أدانت الولايات المتحدة الأميركية "بأشد العبارات" ما وصفتها بـ"التجاوزات والانتهاكات في حالة حقوق الإنسان وأعمال العنف المروعة" في السودان.
وشجبت الولايات المتحدة في بيان اليوم اطلع عليه "الترا سودان" التقارير عن "انتشار العنف الجنسي والقتل على أساس العرق في غرب دارفور على يد قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها". ولفتت إلى تعرض ما يصل إلى (1,100) مدني للقتل في الجنينة وحدها بحسب تقديرات من أسماهم بـ"المجموعات المحلية"، فيما أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من (273) ألف شخص في ولاية غرب دارفور.
قال بيان للولايات المتحدة الأمريكية إن مرصد النزاع في السودان وثق صورًا من الأقمار الصناعية لأجزاء من الجنينة ومستوطنات كاملة دمرت في دارفور
وقال بيان الولايات المتحدة الأمريكية إن مرصد النزاع في السودان والوسائل الإعلامية وثقا صورًا من الأقمار الصناعية لأجزاء من الجنينة ومستوطنات كاملة في ولايات غرب وجنوب وشمال دارفور "دمرت بالكامل على يد القوات المقتحمة".
وأضاف البيان الأمريكي أن "أصوات سودانية ذات مصداقية تزعم أن هذه الأعمال تندرج ضمن نمط ناشئ من العنف العرقي الذي يستهدف السكان غير العرب".
وأشار البيان إلى تحمل النساء "العبء الأكبر من أعمال العنف"، لافتًا إلى أن الضحايا وجماعات حقوق الإنسان اتهمت اتهامًا "موثوقًا" جنود قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بارتكاب أعمال اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع – حسب البيان.
وذكر البيان أن مثل الفظائع التي تشهدها ولاية غرب دارفور ومناطق أخرى تعد "تذكيرًا مشؤومًا بالأحداث المروعة التي جعلت الولايات المتحدة تصف في العام 2004 ما حصل في دارفور بالإبادة الجماعية".
وأدان بيان الولايات المتحدة الأمريكية مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر في يوم 14 حزيران/يونيو الجاري بعد أن "اتهم قوات الدعم السريع وقوات أخرى بارتكاب إبادة جماعية".
وأعرب البيان عن مخاوف واشنطن إزاء التقارير التي تحدثت عن مقتل شقيق سلطان قبيلة "المساليت" و(16) شخصًا غيره في الجنينة يوم 12 حزيران/يونيو الجاري.
وعزا البيان "الفظائع التي تشهدها دارفور" إلى قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، مستدركًا بأن "الطرفين مسؤولان عن ارتكاب التجاوزات"، ومشيرًا إلى أن "القوات المسلحة السودانية لم تتمكن من حماية المدنيين في دارفور"، فيما "تتحدث التقارير عن قيامها بتأجيج الصراع من خلال تشجيع تعبئة القبائل" – طبقًا لبيان الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك أعاقت الهجمات التي شنتها القوات المسلحة السودانية بالطائرات العسكرية أو المسيرة الجهود الإنسانية – وفقًا للبيان.
وشدد البيان على ضرورة إيقاف الطرفين القتال في المنطقة والسيطرة على قواتهما ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب أعمال العنف أو الانتهاكات وتمكين تسليم المساعدات الإنسانية التي "تمس الحاجة إليها" – بحسب تعبير البيان.
وعكست أعمال العنف في مدينة الجنينة والتي اختلطت ما بين قتال الدعم السريع والجيش وما بين هجمات مجموعات قبلية مسلحة على مكونات اجتماعية – عكست مستويات مخيفة من العنف وتدهور حالة حقوق الإنسان حسب ما ذكر حقوقيون.
وهرب عشرات الآلاف من الجنينة إلى حدود جمهورية تشاد التي نشرت قواتها في النقاط الجمركية ومكاتب الهجرة التي يعسكر قربها اللاجئون السودانيون.
وأوقفت مليشيات قبلية مسلحة الرجال بفصلهم من النساء وأصدرت لهم أوامر بالجلوس على الأرض مع تصويب البنادق على رؤوسهم. ويعبر حقوقيون عن مخاوفهم من "تصفية عرقية جديدة" تضاف إلى سجل الانتهاكات المروعة التي وقعت في الجنينة.
وتواجه منظمات مثل الصليب الأحمر الدولية صعوبة في الوصول إلى المجتمعات التي تواجه الانتهاكات في الجنينة، للمساعدة في الإجلاء؛ بسبب تقطع الاتصالات والانحدار الأمني غير المسبوق بحسب ما ذكر مسؤولو اللجنة الدولية.