الترا سودان | فريق التحرير
أعلن تقرير جديد للأمم المتحدة للأوضاع في جنوب السودان، مقتل (440) شخصًا على الأقل في أعمال عنف بين الأطراف المتقاتلة في مدينة "تامبورا" بجنوب السودان في الفترة بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر 2021.
وقال التقرير إن القتل اقترن بأعمال وحشية أخرى من بينها الاغتصاب الجماعي لفتاة قاصر تبلغ من العمر (13) عامًا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء.
دعت ميشيل باشيليت جميع أطراف الصراع لمحاسبة المتورطين في أعمال القتل والاغتصاب والخطف وغيرها من الانتهاكات
واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في المعارضة بارتكاب أعمال العنف والانتهاكات، وقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان وميليشيات تابعة لهما.
ودعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، في بيان، جميع أطراف الصراع لمحاسبة المتورطين في أعمال القتل والاغتصاب والخطف المروعة، ضمن انتهاكات جسيمة أخرى لحقوق الإنسان في جنوب السودان.
واضطر نحو (80) ألفًا من المواطنين للفرار من منازلهم بسبب أعمال العنف التي شهدتها مدينة تامبورا بولاية غرب الاستوائية التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بموجب اتفاق السلام الموقع في العام 2018، والذي أوقف حربًا أهلية استمرت سنوات.
واندلعت أعمال العنف في المنطقة إثر خلاف بين الجانبين، وكانت هذه القوات تُجري تدريبات مشتركة لإعادة دمجها في الجيش الوطني لجنوب السلام بموجب بنود الترتيبات الأمنية في اتفاق السلام.
ودعت الأمم المتحدة حكومة جنوب السودان إلى التحقيق مع المسؤولين عن الأعمال الوحشية ومحاكمتهم.
وكانت بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان (UNMISS) قد أعلنت أواخر آب/أغسطس الماضي، أنها تحاول تأمين المنطقة ورأب الصدع بين الطرفين المتصارعين في "تامبورا"، حيث قامت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الأرض، بدوريات في المدينة والقرى المحيطة بها، وعملت على بناء الثقة والتواصل مع السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والجماعات الدينية لاستعادة السلام في المنطقة، بحسب بيان أصدرته في 25 آب/أغسطس 2021.
وفي خضم التوتر، قام وفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة بما في ذلك قائد قوة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والقائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة بزيارة المنطقة لتقييم الوضع الإنساني الناجم عن النزاع.
كما التقى الوفد الأممي بالسلطات المحلية وقادة المجتمع من أجل فهم أفضل للواقع على الأرض والدعوة إلى الحوار.
يذكر أن وفدًا عسكريًا من السودان بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو كان قد عقد اجتماعًا مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت في 17 شباط/فبراير المنصرم في العاصمة جوبا للاستماع لتقرير بشأن سير تنفيذ بند الترتيبات الأمنية في اتفاق سلام جنوب السودان الذي يرعاه السودان، حيث أعلن بيان لمجلس السيادة، أن الدفعة الأولى من القوات المدمجة "قوات الحركات المتمردة المدمجة بجيش جنوب السودان" وفق اتفاق السلام شارفت على التخرج من المعسكرات.
اقرأ/ي أيضًا: خبراء أمميون يحذرون من تزايد العنف السياسي في جنوب السودان
وكان فرقاء جنوب السودان قد وقعوا اتفاقًا للسلام في أيلول/سبتمبر 2018 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة "إيغاد"، حيث نص الاتفاق على فترة انتقالية مدتها ثمانية أشهر، لإنجاز مهام الاتفاق والترتيبات الأمنية والإدارية والفنية التي تتطلبها عملية السلام، حيث تنتهي الفترة الانتقالية بإعلان حكومة انتقالية.
وبعد تأخر لأكثر من عام ونصف نتيجة بطء في تنفيذ الاتفاق، تم تشكيل حكومة وحدة وطنية في جنوب السودان برئاسة سلفا كير َميارديت في فبراير/ شباط 2020، لفترة انتقالية تمتد (36) شهرًا، يليها إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
حذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد من تزايد العنف السياسي والاستقطاب بين المجتمعات، في جميع أنحاء جنوب السودان
فيما أعلنت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان، الشهر الماضي، من أن عدم إحراز تقدم في تنفيذ الأحكام الرئيسية لاتفاق السلام يسهم في استمرار انعدام الأمن والإفلات من العقاب الذي يسمح بحدوث الانتهاكات في البلاد.
وحذر خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة من تزايد العنف السياسي والاستقطاب بين المجتمعات، في جميع أنحاء جنوب السودان، عقب زيارة لتقصي الحقائق لأحدث دولة في العالم الشهر الماضي.
اقرأ/ي أيضًا
خبير حقوق الإنسان يعرب عن قلقه لمقتل محتجين في الخرطوم أحدهما طفل