21-نوفمبر-2020

(الشرق الأوسط)

نفذت غالبية المخابز بالخرطوم إضرابًا اليوم السبت ورصد "الترا سودان" توقف مخابز منطقة جنوب الخرطوم في أحياء الصحافة والامتداد وجبرة والعشرة إلى جانب الإضراب الذي شمل (90)% من مخابز محلية جبل أولياء بمنطقة الكلاكلة.

يأتي الإضراب على خلفية مطالبة اتحاد المخابز برفع سعر قطعة الخبز من جنيهين إلى خمسة جنيهات

وكانت اللجنة التسييرية لاتحاد المخابز دعت إلى الإضراب اليوم السبت احتجاجًا على إصرار الحكومة ببيع الخبز بقيمة جنيهين وطالبت باللجنة برفع السعر إلى خمسة جنيهات لتغطية تكلفة صناعة الخبز.

اقرأ/ي أيضًا: بعد مضي أشهر على تعيينه نائبًا لسلفا كير..الغموض لا يزال يكتنف وضعية مشار

وأبلغ عمر محجوب، من سكان الصحافة ظلط، "الترا سودان" أنه طاف على مخابز الحي ووجدها مغلقة استجابة للإضراب مشيرًا إلى أنه اضطر للذهاب إلى مخبز واحد يعمل بمنطقة جبرة ووقف في الطابور الطويل.

وتعتقد اللجنة التسييرية لاتحاد المخابز أن تكلفة صناعة الخبز قفزت عشرات المرات بينما بقيت التسعيرة في مكانها لإصرار وزارة التجارة والصناعة على عدم زيادة سعر الخبز.

وأكد عضو لجان مقاومة أبو آدم مربع (6) و(7) بمحلية جبل أولياء عبد المنعم عبد الماجد لـ"الترا سودان" أن لجان المقاومة بالحي لم تجد أي حل اليوم السبت في ظل توقف أربعة مخابز من جملة خمسة بسبب الإضراب.

وقال عبد الماجد إنهم: "في لجنة مقاومة الحي وجدوا العذر للمخابز المضربة لأن المخبز يربح في الجوال الواحد من ألف قطعة خبز حوالي (40) جنيهًا فقط بعد تكلفة الخميرة والزيت والكهرباء والغاز والعمال".

وأشار إلى أن سعر كرتونة الخميرة (6.400) آلاف جنيه و سعر عبوة الزيت (6.600) جنيه والعامل يتقاضى نحو (500) جنيه يوميًا إلى جانب تكلفة الكهرباء، مؤكدًا أن كل هذه العوامل تدعو إلى الاضراب لأن صناعة الخبز وبيع القطعة بسعر جنيهين غير مجدية".

ووجه عبد الماجد انتقادات إلى حكومة الولاية وقال إن لجان المقاومة تعمل بالساعات في تنظيم المخابز وطباعة البطاقات وتخفيف الطوابير لكن الحكومة لا تكترث ولا تقدم أي خدمات.

وأضاف: "الوكلاء يشتكون من تكلفة الترحيل حيث يخرج جوال الدقيق زنة (50) كيلو من المطاحن بـ(590) جنيها ويصل إلى المخبز بـ(680) جنيها، وتتحمل المخابز تكاليف الترحيل، وعندما تحدثنا مع الحكومة عبر وزارة التجارة والصناعة بولاية الخرطوم لم نجد إجابات لأنهم لا يفعلون شيئًا".

ورأى عبد الماجد أن محصلة التقاعس الحكومي في حل أزمة المخابز هو الإضراب الواسع الذي حرم حوالي (90)% من مواطني ولاية الخرطوم من الخبز اليوم السبت".

وأردف: "إذا أنتج المخبز ألف قطعة خبز زنة (30) كيلو جرام فأنه يتكبد خسائر فادحة ونحن قمنا بالحسابات مع المخابز والتسعيرة المناسبة أربعة جنيهات للقطعة".

وقال إن الحسابات التي أجرتها لجان مقاومة جبل أولياء مع المخابز جعلتهم يعتقدون أن الإضراب منصف لهم طالما أن الحكومة لم تقدم لهم الحلول في تكاليف الترحيل وتخفيض تكلفة التشغيل للمخابز.

