14-أكتوبر-2024
السلطات الليبية توزع مساعدات على اللاجئين السودانيين في مدينة الكفرة

لاجئون سودانيون في ليبيا (فيسبوك)

قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين السودانيين في دولة ليبيا قد تجاوز (100) ألف لاجئ. وتُقدّر السلطات الليبية أن حوالي (65) ألف سوداني دخلوا عبر الكفرة وحدها، حيث يتراوح عدد الوافدين الجدد يوميًا بين (300) و(400) شخص.

تصف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأوضاع التي يواجهها اللاجئون السودانيون في ليبيا بأنها "مقلقة"، وتقول إنهم بحاجة إلى "مساعدات عاجلة"

تقول المفوضية إنه نظرًا للطبيعة غير النظامية للدخول، وغياب البيانات، وامتداد الحدود البرية الواسعة لليبيا مع تشاد ومصر والسودان، بالإضافة إلى التحركات نحو المدن الساحلية، لا يزال من الصعب تقديم أرقام دقيقة حول عدد اللاجئين السودانيين في هذا البلد الذي يحد السودان من الغرب.

خطر انتشار الأمراض

تصف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الأوضاع التي يواجهها اللاجئون السودانيون في ليبيا بأنها "مقلقة"، وتقول إنهم بحاجة إلى "مساعدات عاجلة"، بما في ذلك الدعم الغذائي. وتشير في بيان لها اطلع عليه "الترا سودان" إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في المدن التي يصلها اللاجئون السودان تتعرض لضغط كبير مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.

في ليبيا ثمة حاجة ملحة لدعم فوري لتوفير مزيد من المياه والمرافق الصحية للاجئين السودانيين. توضح المفوضية أنه على الرغم من أن السلطات المحلية تقدم مساعدات وصفتها بـ"الكبيرة" تشمل الوصول إلى الخدمات الصحية العامة وتسجيل الأطفال في المدارس، فإن دعم المجتمعات المضيفة في مختلف أنحاء ليبيا أصبح ضروريًا، حيث بدأ اللاجئون السودانيون في الانتقال إلى المدن الساحلية بعيدًا عن الحدود.

مخاوف الهجرة

كان المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قد حذر الشهر الماضي من موجة هجرة إلى أوروبا عبر البحر بسبب الحرب في السودان. وتساءل في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية عن المستقبل الذي ينتظر الشعب السوداني مع استمرار الحرب الأهلية في البلاد، مما يدفع السودانيين للجوء عبر البحر إلى أوروبا.

الصراع الدموي الممتد منذ عام ونصف في السودان تسبب في نزوح الملايين داخل السودان وفرار مئات الآلاف إلى البلدان المجاورة. الحرب التي اندلعت في العاصمة الخرطوم وانتشرت في مختلف أنحاء البلاد تسببت في أزمة إنسانية خانقة، حيث يعاني المدنيون من نقص في الغذاء والماء والدواء، فضلًا عن انهيار الخدمات الأساسية والبنية التحتية، في ظل غياب للأمن وأوضاع اقتصادية قاسية حتى في المناطق الآمنة، ما يجبر الناس للجوء خارج البلاد.

تشير التقارير إلى أن اللاجئين الذين يعبرون الحدود إلى دول مثل ليبيا وتشاد ومصر يواجهون ظروفًا معيشية صعبة، ويضطرون لعبور مناطق صحراوية قاسية، حيث ترتفع معدلات الوفاة بسبب العطش والجوع والأمراض. وبرغم الجهود الدولية والمحلية لتقديم المساعدات الإنسانية، ما تزال هذه الجهود غير كافية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة وسط الأوضاع الأمنية المتدهورة.

قتل عشرات الآلاف جراء الحرب في السودان، وخسرت ملايين العوائل مصادر دخلها وأعمالها. ويعيش معظم هؤلاء الذين غادروا منازلهم في أوضاع مأساوية بمراكز نزوح تفتقر لأبسط مقومات الحياة دون رعاية حكومية أو دولية تذكر، بينما يواجه من عبروا الحدود نفس الظروف بجانب تحديات اقتصادية وقانونية كبرى في البلدان التي لجأوا إليها.

السلطات الليبية

منذ اندلاع الحرب السودانية، تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين نحو ليبيا، خصوصًا من إقليم دارفور. يعيش هؤلاء اللاجئون في ظروف صعبة رغم المساعدات المقدمة، ويواجه بعضهم خطر الموت في طريق اللجوء بسبب الحوادث أو التوهان في الصحراء. وفي أواخر الشهر الماضي عُقد اجتماع وزاري برئاسة وزير الداخلية الليبية اللواء عصام أبوزريبة، بحضور عدد من الوزراء، لمناقشة تداعيات تدفق اللاجئين السودانيين إلى ليبيا وملف الهجرة غير الشرعية.

ركز الاجتماع على تطوير آليات العمل المشترك لتنظيم الهجرة غير الشرعية، بمشاركة وزراء ومسؤولين من مجالات متعددة، بينهم وزير الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية فتحي التباوي ووزير التربية والتعليم المهندس جمعة الجديد. وناقش الاجتماع وضع اللاجئين السودانيين، خاصة الطلاب مع بدء العام الدراسي، وتم التوصية بفتح مدارس لهم. وأعلن عن حصر أكثر من (60) ألف لاجئ في مدينة الكفرة ودراسة آليات توزيعهم على مناطق أخرى.