انطلق مساء اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الاجتماع التحضيري للعملية السياسية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي، بينما غابت القوى المدنية وبعض الحركات المسلحة.
انطلقت الاجتماعات التحضيرية للعملية السياسية التي يرعاها الاتحاد الأفريقي
وقال ممثلو الاتحاد الأفريقي في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات التحضيرية للعملية السياسية مساء اليوم في أديس أبابا، إن الأولوية للمسار الإنساني وإغاثة المدنيين المتضررين من القتال ووقف الحرب فوراً في السودان وتكوين حكومة مدنية تمثل جميع السودانيين.
ونهاية العام الماضي شكل الاتحاد الأفريقي لجنة رفيعة المستوى للتواصل مع القوى السياسية السودانية للانخراط في حوارات للوصول إلى اتفاق يفضي لتكوين حكومة مدنية بالتزامن مع وقف الحرب.
وأمس الثلاثاء التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في بورتسودان. وقالت وسائل إعلام إثيوبية، اليوم الأربعاء، إن آبي أحمد سلم البرهان مبادرة لوقف الحرب واستعادة العملية السلمية في السودان. ووعد قائد الجيش السوداني بدراستها والرد عليها.
وقال المتحدث باسم تحالف القوى المدنية في شرق السودان صالح عمار في بيان صحفي، إن التحالف لم يشارك في الاجتماع التحضيري رغم ترحيبه بمبادرة الاتحاد الأفريقي.
وأوضح عمار أن تحالف القوى المدنية في شرق السودان منفتح على مبادرات السلام وإيقاف الحرب لأن الحرب تلحق الضرر والدمار بالبلاد وتعتبر نكبة للشعب السوداني.
وأضاف: "هذا ما يدفعنا للعمل الجاد والتقاط أي بارقة أمل توصلنا لوقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب السوداني".
وقال عمار إن تحالف القوى المدنية في شرق السودان ظل على تواصل مباشر ومستمر مع اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن السودان منذ تشكيلها في كانون الأول/يناير الماضي، كما تواصل التحالف مع عدد آخر من الجهات الإقليمية والدولية ذات الصلة بملف السودان، وتم طرح الرؤية السياسية لهذه الجهات وعبر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، وهي بمثابة خارطة طريق لوقف الحرب وتأسيس السلطة الانتقالية المدنية.
وأوضح متحدث تحالف القوى المدنية في شرق السودان، أن ممثلي تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" انخرطوا في حوارات مع أعضاء اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة السيد محمد بن شمباس، وأبدت التنسيقية ملاحظات مهمة حول تصميم العملية السياسية، وتحلت بالمرونة والصبر في النقاش والتفاوض بغرض تحقيق التوافق المنشود.
وقال عمار إن "تقدم" توصلت من خلال الاجتماعات مع اللجنة الافريقية إلى نتيجة أن الاجتماع الذي دعت له اللجنة في العاشر من تموز/يوليو الجاري لن ينتج عنه عملية سياسية شفافة يملكها السودانيون بأنفسهم، وقررت عدم المشاركة.
وقال عمار إن المجريات أثبتت صحة موقف القوى المدنية من أن لقاء أديس أبابا بشكله الحالي لن يقود الى الغاية المنشودة، ويظهر ذلك جلياً في غياب القوى الفاعلة ذات الثقل والتأثير، بحسب تعبيره.
وأوضح عمار أن لقاء أديس أبابا اليوم الأربعاء ضم شخصيات منخرطة في حرب السودان، معبراً عن تقديره للكلمات الافتتاحية لممثلي الاتحاد الأفريقي في الجلسة الافتتاحية اليوم، والذي شدد على أولوية المسار الإنساني ووقف الحرب وتكوين حكومة مدنية.
وقال عمار إن تحالف القوى المدنية في شرق السودان سيظل على تنسيق مع الشركاء في "تقدم" لإيجاد نقطة تلاقي للتعامل الإيجابي مع مبادرة الاتحاد الأفريقي نتيجتها وقف الحرب وتأسيس سلطة مدنية.
وانطلقت اليوم الاجتماعات التحضيرية للعملية السياسية التي يرعاها الاتحاد الأفريقي بمشاركة أحزاب وقوى سودانية، فيما أعلنت جماعات سياسية أخرى عدم المشاركة.
وتشارك قوى الحرية والتغيير "الكتلة الديمقراطية" في الاجتماعات التحضيرية التي انطلقت اليوم في العاصمة الإثيوبية، فيما يحاول الاتحاد الأفريقي اقناع المجموعات الرافضة للعودة إلى العملية.