أكد مصدر عسكري لـ"ألترا سودان" وقوع اشتبكاتٍ مسلحةٍ أمس الأحد بين الجيش السوداني وعصابات إثيوبية، موضحًا أن الجيش تصدى للهجوم في منطقة الأنفال بالفشقة الصغرى، ورفض المصدر الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الحادثة.
وفي نيسان /أبريل الماضي مع إقتراب فصل الخريف، بدأت العصابات الإثيوبية التي تتألف من السكان المحليين على الشريط الحدودي داخل إثيوبيا، بشن هجمات على معسكرات الجيش السوداني في مناطق الأنفال بالفشقة الصغرى.
محلل: تم إنشاء (11) قرية في الفشقة لإيواء المزارعين الإثيوبين الذين تزايدت أعدادهم من سبعة مزارعين في تسعينات القرن الماضي إلى ألفي مزارع في إحصائية عام (2014)
وتشتد هجمات العصابات الإثيوبية كلما اقترب فصل الخريف لرغبة مجموعات سكانية تقطن داخل الحدودية الإثيوبية، في التوغل داخل الأراضي السودانية لزراعة الذرة والسمسم.
اقرأ/ي أيضًا: كتلتان وحزب من التحالف الحاكم يدعمان خروج "مليونية 30 يونيو"
وتعد الاشتباكات بين الجيش والعصابات الإثيوبية هي الثانية من نوعها خلال شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو الجاري، فيما أعلن السودان وإثيوبيا عن تحركاتٍ لترسيم الحدود بين البلدين.
واللافت في الأمر أن الحكومة الإثيوبية تعترف بسيادة السودان على أراضي الفشقة، غير أنها تواجه مشكلة داخلية في إقناع الجماعات المحلية الإثيوبية التي تسطو باستمرار على منطقة الفشقة وتعتبرها أرضًا مشتركة لممارسة الزراعة، وتلعب الانقسامات الإثنية الخفية دورًا في تعقيد الملف لدى الحكومة الإثيوبية.
ويعتقد المحلل في شؤون العلاقات الإثيوبية السودانية حافظ حارث، في تصريحٍ لـ"ألترا سودان" : "أن أزمة الفشقة تضع إثيوبيا بين خيارين: إما إقناع الجماعات الإثيوبية التي تتمسك بالمنطقة بسيادة السودان عليها، أو السماح للجيش السوداني بالسيطرة العسكرية على المنطقة وشن حرب على العصابات واستردادها بالكامل" مضيفًا أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يبدو أنه يواجه مشكلة إقناع هذه الجماعات بالتخلي عن الفشقة.
من جهته أكد المتخصص في قضايا الفشقة والحدود الشرقية مبارك النور لـ"ألترا سودان" تصدى الجيش السوداني لهجومٍ من العصابات المسلحة أمس الأحد بمنطقة الأنفال بالفشقة الصغرى وقال: "لم تقع خسائر في صفوف الجيش السوداني الذي تصدى للهجوم".
ويعتقد النور أن أزمة الفشقة تطورت منذ ستينات القرن الماضي بانتقال عشرات المزارعين للزراعة في منطقة الفشقة، حتى تطورت الهجمات في عهد النظام البائد بتوغل ألفي مزارع لزارعة (840) ألف فدان في الفشقة.
ويضيف النور: "الآن ينتشر مئات المزارعين الإثيوبيين في منطقة جبل حلاوة والأنفال والعطبراوي وحديقة الدندر والفشقة الكبرى والصغرى، وهي أراضٍ سودانية بالكامل".
وقال: "في العام 1992 كان عدد المزارعين في الفشقة فقط سبعة مزارعين وفي آخر إحصائية في العام 2014، أصبح عددهم ألفي مزارع إثيوبي".
ويستبعد النور عدم ضلوع الحكومة الإثيوبية في احتلال الفشقة، مؤكدًا أن الفشقة تضم (11) قرية بكامل الخدمات الأساسية، ويقطنها المزارعون الإثيوبيين الذين يحصلون على القروض من البنوك الإثيوبية تحت بصر الحكومة التي لا تحجب عنهم المساعدات، وبالتالي الحديث عن عصابات غير مدعومة من الدولة أمر عارٍ من الصحة، هناك دولة إثيوبية كاملة تقف وراء احتلال الفشقة.
اقرأ/ي أيضًا: مواطنون يقتحمون مباني محلية كرري ويرفضون المغادرة
ويرهن النور حل أزمة الفشقة بترسيم الحدود بين البلدين، والذي قطع شوطًا كبيرًا على حد قوله، بجانب إنشاء جسرٍ يربط بين الفشقة وولاية القضارف، لأن العبور إلى شرق النهر صعب في ظل عدم وجود جسور، ويعتمد السكان على العبارات.
مصدر عسكري: زراعة آلاف الأفدنة تغري العصابات الإثيوبية التي لا تخضع لسيطرة الحكومة الإثيوبية نسبةً للتعقيدات الإثنية، للتوغل إلى الأراضي السودانية وشن هجمات
فيما عزا مصدر عسكري تحدث إلى "ألترا سودان" اتساع أزمة الفشقة إلى منح المزارعين السودانيين خلال السنوات السابقة الأراضي إلى مزارعين إثيوبيين، وتزايد "أطماع" المزارعين لامتلاكها، ولاحقًا شكلوا عصابات مسلحة لشن هجماتٍ لإجبار السكان على عدم زراعة المنطقة.
ويعتقد المصدر العسكري أن زراعة آلاف الأفدنة تغري العصابات الإثيوبية التي لا تخضع لسيطرة الحكومة الإثيوبية نسبةً للتعقيدات الإثنية، للتوغل إلى الأراضي السودانية وشن هجمات. وقال إن اهتمام الحكومة السودانية بأزمة الفشقة تزايد بعد سقوط نظام المخلوع.
اقرأ/ي أيضًا
تعرف/ي على الخطط الجديدة لرئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة الزراعي
سودانيون عالقون بكينيا يستغيثون بالسلطات والسفارة تحدد مبلغًا كبيرًا للعودة