قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو إن أكثر من ستة ملايين شخص في السودان "على بعد خطوة واحدة من المجاعة"، لافتةً إلى أن هذه الأعداد "ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة".
قالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام إن السودان الآن يضم أعلى عدد للنازحين داخليًا في العالم
وفي كلمتها خلال الاجتماع الوزاري الذي نظمته الأمم المتحدة وحكومات مصر وقطر والسعودية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت ديكارلو إن الطرفين (الجيش السوداني وقوات الدعم السريع) بعيدان عن تحقيق النصر إلا أنهما يواصلان قتالهما "الوحشي"، فيما يواصل المدنيون دفع "ثمن باهظ لهذا العنف الأحمق" – وفقًا لموقع الأمم المتحدة.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو إن السودان الآن يضم أعلى عدد للنازحين داخليًا في العالم، إذ وصل عددهم (7.1) مليون شخص، بما في ذلك (3.3) مليون طفل.
وأشارت وكيلة الأمين العام إلى أن الصراع في السودان يتأجج بسبب "التعبئة عبر الحدود"، بما في ذلك على طول الخطوط القبلية، فضلًا عن تدفق المقاتلين والأسلحة والذخيرة من خارج البلاد. وأضافت: "هذا يهدد بإغراق المنطقة في صراع أوسع نطاقًا". "يجب على جميع المجتمعات والجهات الفاعلة الإقليمية الامتناع عن الانحياز إلى أي طرف. وبدلًا من ذلك، يجب عليها تركيز جهودها على منع مزيد من التصعيد وإنهاء العنف" – أردفت ديكارلو.
وشددت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو على أن "التقاعس السياسي قد كبّد الشعب السوداني بالفعل تكلفة باهظة". ودعت إلى زيادة "الدبلوماسية الفعالة". وقالت: "يمكن للمجتمع الدولي، بل ويجب عليه، أن يفعل المزيد للمساعدة في وقف القتال وإيجاد طريق إلى التسوية السياسية". وأضافت: "يجب على الأطراف السودانية المتحاربة إنهاء القتال والعودة إلى جدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار حقيقي من شأنه أن يؤدي إلى وقف دائم للأعمال العدائية". "سيتطلب ذلك إرادة سياسية، وآلية قوية للرصد والتحقق، والقدرة على محاسبة الأطراف المتحاربة" – زادت ديكارلو.
ومن جانبه، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن السودان يواجه أزمة إنسانية ذات "أبعاد ملحمية"، محذرًا من تدهور الوضع إلى "كارثة يمكن أن تبتلع، وسوف تبتلع، البلاد بأكملها، ومن ثم المنطقة" ما لم تُتخذ إجراءات دولية عاجلة.
وقال فريفيث إن المجتمع الإنساني يبذل كل ما في وسعه لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في السودان، مبينًا أنه وصل بالمساعدات إلى (3.5) مليون شخص حتى الآن، لكن خطة الاستجابة الإنسانية ما تزال تعاني من "نقص حاد في التمويل" – حسب قوله، لافتًا إلى توفر نحو (%30) فقط من الأموال اللازمة لدعم الأشخاص داخل السودان.
واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في منتصف نيسان/أبريل الماضي. وخلف آلاف القتلى وسط المدنيين، وتسبب في نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص من ديارهم، أغلبهم من العاصمة الخرطوم.