أعلنت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية عن بدء "المحادثات الأولية" بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة اليوم السبت.
وكانت القوات المسلحة السودانية قد أعلنت أنها ابتعثت وفدًا إلى جدة بالمملكة العربية السعودية مساء أمس الجمعة؛ للتباحث بشأن تفاصيل "الهدنة التي يجري تجديدها كل مرة بغرض تهيئة الظروف المناسبة للتعامل مع الجوانب الإنسانية للمواطنين"، في إطار المبادرة السعودية الأمريكية.
حثّ بيان مشترك للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية الجيش السوداني والدعم السريع على "استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني"
فيما أعلنت قوات الدعم السريع عن استجابتها لوساطة أمريكية سعودية وقبولها لطلب بوقف إطلاق النار وترحيبها بالمبادرات المحلية والإقليمية والدولية.
وحثّ بيان مشترك للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية كلا الطرفين -الجيش السوداني والدعم السريع- على "استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية"، مشددًا على ضرورة "إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة".
وحثت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لـ"مفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية" - وفقًا للبيان.
ومن جانبها، رحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بوصول ممثلي القوات المسلحة السودانية والدعم السريع إلى مدينة جدة للشروع في مباحثات ضمن المبادرة الأمريكية السعودية. وأعربت -في بيان اطلع عليه "الترا سودان"- عن أملها في أن تقود هذه المباحثات إلى وقف القتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية وأن تمهد الطريق لـ"حل سلمي سياسي مستدام".
وعدّ البيان مباحثات جدة "خطوة أولى لوقف الانهيار المتسارع" في البلاد منذ اندلاع الحرب في 15 نيسان/أبريل الماضي، وناشدت قيادتي القوات المسلحة والدعم السريع باتخاذ "قرارات شجاعة تنتصر لصوت الحكمة وتوقف القتال وتنهي معاناة الشعب السوداني جراء هذه الحرب".
وأضاف بيان القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري: "سنعمل على المساعدة على إنجاح هذا المسار السلمي، بالتواصل المستمر مع القوى المدنية المناهضة للحرب، ومع قيادة القوات المسلحة والدعم السريع ومع الأسرة الإقليمية والدولية".
وكان الخبير الدستوري ورئيس لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة للجيش نبيل أديب قد صرّح لـ"الترا سودان" بأن الجيش والدعم السريع لا يرغبان في التفاوض لإنهاء الحرب في الوقت الراهن قبل تحقيق "انتصار على الأرض".
وقال نبيل أديب إنه لا يعتقد بأن التفاوض يحمل نفس المعنى بالنسبة للطرفين وأن كل طرف سيقبله بفهم مختلف عن الآخر. وأضاف: "لن يكون هناك تفاوض حقيقي لإنهاء الحرب إلا حين يتحقق لطرف غلبة واضحة على الأرض، ولكن التفاوض قبل ذلك سيكون للوصول إلى هدنة لالتقاط الأنفاس".