أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان التزام المؤسسة العسكرية بالاتفاق الإطاري ودعمها لعملية التحول الديمقراطي "المنشود" وخروجها من المشهد السياسي.
دعا البرهان القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية وقال إنهم لا يقبلون الحلول التي تأتي من الخارج
وكشف البرهان في حوار مع مجموعة دار الشرق الإعلامية القطرية – كشف عن علامات وصفها بالإيجابية، قال إنها تدعو إلى التفاؤل بقرب التوصل إلى توافق وتشكيل حكومة مدنية تهيئ المناخ لإجراء الانتخابات. وزاد: "نسعى لتحقيق رغبة الشارع السوداني الذي قام بثورة شعبية أدت إلى تغيير نظام الحكم".
ويعيش السودان أزمة سياسية منذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش الفريق البرهان على الحكومة المدنية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021. وتوصل المكون العسكري وقوى مدنية –أبرزها قوى الحرية والتغيير (مجموعة المجلس المركزي)– إلى اتفاق إطاري نهاية العام الماضي، يمهد لاتفاق نهائي لنقل السلطة إلى المدنيين، بعد مناقشة قضايا: الإصلاح الأمني والعسكري، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989، وقضية العدالة والعدالة الانتقالية، ومراجعة اتفاق جوبا للسلام، والأوضاع في شرقي السودان.
وأشار البرهان إلى جهات قال إنها تريد القضاء على الدولة السودانية من خلال القتال القبلي والحروب الجهوية والتشكيك في القيادة والجيش. وتابع: "السودان يواجه تحديات كبيرة، ويمر بمرحلة انتقالية استثنائية تقتضي من القوى الوطنية السودانية كافة إنجاز مهام الفترة الانتقالية". "المخرج من الأزمة الراهنة يتطلب إرادة وطنية صادقة من الجميع لإيجاد حلول تفضي إلى إجماع وطني حقيقي" – أردف البرهان.
وتصاعدت وتيرة الخلافات داخل المكون العسكري حول الاتفاق الإطاري، إذ يتحفظ قائد الجيش على عدد من البنود، ورهن المضي في الاتفاق بدمج الدعم السريع داخل الجيش، فيما يدعم قائد الدعم السريع الاتفاق الإطاري وأطرافه من دون تحفظ.
وينص الاتفاق الإطاري على إصلاح المؤسسة العسكرية عبر جداول زمنية يتفق عليها لاحقًا.
وجدد البرهان التزام المؤسسة العسكرية بالاتفاق الإطاري ودعمها لعملية التحول الديمقراطي المنشود وخروجها من المشهد السياسي، مؤكدًا أنهم سيعملون مع جميع الأطراف، وعلى إقناع الممانعين للتوصل إلى اتفاق نهائي. وأضاف: "العملية السياسية لا يمكن أن تصل إلى أهدافها بمعزل عن بقية القوى السياسية. ودعا المجتمع الدولي إلى الوفاء بالتزاماته في دعم الانتقال السياسي وتقديم العون والمساعدة للسودان.
وكشف البرهان عن تفاصيل زيارته إلى دولة قطر، وأكد أنها تأتي تلبية لدعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموًا الذي تستضيفه الدوحة. وعد البرهان الزيارة فرصة لإجراء لقاءات ثنائية على هامش أعمال المؤتمر مع القيادة القطرية، لبحث سبل تعزيز الشراكات الإستراتيجية ودفع مجالات التعاون المشترك والتكامل الاقتصادي بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين – على حد قوله.
وأشاد رئيس مجلس السيادة بالدور القطري في السودان، مشيرًا إلى اهتمامها بإرساء السلام والاستقرار، ودورها الذي وصفه بـ"البارز" في سلام دارفور، والذي أفضى إلى التوقيع على وثيقة الدوحة للسلام، وما تبع ذلك من تنفيذ لمشاريع التنمية والإعمار.
ورفض البرهان التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن السوداني، وكذلك أي دعم أو مساعدات خارجية مشروطة. ووصف الوضع السياسي في البلاد بالمتأزم، وقال إن البلاد لا تحتمل المزيد من "التشاكس والتجاذب السياسي"، موضحًا أنه كلما تفاقمت الأزمة أصبح السودان مفتوحًا على مزيد من التدخلات الخارجية.
ودعا البرهان القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية، قائلًا إنهم لا يقبلون الحلول الآتية من الخارج. وأضاف: "نريد حوارًا سودانيًا خالصًا، يفضي إلى توافق يسهم في استقرار البلاد وأمنه".
وأكد أن القوات المسلحة لن تنحاز إلى أي طرف، وأنها ستقف مع "رغبة الشعب"، وتعمل على ألا تكون الفترة الانتقالية محل تجاذب وخلاف أمام تنفيذ مطالب الشعب الذي خرج من أجل التغيير – بحسب ما نقلت عنه الشرق القطرية.