شمل الإضراب مدينة الخرطوم والخرطوم بحري وأجزاء واسعة من مدينة أمدرمان 

وفي مدينة الخرطوم بحري لم تختلف الاستجابة للإضراب عن الخرطوم وامتدت طوابير طويلة أمام المخابز في حي شمبات بحسب روعة ميرغني التي تقطن الحي.

وذكرت روعة ميرغني أنها توجهت إلى مخبز الحي ووجدته مغلقًا بسبب الإضراب وعندما وصلت إلى المخبز الوحيد الذي لم يستجيب للإضراب وجدت طوابير طويلة واضطرت إلى الوقوف ثلاثة ساعات لشراء الخبز.

وأشارت في تصريح لـ"الترا سودان" إلى أن عامل المخبز أبلغهم أنه لن يعمل غدًا الأحد نتيجة انتظار التسعيرة الجديدة للخبز.

فيما أكد مكي الأمين الذي يقطن حي كافوري بالخرطوم أنه لم يتمكن من شراء الخبز من المخبز التجاري نسبةً للازدحام الكبير اليوم السبت نتيجة توقف المخابز في المنطقة.

وتابع الأمين في حديث لـ"الترا سودان": "رغم أن المخبز التجاري يبيع القطعة بعشرة جنيهات لكن الصف طويل جدًا لأن غالبية المخابز في الخرطوم بحري مغلقة استجابة للإضراب".

أما في مدينة أم درمان كانت الطوابير هي العنوان الأبرز في شارع الأربعين وشوهدت الطوابير منذ الساعات الأولى من الصباح على خلفية تقلص عدد المخابز العاملة.

وأكد أسعد أبراهيم الذي يقطن في شارع الأربعين بأم درمان لـ"الترا سودان" أنه ذهب في وقت مبكر إلى ثلاثة مخابز في الحي ووجدها مغلقة استجابة للإضراب وأردف: "حتى المخبز البلدي وجدناه مغلقًا رغم أنه كان يعمل في كل الأحوال".

بينما واصلت مخابز الثورة وغرب الحارات بأمدرمان عملها كالمعتاد، وتوقف بعضها عن العمل لانعدام الغاز، إلا أن جميع المخابز التي عمل عملت في الفترة الصباحية واصلت عملها حتى الساعة الواحدة ظهرًا فقط، وشمل إضراب المخابز منطقتي صالحة والقيعة.

اقرأ/ي أيضًا: ضغوط من مدنيين وعسكريين لحل لجنة تفكيك التمكين

وأوضح عبد الماجد أن المقترح كان يقضي بتكوين آلية حكومية لترحيل الدقيق من المطاحن إلى المخابز عبر وضع العملية في عطاءات وأن تتحمل الحكومة فاتورة الترحيل لكنها لم تصمم أي نظام بعد.

وأبان عبد المنعم عبد الماجد أن لجان المقاومة قامت بتسليم وزارة التجارة والصناعة معلومات عن عدد المخابز في المحلية وهي (290) مخبزًا قامت لجان المقاومة بجمع المعلومات عنها وطلبت تصميم نظام إلكتروني لتوزيع الدقيق وحصر المخابز.

لجان مقاومة جبل أولياء تعتزم تجميد نشاط متابعة الخدمات احتجاجًا على أداء حكومة الولاية

وتابع: "لجان مقاومة جبل أولياء تشعر بالإحباط من أداء الحكومة الانتقالية ورغم أنها تعمل على تذليل العقبات إلا أنها تعتزم التوقف عن متابعة الخدمات لأن الحكومة لا تقدم مساعدات في حل الأزمات وتعين أشخاص لا علاقة لهم بالملفات المعنية في المحليات".

اقرأ/ي أيضًا

الأمم المتحدة: الحرب الإثيوبية قد تدفع 200 ألف لاجئ إلى السودان الأشهر المقبلة

البنى التحتية: الشراكات الخارجية لا تصلح في ميناء بورتسودان