ساهم فيديو تم تعديله والتلاعب به في 20 أيلول/سبتمبر الماضي في رفع الروح المعنوية واحتفالات وسط أنصار قوات الدعم السريع التي تُقاتل الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل الماضي.
نشرت حسابات على "فيسبوك" داعمة لقوات الدعم السريع فيديو ادعت أنه لإسقاط طائرة ميج تتبع للجيش السوداني بمنطقة أم درمان بالعاصمة الخرطوم
ونشرت حسابات على "فيسبوك" داعمة لقوات الدعم السريع مثل صفحة "أشاوس الدعم السريع بالنيل الأزرق" وصفحة "صوت الشعب"، فيديو ادعت أنه لإسقاط طائرة ميج تتبع للجيش السوداني بمنطقة أم درمان بالعاصمة الخرطوم، مما دعى الكادر الإعلامي ضمن هذه القوات المعروف بـ"الجوفاني" للظهور والحديث عن إسقاطهم للطائرة.
وتنتشر عشرات المقاطع والانباء بصورة دورية عن إسقاط طائرات بعضها موثق بفيديوهات واضحة والبعض الآخر ظلت تحوم حوله الشكوك، وما يُصعب من عملية التحقق الميداني ويضفي المزيد من الغموض، هو خلو أغلب مناطق العمليات من المواطنين، وهو ما يجعل من التحقق من أي ادعاء بين طرفي المعركة أمرًا في غاية الصعوبة.
"الترا سودان" عمل على التحقق من الفيديو الذي تم نشره على نطاق واسع، وحديث الدعم السريع عن إسقاط طائرة الميج الذي كانت تحوم حوله الشكوك.
عبر البحث الأولي اتضح ان الفيديو خضع للتعديل في الصوت، ولمزيد من التدقيق استخدمنا تقنية البحث العسكي لكننا لم نتحصل على نتيجة، لكن بعد إستخدام أداة (InVID) التي تختص بتحليل الفيديوهات اتضح أن الفيديو لا علاقة له بأحداث الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش، وأن الادعاء هو عملية تضليل قامت بها شبكات تتبع لقوات الدعم السريع لإقناع المتلقين بإسقاطها طائرة ميج تتبع للجيش في ذلك اليوم.
واتضح أن الفيديو يعود لطائرة عسكرية تم إسقاطها في أرمينيا في تشرين الأول/أكتوبر من العام 2020، وذلك بحسب الفيديو الذي نُشر في مواقع محلية أرمينية.
ما سبق مثال يثبت ضلوع قوات الدعم السريع أو على الأقل شبكات تتبع لها في تزييف عميق لأحداث ربما تكون ذات تأثير كبير علي سير المعارك، حيث قامت هذه الجهات بإضافة أصوات مقاتلي الدعم السريع وقص الفيديو ليظهر وكأنه عملية فعلية قامت بها هذه القوات وسط تكبيرات وعبارات الفرح من قبل مقاتليها.
الجدير بالذكر أن أن للذكاء الاصطناعي واستخدام التقنيات دور كبير في حروب هذا القرن، ابتداءً من استخدام الأسلحة ذاتية التشغيل ونظم المراقبة وصولًا لخوارزميات تتبع الأصوات في التجسس، ذلك بجانب الإسناد المعنوي من إنتاج مرئي ومسموع وفق خطط مدروسة.
وبحسب خبراء فإن دعم الأطراف الإقليمية في حرب السودان يجعل من استخدام هذه التقنيات أمرًا واقعًا.