23-فبراير-2022

(فيسبوك)

سيطر الارتباك على أسواق العملات في العاصمة الساعات الماضية، مع قفزات متتالية للدولار الأمريكي مقابل الجنيه، حيث بلغ سعر الصرف للبيع (525) جنيهًا في نهاية تداولات السوق السوداء مساء الثلاثاء.

وأدت الخسائر الفادحة التي تلقاها الجنيه السوداني إلى زيادة الهلع بين التجار والمستوردين، بشراء المزيد من الدولارات لتجنب تدني الأرباح في الأعمال التجارية وقطاع العملة.

اقتصادي: الجنيه يصارع في العراء بلا أدنى حماية حكومية 

وبدأ الدولار الأمريكي رحلة الصعود منذ نهاية العام الماضي متأثرًا بالمقاطعة التي أعلنتها مؤسسات دولية اقتصادية فيما يتعلق بتوفير قروض للسودان احتجاجًا على الإجراءات التي نفذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وأطاح بموجبها بالحكومة المدنية التي كان يقودها عبد الله حمدوك في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان أشار في مقابلة تلفزيونية قبل أسبوعين، إلى أن السودان لأول مرة منذ سنوات اعتمد على الموارد المحلية في الموازنة العامة للعام 2022، داعيًا السودانيين إلى تحمل الإجراءات القاسية على حد قوله.

ولم تشفع مزادات نظمها البنك المركزي في الحفاظ على مكاسب حققها الجنيه السوداني العام الماضي، إذ أن سلة المعروض من النقد الأجنبي بحسب مستوردين انضموا لهذه المزادات لم تكن كافية إلى جانب عدم انتظامها طوال الشهر.

ويقول متعامل في النقد الأجنبي وسط العاصمة في حديث لـ"الترا سودان"، إن سعر صرف الدولار الأمريكي يومي الثلاثاء والأربعاء جرى تداوله بأسعار متفاوتة تبدأ من (510) جنيهات، و(520) و(525) و(530) جنيهًا، في بعض التداولات.

وأضاف: "لا توجد طلبات عالية في السوق السوداء ومع ذلك يرتفع الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، واليوم الوضع مربك للغاية وقد يرتفع مجددًا ما لم تطرأ إجراءات حكومية بتغذية البنوك المتعطشة بالعملات الأجنبية".

اقرأ/ي أيضًا: السودان يعيّن جماعة ضغط أمريكية "لإصلاح الأضرار الناجمة عن الانقلاب"

من جهته ذكر المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم في حديث لـ"الترا سودان"، أن الاقتصاد بشكل عام يعاني من حالة استنزاف ويدار حاليًا عبر تسليم شحنات الذهب إلى شركات تستورد الوقود للسيطرة على الأزمات.

تأثر سعر الصرف بتوقف صادرات الذهب والإجراءات الحكومية

وأضاف: "تأثر سعر الصرف بتوقف صادرات الذهب والإجراءات الحكومية مؤخرًا بوضع قيود عليه"، لافتًا إلى أن تحويلات المغتربين تحولت بالكامل إلى السوق السوداء من المصارف، وهي تحويلات تقدر بنحو نصف مليار دولار خلال أشهر قليلة.

وأضاف: "عوامل كثيرة جعلت الجنيه السوداني يقف في العراء بلا حماية".

ويحذر إبراهيم من استمرار تدهور العملة الوطنية ما لم تحدث تطورات سياسية لإنهاء حالة الاحتقان بين السلطة الحاكمة والمدنيين.

اقرأ/ي أيضًا

وفاة قاصر في انهيار منجم عقب محاولة انقاذ استمرت 10 ساعات

رفع محكمة انقلاب الإنقاذ لـ"كثرة الفيديوهات"