخومها (Getty)

يقيم آلاف المواطنين في معسكرات نزوح داخل المدينة وفي تخومها (Getty)

تجددت المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، اليوم السبت، وقال شهود لـ"الترا سودان" إن القتال شمل وسط المدينة وبعض الأحياء الطرفية، وسقطت مقذوفات في غالبية المواقع التي اشتدت حولها المعارك.

ومدينة نيالا هي أكبر مدينة في إقليم دارفور من حيث الكثافة السكانية، وتنتشر فيها قوات الدعم السريع بشكل أكبر من بقية مدن الإقليم.

شاهد عيان لـ"الترا سودان": القتال الذي تجدد اليوم شمل غالبية أحياء نيالا وأغلقت الأسواق والتزم المواطنون منازلهم

وقال محمد آدم، وهو من سكان أحياء وسط نيالا، في حديث لـ"الترا سودان"، إن القتال الذي تجدد اليوم شمل غالبية أحياء نيالا وأغلقت الأسواق والتزم المواطنون منازلهم.

وقال إن المعارك العسكرية عنيفة في نيالا كون قوات الدعم السريع تنتشر بشكل أكبر هناك، خاصة مع وصول تعزيزات الأسبوع الماضي، وفي ذات الوقت عزز الجيش من تواجده.

وأشار آدم إلى أن الأوضاع الإنسانية في غاية الخطورة بسبب المعارك التي تندلع بين الحين والآخر، وانهيار الهدنة التي وقعها زعماء أهليون مع الجيش والدعم السريع.

وما تزال المعارك التي دارت اليوم السبت تلقي بآثار سيئة، حيث تخلو شوارع المدينة من حركة المواطنين ولم يتمكنوا من الخروج لقضاء الاحتياجات.

وذكرت نعمات وهي متطوعة في مركز صحي غرب مدينة نيالا، أن المرضى لم يتمكنوا من الوصول إلى المركز كالأيام الاعتيادية بسبب الاشتباكات العسكرية.

قالت نعمات لـ"الترا سودان"، إن الوضع الأمني في ولاية جنوب دارفور ضمن مناطق الحرب، وهناك غياب للأمل في جلب سلام لذلك يفضل الآلاف الفرار إلى جنوب السودان وبعض المناطق الآمنة.

https://t.me/ultrasudan

ونيالا مدينة مكتظة بالسكان ومخيمات النازحين التي تؤوي نحو نصف مليون نازح فروا من القتال منذ أكثر من (10) سنوات، وما تزال تعاني من آثار النزاع المسلح بين الحركات والحكومة المركزية في عهد البشير.

وقال محمد آدم إن المعارك العسكرية توقع خسائر فادحة وسط المدنيين وهناك ضعف في البنية التحتية، ولا يمكن ضمان الحصول على خدمات أساسية مثل الكهرباء والمياه وشبكة الاتصالات لأنها تتضرر من المعارك الحربية.

ويرى آدم أن عدم وجود قوى مدنية فاعلة في إقليم دارفور و"انتشار السلاح" يلقيان بمخاوف كبيرة من انزلاق الإقليم مجددًا إلى حرب طويلة.

ويقول آدم إن المعارك العسكرية في ولاية جنوب دارفور، خاصة نيالا، لا تجد تغطية إعلامية للآثار الإنسانية التي تخلفها المعارك، ولا يمكن القول بكل تأكيد إن هناك حكومة تعمل على تخفيف هذه الآثار.