الترا سودان – فريق التحرير

من النهر عبَر وعلى ضفافه انطلق في هذه الحياة، يسجّل مروياته وحكاياته ويوثقها بالريشة والألوان، إلى أن استوت لوحات فنية، واستقرت في فرع جاليري المرخية بمطافئ مقر الفنانين.

هو الفنان التشكيلي السوداني صلاح المر، الذي احتفى جاليري المرخية القطري بأعماله في معرض فردي ضخم بعنوان "احتفالية النهر" والذي تم افتتاحه ليلة الثلاثاء الماضي 8 تشرين أول/أكتوبر.

تُبنى أعمال صلاح المر على المفردات البصرية المتراكمة التي تعتمد على ملاحظاته عن الحياة، والتي تكونت عبر المشاهد والمواقف والانطباعات التي يصورها في أعماله، إذ تعتبر الرموز الثقيلة والميل نحو تراكم طبقات لونية حقيقية وثقيلة أحيانا مما يثري اللوحة بالغنى اللوني، ومن ثم تشويه الأشكال والنسب الطبيعية من علامات لوحات المر المميزة.

تأخذ أعمال صلاح المر المشاهد إلى واقع مختلف تتغير فيه العلاقات مع الشعور بالحنين إلى الماضي والغوص في مستقبل الأمور.

وقال صلاح المر، لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إن التكبير والتصغير هما قيمة تجريدية، وأنه يهدف من وراء ذلك إلى سحب جزء من القيمة الواقعية ـ إما الحجم أو الشكل أو في الملامح ، وذلك من أجل إعلاء قيمة الشكل واللوحة.

وبخصوص مقولة "الإنسان/الفنان ابن بيئته"، أكد صلاح المر على ذلك، وأنه متأثر بهذا الأمر، حيث أن معرض "احتفالية النهر"، هو لنهر جوار منزله في السودان يحتفل كل يوم بقدوم جده وهو محمل بالخضار والفاكهة من بستانه المروي بماء النهر وجده الآخر بسلة من سمك بلطي النهر من صيده اليومي.. إنها الحياة.

يضم المعرض هذه الاحتفالات اليومية العادية، فالرجل يسبح في النهر وآخر يدون مذكرات وأشعارا وآخر يتأمل ويتغنى، وامرأة تحن لغائب طال غيابه والكون يدور في أقصى دورانه ويرجع ليحتفل بالنهر.

كما يوثق صلاح المر في معرضه لواقعة أليمة وبشعة وقعت في السودان عام 1956، بمنحوتات لعمال القطن، في اشارة لأحداث "عنبر جودة".

ويشير الفنان صلاح المر إلى أن هذا العمل النحتي هو محاولة للتعبير عن هذه الجريمة البشعة والحدث المفجع.

ولصلاح المر، خبرة تمتد لثلاثة عقود. شارك في معارض جماعية ومنفردة في شرق إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا الشمالية، ونشر 12 كتابًا للأطفال، وأخرج ستة أفلام وثائقية قصيرة وأفلام خيال تم عرضها في مهرجانات الأفلام الدولية.

اقرأ/ي أيضًا: 

الكنداكات: لؤلؤ ولوتس النيل.. معرض يحتفي بإسهامات المرأة السودانية

صورة المرأة السودانيّة في رسومات آلاء ساتر