28-سبتمبر-2024
بحري شارع المعونة

(أرشيفية)

حصل "الترا سودان" على تأكيد بصري لوصول قوات الجيش السوداني إلى محطة الطرمبتين في شارع المعونة بمدينة بحري، في خطوة تعد تطورًا مهمًا في سير المعارك. هذا التقدم جاء عقب عبور القوات المسلحة من مناطق الكدرو وجسر الحلفايا، لتدخل عمق مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، التي كانت تحكم قبضتها على تلك المناطق منذ بداية الحرب.

تُعد هذه المرة الأولى منذ شهور طويلة التي تتمكن فيها القوات المسلحة من الوصول إلى هذه المناطق

تُعد هذه المرة الأولى منذ شهور طويلة التي تتمكن فيها القوات المسلحة من الوصول إلى هذه المناطق. ذلك أن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على مدينة بحري بعد أن خلت من معظم سكانها، لتتحول المدينة إلى منطقة تعاني من أوضاع إنسانية صعبة للغاية، في ظل غياب الخدمات الأساسية واستمرار المواجهات العسكرية والانتهاكات المنسوبة لقوات الدعم السريع سيئة السمعة.

بدأت القوات المسلحة هجومًا واسع النطاق منذ 26 أيلول/سبتمبر 2024، مستهدفة عدة محاور في العاصمة القومية الخرطوم. وقد عبرت قوات الجيش جسر السلاح الطبي، الذي يربط بين أم درمان ومدينة الخرطوم، وكذلك جسر الحلفايا الذي يصل أم درمان بمدينة بحري. يشير هذا التحرك إلى رغبة الجيش في استعادة السيطرة على مناطق استراتيجية كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

في أم درمان، تُعد منطقة كرري قلعة رئيسية للقوات المسلحة، حيث تتركز معظم قواتها في العاصمة، إلى جانب منطقة الشجرة العسكرية المعروفة بـ"المدرعات" في مدينة الخرطوم. في الوقت ذاته، تحتفظ القوات المسلحة بنقاط دفاع قوية في مدينة بحري، أبرزها منطقة سلاح الإشارة القريبة من القيادة العامة، وكذلك حامية الكدرو، التي تُعد نقطة انطلاق رئيسية للتقدم في المدينة.

على الجانب الآخر، تنتشر قوات الدعم السريع بشكل واسع في مدينة بحري، حيث تسيطر سيطرة تامة على محلية شرق النيل منذ بداية الحرب في نيسان/أبريل 2023. هذه القوات تمتلك نفوذًا كبيرًا في مناطق وسط الخرطوم وجنوب الحزام.

اليوم، نشرت حسابات موالية للجيش مقاطع فيديو تُظهر تقدم القوات المسلحة نحو مقرن النيلين، كما اندلعت معارك عنيفة بالقرب من سلاح المدرعات، الذي بدأ يوسع نطاق عملياته باتجاه أحياء اللاماب والمناطق المجاورة.

تعتبر المعارك الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أعنف المواجهات التي شهدتها البلاد منذ بداية الحرب، حيث تستخدم القوات المسلحة جميع أسلحتها الثقيلة، بما في ذلك المدفعية بعيدة المدى والطيران الحربي، إلى جانب وحدات المشاة.

يُقاتل إلى جانب الجيش السوداني مجموعات من المستنفرين والكتائب المساندة، مثل مجموعات "البراء بن مالك"، بينما تعتمد قوات الدعم السريع، التي فقدت معظم قواتها المدربة خلال الحرب، على تعزيزات محلية جديدة من الفزع ومجموعات من المجندين حديثًا للانخراط في صفوف هذه القوات.

مع استمرار القتال، تمر العاصمة الخرطوم من انقطاع شبه تام في الاتصالات، لا سيما في مناطق أم درمان التي أعاد إليها الجيش خدمات الاتصالات، وبقية مدن العاصمة التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع. ويعتمد بعض السكان ومنسوبو قوات الدعم السريع على خدمات الإنترنت الفضائي مثل "ستارلنك" لتأمين التواصل في ظل هذا الوضع الصعب.

الاشتباكات المستمرة تعكس حجم الهجوم الكبير الذي ابتدره الجيش مؤخرًا، وتمدُّد العمليات العسكرية يشير إلى أن المعارك قد تشهد تطورات جديدة في الأيام القادمة، مع سقوط مزيد من المناطق في قبضة القوات المسلحة السودانية.