04-مايو-2024
وزارة الخارجية السودانية

جددت وزارة الخارجية السودانية الاتهامات لدولة تشاد المجاورة بدعم قوات الدعم السريع، فضلًا عن السماح لمن وصفتها الخارجية السودانية بـ"القوى الإقليمية" بتزويد الدعم السريع بالعتاد والمعدات عبر الأراضي التشادية التي تحد السودان من اتجاه الغرب.

وزير الخارجية المكلف، السفير حسين عوض علي، انتقد تصريحات صحفية لوزير الخارجية التشادي نفى فيها وجود أي دور تشادي في الحرب السودانية. ولفت السفير حسين عوض علي إلى إدانة قيادات تشادية دور الحكومة التشادية في الحرب السودانية، وقال إن تشاد قامت بفتح أراضيها ومطاراتها لإمدادات السلاح لقوات الدعم السريع، وذلك "لحساب قوى إقليمية ودولية تطمع في موارد أفريقيا"، بحسب تعبيره.

وزير الخارجية السوداني: الدعم التشادي للمليشيا الإرهابية أوضح من شمس النهار

وكانت تقارير صحفية وأخرى أممية قد أشارت إلى تزويد الإمارات قوات الدعم السريع بالإمدادات عبر مطار أم جرس داخل الأراضي التشادية، وذلك بالتزامن مع تقارب بين النظام التشادي والإماراتي.

وتعد الإمارات الحليف الأبرز لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ عام، وتتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وما يرقى للإبادة الجماعية في إقليم دارفور، في ظل أعمال نهب وسلب طالت ممتلكات مئات الآلاف من المواطنين.

وقال وزير الخارجية السوداني إن السلطات التشادية تسمح بدخول الممتلكات المنهوبة من المواطنين السودانيين والإتجار فيها علنًا في تشاد. وأضاف: "محاولة الوزير التشادي إنكار حقيقة ساطعة يعلمها كل العالم لا جدوى منها. فالدعم التشادي للمليشيا الإرهابية أوضح من شمس النهار". وأعلن الوزير السوداني أن تشاد خصصت مطاري أم جرس وأبشي لاستقبال الرحلات الجوية التي تنقل الأسلحة والعتاد العسكري لقوات الدعم السريع من دولة الإمارات، حيث بلغت هذه الرحلات حتى الآن أكثر من (400) رحلة،  قالت وزارة الخارجية إنه قد "رصدتها الأجهزة الوطنية والدولية المتخصصة، بتفاصيل الطائرات الناقلة  والمسارات التي اتخذتها، وتواريخ وصولها وتفريغها، معززة بصور الأقمار الصناعية".

وتقول الحكومة السودانية إن أجهزتها المختصة رصدت الأيام الماضية وصول مركبات عسكرية لتشاد عن طريق ميناء دوالا الكاميروني، وجهتها النهائية قوات الدعم السريع عبر الأراضي التشادية.

كما تقول الخارجية السودانية إن "مرتزقة تشاديين" يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع، كما إن السلطات التشادية -بحسب الخارجية السودانية- تسمح بدخول المرتزقة من دول أخرى إلى السودان عبر أراضيها.

وأضاف وزير الخارجية السوداني: "المؤسف أن الحكومة التشادية الحالية ارتهنت نفسها للقوى الخارجية التي تسببت من قبل في نشر الدمار والقتل وعدم الاستقرار في دول عديدة بالمنطقة، وذلك لمصالح ذاتية ضيقة لبعض المسؤولين التشاديين، في تنكر للعلاقات التاريخية الاجتماعية القوية بين الشعبين الشقيقين، ولمبادئ حسن الجوار وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، حد قوله.

وختم الوزير المكلف تصريحه بمطالبة حكومة تشاد بالتوقف عن تغذية الحرب والانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، قائلًا إن ذلك من أجل مصلحة شعبها أولًا، والاستقرار الإقليمي ثانيًا. وزاد: "لأن عداء الشعب السوداني والمساعدة على استباحة دمائه وأعراضه ومَمتلكاته كلفتها عالية جدًا. ومن يشعل النار في السودان لن يكون بمنأى عنها".

واستقبلت تشاد أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني منذ اندلاع الصراع المسلح في البلاد، والذي أسفر عن مغادرة أكثر من ثمانية ملايين منازلهم في السودان، فر مليونان منهم إلى دول الجوار، وعلى رأسها تشاد التي استقبلت العدد الأكبر من اللاجئين من إقليم دارفور الذي سيطرت قوات الدعم السريع على أربع من أصل خمس عواصم لولايات الإقليم، والذي يشهد أوضاعًا إنسانية مريرة جراء الحرب، لا سيما معسكرات النزوح القائمة منذ عقود وزادت أعداد المقيمين بها بعد حرب نيسان/أبريل 2023.