تستعد الهيئة الحكومية للتنمية الدولية (الإيقاد) لعقد اللقاء المقترح بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي).
يقترح باحث سياسي إشراك القوى المدنية السودانية في ترتيبات اللقاء بين البرهان وحميدتي للضغط عليهما لوقف القتال
وذكرت مصادر دبلوماسية لـ"الترا سودان" أن البرهان وحميدتي وافقا مبدئيًا على إتمام اللقاء في غضون الأيام القليلة المقبلة، ولم يقطع الوسطاء الأفارقة يومًا محددًا للاجتماع، لكنه سيكون قريبًا، حسب قولهم.
وقال مصدر دبلوماسي سوداني مقرب من "الإيقاد" لـ"الترا سودان" إن اللقاء سيعقد قريبًا، لكن لا يمكن معرفة اليوم تحديدًا. "الترتيبات مستمرة لتحديد الدولة التي ستستضيف هذا اللقاء، ربما تكون ضاحية عنتيبي في أوغندا" – أضاف المصدر.
وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية اضطلعت بدور كبير في حث الطرفين –البرهان وحميدتي– على الموافقة على عقد الاجتماع المباشر.
وصرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمس الخميس بأن اللقاء بين البرهان وحميدتي "أصبح ممكنًا"، بعد أن تعذر خلال الأسابيع الماضية، وحثهما على وقف القتال فورًا.
وفي خطاب أمام ضباط منطقة البحر الأحمر العسكرية، صرح قائد الجيش – رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان بأنه ذاهب إلى التفاوض من دون أن يدلي بأي تفاصيل إضافية عن طبيعة هذا اللقاء الذي يأتي بالتزامن مع تصعيد عسكري من الدعم السريع، سيطرت عبره على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة هذا الأسبوع.
وقال المصدر الدبلوماسي إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على ترتيبات ما بعد لقاء البرهان وحميدتي، بتنشيط العملية السياسية لتكوين حكومة مدنية خلال عملية وقف إطلاق النار طويل المدى المتوقع أن يوافق عليه طرفا النزاع في السودان وفق المقترح المقدم من "الإيقاد".
ورحب التجمع الاتحادي (أحد تنظيمات قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي) اليوم الجمعة بموافقة قائدي الجيش والدعم السريع على عقد الاجتماع المباشر، لتحقيق اختراق في عملية التفاوض المتعثرة منذ مطلع هذا الشهر، عقب عدة جولات تفاوض منذ أيار/مايو الماضي.
وأدت الحرب في السودان إلى فرار أكثر من سبعة ملايين شخص من منازلهم، أكثر من (1.5) مليون شخص منهم عبروا الحدود إلى خارج البلاد، كما أدت الحرب إلى مقتل (12) ألف شخص في صفوف المدنيين وفقًا لموقع "أكليد" الأمريكي المختص بالنزاعات.
ويرى الباحث في الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد في حديث إلى "الترا سودان" أن انعقاد اجتماع مباشر بين البرهان وحميدتي ربما يحقق اختراقًا نحو إيقاف الحرب في السودان، مع أن الطرفين قد يتعثران في الوصول إلى نقاط توافقية، أبرزها الموافقة على وقف إطلاق نار طويل المدى – حسب مجاهد.
وفي تقدير مجاهد، يحتاج الاجتماع إلى "ترتيبات واسعة وضغوط دولية" على الطرفين للتوقف عن القتال فورًا والشروع في ترتيبات أمنية وإدخال القوى المدنية ضمن عملية وقف إطلاق النار. "يجب ألا يترك الطرفان دون تأثير المدنيين على مجريات التفاوض" – يقول الباحث في الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد.