24-مايو-2023
غادر مئات الآلاف من السودانيين إلى مصر منذ بداية الأحداث (Getty)

غادر مئات الآلاف من السودانيين إلى مصر منذ بداية الأحداث (Getty)

ثلاثة أسابيع أو أكثر ستنتظرها إذا أودعت جواز سفرك لدى موظفي  القنصلية المصرية بمدينة وادي حلفا بالولاية الشمالية، والسبب في ذلك أن حوالي (30) ألف شخص عالقون في انتظار الحصول على تأشيرة الدخول.

الآلاف يصلون يوميًا من العاصمة السودانية الخرطوم عبر الحافلات، بينما تعبر بعضها إلى نقطة الجوازات والهجرة، يهبط الشبان والرجال الذين يتعين الحصول على التأشيرة إلى مدينة وادي حلفا لينتظروا لأسابيع.

يقول متطوعون إن الآلاف يتقدمون يوميًا للحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر

يقول متطوعون إن الآلاف يتقدمون يوميًا للحصول على تأشيرة الدخول إلى مصر وهم من الفئات التي لا تشملها "إعفاءات التأشيرة" التي أقرها البلد، والتي تشمل الأطفال دون سن (16) عامًا، والنساء إلى جانب الرجال فوق سن الخمسين عامًا.

في ساحة يطل عليها مبنى القنصلية المصرية بمدينة وادي حلفا، تحولت لسوق لعربات النقل الصغيرة، بينما يعرض  السماسرة إنجاز المعاملات في غضون أيام قليلة، ويطلبون مقابلًا ماليًا قد يصل إلى (200) ألف جنيه لتسريع حصولك على تأشيرة الدخول إلى الأراضي المصرية.

أما إذا كانت العائلات برفقة الفئات "غير المستثناة" من الإعفاء، فستضطر إلى المكوث في انتظار حصول بعض الأفراد خاصة الشبان على التأشيرة، وفي بعض الأحيان تفضل بعض العائلات المغادرة على أمل أن يلتحق بهم الأفراد غير المعفيين من التأشيرة. 

يغادر آلاف السودانيين يوميًا باتجاه مصر (Getty)
يغادر آلاف السودانيين يوميًا باتجاه مصر (Getty)

يقول فائق (33 عاما) في حديث لـ"الترا سودان"، إنه ينتظر تأشيرة الدخول منذ ثلاثة أسابيع، ويوميًا يذهب إلى مبنى القنصلية لمراجعة قوائم الحاصلين على الفيزا ولا يعثر على جوازه متضمنا التأشيرة.

يقيم هذا الشاب في مرفق عام قام بتجهيزه متطوعون من المدينة، في بعض الأحيان يوفرون الطعام للعالقين. لكن مع تطاول الفترة الزمنية وتزايد أعداد الفارين من الحرب نحو مصر، يقولون إن الوضع الاقتصادي لا يساعدهم على تلبية الاحتياجات اليومية للآلاف.

تقول صفاء المتطوعة في حديث لـ"الترا سودان"، إن شح مراكز الإيواء يعتبر المشكلة الأولى، لأنه في الأسبوع الأول من القتال بين الجيش والدعم السريع تمكنوا بسهولة من توفير المساكن، لكن بعد مرور أكثر من شهر تواجه صعوبة في تجهيز مراكز لإيواء العالقين خاصة وأن هذه المدينة صغيرة والبنية التحتية محصورة على عدد أقل من  السكان.

https://t.me/ultrasudan

يقول تامر (23 عامًا) والذي يمكث في المدينة منذ أسبوعين: "ستنتهي الحرب ونحن في انتظار تأشيرة الدخول إلى مصر". ويتساءل "هل بالإمكان إلغاء هذا الإجراء في مثل هذه الظروف؟". "أتمنى ذلك" - يضيف.

مع تقدم الوقت يشعر العالقون أن البقاء هنا قد يكلفهم أموال طائلة خاصة مع اعتماد البعض على السكن في فنادق أو استئجار منازل. 

وبينما يبذل عشرات المتطوعين مجهودات يومية لتوفير الوجبات والإيواء، يقولون إن الأمور قد تخرج عن السيطرة إذا استمر تدفق المدنيين إلى المعبر الحدودي للسفر إلى مصر.

ينتظر الرجال لأسابيع حتى يتمكنون من الحصول على التأشيرة في المعبر (Getty)
ينتظر الرجال لأسابيع حتى يتمكنون من الحصول على التأشيرة في المعبر (Getty)

 وتحذر صفاء العالقين من التعامل مع "السماسرة المجهولين" لأنهم يأخذون جواز السفر والمال ثم لا تعثر عليهم، فهم ليسوا على صلة بهذه المعاملات على حد قولها.

تضيف: "هناك معلومات غير مؤكدة أن القنصلية المصرية في وادي حلفا تلقت آلاف الطلبات للحصول على التأشيرة، وتعمل على الاستجابة لها، لذلك لا تجمع طلبات جديدة إلى حين البت في الطلبات السابقة".

وانعكس تواجد الآلاف في هذه المدينة على الوضع الاقتصادي، وأصبحت الأسعار تتنافس على الغلاء كما يقول البعض منهم في روايات لـ"الترا سودان".

العابرون إلى نقطة الجوازات والهجرة بين الجانبين؛ يتعين عليهم التزود بالطعام والمياه وأغطية البرد

تقول سيدة تنتظر حصول ابنها على التأشيرة: "لا يمكنني أن أترك ابني خلفي وأعبر إلى مصر. عمره (19) عامًا؛ يجب أن أنتظره حتى نغادر سويًا، والوضع هنا أصبح صعبًا، لكن المتطوعين يقدمون الخدمات اليومية. علينا أن نتكاتف حتى نعبر هذه الظروف الصعبة ".

أما العابرون إلى نقطة الجوازات والهجرة بين الجانبين؛ يتعين عليهم التزود بالطعام والمياه وأغطية البرد، ويمكن أن يرتدي الأطفال سترات البرد مع ساعات انتظار قد تمت إلى يوم ونصف تضيف هذه السيدة.