30-أبريل-2024
مجلس الأمن الدولي

قالت وزارة الخارجية السودانية إن المندوب البريطاني غير مسار الجلسة في المجلس الأمن الدولي في 29 نيسان/أبريل الجاري، وقالت إن بريطانيا "تنكرت للأخلاق".

قالت الخارجية السودانية إن بريطانيا تحمي الإمارات للمصالح التجارية

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بخصوص طلب السودان من نقاش الدور الإماراتي في حرب السودان وتسليح قوات الدعم السريع بالعتاد والأسلحة والمقاتلين، حسب ما أشار المندوب السوداني في الشكوى التي قدمها إلى رئاسة المجلس.

واستجاب مجلس الأمن الدولي لشكوى السودان السبت الماضي، وأعلن رسميًا عقد جلسة خاصة لنقاش طلب السودان حول "العدوان الإماراتي".

وأوضحت الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، في بيان صحفي اطلع عليه "الترا سودان"، أن أجندة مجلس الأمن في جلسة 29 نيسان/أبريل الجاري كان يفترض أن يخصص الاجتماع لموضوع "العدوان الإماراتي" علي السودان، المتمثل في الرعاية متعددة الأوجه لقوات الدعم السريع التي وصفها بـ"لمليشيا الإرهابية"، وذلك في ضوء خطاب مندوب السودان الدائم لرئيس مجلس الأمن بتاريخ 26 نيسان/أبريل الجاري، والذي طلب فيه  اجتماع عاجل للمجلس لبحث الأمر. 

وأوضح البيان أن بريطانيا تدخلت ونصبت نفسها "حاملة قلم شؤون السودان" لتغيير طبيعة الاجتماع، ليصبح اجتماعًا عن  الأوضاع في السودان عامة ومنطقة الفاشر خاصة. 

ولفت البيان إلى أن التدخل البريطاني في جلسة مجلس الأمن تزامن مع مع تقرير نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في 28 نيسان/أبريل الجاري، وقالت الصحيفة إن دولة الإمارات تمارس ضغوطًا شديدة على بريطانيا لحمايتها في مجلس الأمن، بعد افتضاح دورها في تغذية الحرب في السودان بدعمها المتواصل لـ"مليشيا الدعم السريع الإرهابية". 

وبحسب الصحيفة  ألغت الإمارات أربعة اجتماعات وزارية مع بريطانيا لإجبارها على التدخل في مواجهة الشكوى التي تقدم بها السودان.

 

وأكد بيان وزارة الخارجية السودانية انعقاد جلسة المشاورات المغلقة صباح الإثنين 29 نيسان/أبريل الجاري، وطالب أعضاء المجلس الدعم السريع بالتوقف عن أعمالها العدائية حول الفاشر، وأن تتعهد بعدم مهاجمة أي مدينة جديدة في السودان.

وبحسب بيان الخارجية السودانية، دعا أعضاء المجلس الأطراف الإقليمية والدولية بالالتزام بحظر الأسلحة في إقليم دارفور بموجب القرار (1591)، كما شددوا على ضرورة استئناف مفاوضات جدة وتسهيل وصول الإغاثة.

وعبرت الخارجية السودانية عن أسفها لتنكر بريطانيا لواجبها الأخلاقي والسياسي بصفتها عضوًا دائمًا بمجلس الأمن وما تلزم به نفسها للتصدي لقضايا السودان في المجلس، وبحكم ماضيها الاستعماري في السودان، والذي "ما تزال آثاره غير الحميدة مستمرة"، بحسب تعبير البيان.

وأشار البيان إلى أن بريطانيا تخلت عن واجبها الأخلاقي مقابل مصالحها التجارية مع دولة الإمارات، بالتلي تقوم بحماية "أكبر ممولي" الحرب في السودان، مقرونة مع ما كشفته الصحافة البريطانية من أن الحكومة البريطانية أجرت لقاءات سرية مع مليشيا الدعم السريع.

وتابع البيان: "استوفت الدعم السريع كل صفات الجماعات الإرهابية، وتجعل بريطانيا شريكة في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها وداعمة للإفلات من العقاب". 

واعتبرت الخارجية السودانية التحول البريطاني "خطوة مشينة"، وقالت إن الدول الغربية في مجلس الأمن الدولي وهي دائمة العضوية تتساهل حيال "المليشيا" وراعيتها دولة الإمارات، على حد قول البيان.

وشدد البيان على أن هذه التطورات لن تثني السودان من أن يسلك السبل والوسائل لحماية شعبه وسيادته وكرامته، لافتًا إلى أن مصداقية مجلس الأمن وقدرته على الاضطلاع بدوره في حماية السلم والأمن الدولي والوفاء لمبادئ ومثل ميثاق الأمم المتحدة، تظل محل اختبار مستمر.