أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن شعورها بالقلق إزاء وفاة ما لا يقل عن (23) مهاجرًا أفريقيًا، وإصابة (76) آخرين على الأقل، أثناء محاولتهم العبور من المغرب إلى إسبانيا في 24 حزيران/يونيو.
وقالت المفوضية: هذا أعلى رقم مسجل للوفيات في حادثة واحدة على مدى سنوات عديدة لمهاجرين يحاولون العبور من المغرب إلى أوروبا عبر الجيبين الإسبانيين مليلية وسبتة.
رافينا شامداساني: "تلقينا تقارير عن تعرّض المهاجرين للضرب بالهراوات والركل والدفع والهجوم بالحجارة من قبل المسؤولين المغاربة "
وفي المؤتمر الصحفي الاعتيادي من جنيف وفقًا لموقع الأمم المتحدة، قالت المتحدثة باسم مفوضية حقوق الإنسان، رافينا شامداساني: "تلقينا تقارير عن تعرّض المهاجرين للضرب بالهراوات والركل والدفع والهجوم بالحجارة من قبل المسؤولين المغاربة أثناء محاولتهم تسلّق سياج شائك يبلغ ارتفاعه ستة إلى عشرة أمتار، ويفصل المغرب عن مليلية."
وكشفت منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية في تصريح سابق لـ"الترا سودان": عن مقتل عشرات السُّودانيين على الحدود الإسبانية المغربية حاولوا تسلق الأسوار وتعرضوا للضرب من قبل الشرطة المغربية والإسبانية.
وقال رئيس المنظمة مالك الديجاوي لـ"الترا سودان": إن هؤلاء المهاجرين منذُ سنة شرعوا في الهجرة وحاولوا إثناءهم لخطورة الأوضاع، ولكنهم توجهوا إلى الحدود وبعد معاناة تمكنوا من الوصول وحاولوا تجاوز الحدود بقوة، وتعرضوا لمعاملة غير إنسانية، ومن المؤسف أن السودان مشغول بأحداثٍ أخرى -بحسب تعبيره.
"الترا سودان" يتحصل على مقاطع صادمة تظهر مقتل وتعذيب مهاجرين غير نظاميين على الحدود المغربية الإسبانية، بينهم عشرات السودانيين، حاولوا تسلق الأسوار الحدودية وتعرضوا للضرب من قبل الشرطة #المغربية و #الإسبانية.
تنويه: المقاطع تحتوي على مشاهد حساسة قد تكون غير مناسبة لبعض المشاهدين pic.twitter.com/60K4YnfHQm
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) June 28, 2022
ودعت مفوضية الأمم المتحدة البلدين إلى ضمان إجراء تحقيق فعّال ومستقل كخطوة أولى نحو تحديد ملابسات الوفيات والإصابات، وأي مسؤولية محتملة وضمان المساءلة حسب الاقتضاء.
كما دعت المغرب وإسبانيا إلى ضمان احترام حقوق الإنسان للمهاجرين على حدودهما المشتركة، وعلى وجه الخصوص امتناع ضباط الحدود عن استخدام القوة المفرطة ضد المهاجرين.
وأعربت شامداساني عن انزعاجها من التقارير التي تفيد بأنه تم العثور على ما لا يقل عن (46) جثة لمهاجرين في شاحنة مهجورة في سان أنطونيو، تكساس في الولايات المتحدة، على ما يبدو أنهم عبروا الحدود.
وقالت: "هذه ليست أول مأساة من هذا القبيل، وهي توضح مرة أخرى الحاجة الماسة إلى مسارات آمنة منتظمة للهجرة، وكذلك لمساءلة الأشخاص الذين أدى سلوكهم بشكل مباشر إلى مثل هذه الخسائر في الأرواح."
من جانبها استنكرت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالعمال المهاجرين يوم الثلاثاء الحوادث التي أدت إلى وفاة المهاجرين عند محاولتهم عبور الحدود من المغرب إلى إسبانيا.
وقالت في بيان: لم يتحدد بعد ما إذا كان الضحايا قد لقوا حتفهم وهم يسقطون من السياج، أو في تدافع، أو نتيجة لأي إجراءات قام بها ضباط مراقبة الحدود. وحث الخبراء المستقلون الدولتين على إجراء تحقيقات فورية وشاملة ومحاسبة المسؤولين.
استنكرت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالعمال المهاجرين: الحكومة المغربية، على وجه الخصوص مطالبة بالحفاظ على جثث المتوفين
وأبدت اللجنة أسفها لوجود جرحى من المهاجرين وضباط الأمن.
وقالت: الحكومة المغربية، على وجه الخصوص، مطالبة بالحفاظ على جثث المتوفين، والتعرف عليهم بشكل كامل وإبلاغ أسرهم وتقديم الدعم اللازم لنقل الجثث.