استقبل المواطنون الصباح في عطبرة بولاية نهر النيل، بـ"توجس"، بعد ساعات عصيبة عاشتها المدينة جراء إطلاق مسيرة قذائف على صالة استضافت إفطارًا جماعيًا لكتيبة البراء بن مالك.
باحث: حادثة مسيرة عطبرة ستغير الأوضاع كليًا برفع درجة الطوارئ
وكانت السلطات أغلقت الطرق الرئيسية، مساء أمس الثلاثاء، وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء. كما أغلقت الجسور الرئيسية أمام حركة السفر من وإلى المدينة، وأبلغت السائقين أنها تقوم بهذه الإجراءات إلى حين إشعار آخر، مع توقف سريان الحركة خلال اليوم تدريجيًا.
وتجري السلطات تحقيقًا حول حادثة إطلاق مسيرة قذيفة على صالة "إنفينيتي" وسط مدينة عطبرة، مساء الثلاثاء. ولم تعلن جهة مسؤوليتها في تنفيذ العملية التي حطمت الصالة في المنتصف تمامًا، وأدت إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل.
وقال مأمون وهو من سكان مدينة عطبرة، إن الأوضاع صباح اليوم لم تكن كما كانت من قبل، وما يزال الناس حذرين في التعامل مع الأنشطة اليومية مثل الأسواق والشوارع الرئيسية. وقال إن هناك توتر بين الناس من تحول المدينة إلى حالة من الصراع.
ولم تقدم لجنة أمن ولاية نهر النيل معلومات جديدة حول العملية، وقالت إن مسيرة أطلقت النار على إفطار جماعي للمواطنين وسط مدينة عطبرة.
وقال مأمون إن الحادثة شكلت مفاجأة كون المدينة ليست ضمن نطاق الحرب. وتتراوح التكهنات من أن هناك إمكانية نقل الحرب إلى هنا أو إن هناك مجموعات تحاول نسف الاستقرار بالتواجد في المدينة نفسها.
ويعتقد مأمون أن هذه الحادثة نفذت بإمكانيات كبيرة لا يمكن أن تتوفر لأشخاص عاديين.
فيما يقول الباحث في الشأن الإستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان"، إن الهجوم نفذ بواسطة المسيرة التي انفجرت هي نفسها في قلب الصالة. ووصف الحادثة بالكبيرة. وقال إن السلطات ما تزال تجري التحقيقات، وهناك اهتمام كبير من الوالي والجيش لمعرفة دوافع الحادث والجهة التي قامت بالتنفيذ.
ويقول عباس إن الجهة التي أطلقت المسيرة تعمدت تفجيرها داخل موقع الحادث حتى لا يتم تتبع أثرها، لافتًا إلى أن الضربة الجوية ستغير مسار المعادلة في الولاية برفع حالة الطوارئ والاستعدادات الأمنية، وقد تنبه القوات المسلحة إلى ثغرات جديدة لإغلاقها لمنع انتقال الحرب إلى الولاية.