يترقب السودانيون اليوم حفل افتتاح كأس العالم 2022 في العاصمة القطرية الدوحة، في المواجهة التي تجمع المنتخب القطري ومنتخب الإكوادور ممثل أمريكا الجنوبية.
وتنطلق بطولة كأس العالم 2022 في قطر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، وتستمر حتى 18 كانون الأول/ديسمبر. بينما يقول السودانيون إن هذه البطولة لها طعم خاص لديهم، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي قد تحرم الغالبية من مشاهدة غالبية المباريات بسبب ارتفاع سعر الاشتراك في قنوات التلفزة الناقلة مقارنة مع العملة الوطنية، حيث تبلغ (100) ألف جنيه ما يعادل (200) دولار أمريكي، مع دخل فرد لا يتجاوز دولارين يوميًا لنصف السكان.
الظروف الاقتصادية قد تحرم غالبية السودانيين من الحصول على مباريات كأس العالم في تلفاز المنزل
ويبدأ حفل الافتتاح في الرابعة عصرًا، وتبدأ المباراة الأولى بين قطر والإكوادور في تمام الساعة السادسة مساء بتوقيت السودان، وسط اهتمام دولي كبير ووصول قادة وزعماء العالم إلى العاصمة الدوحة اليوم الأحد، وتعد البطولة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وفي حالات نادرة التكرار يتابع العديد من السودانيين من داخل أراضي الدولة المضيفة، سيما وأن آلاف السودانيين يعملون في قطر، إلى جانب مغادرة بعض السودانيين من السودان وحول العالم لمتابعة البطولة من داخل الدولة المضيفة.
وتشارك خمس منتخبات أفريقية في المونديال وهي الكاميرون وتونس والسنغال وغانا والمغرب، وفاجأ لاعبو المنتخب الغاني العالم بوصولهم إلى مطار الدوحة مرتدين الزي التقليدي بدلًا من الزي الرسمي.
وستكون مباراة الافتتاح متاحة للمشاهدين على قنوات "بي إن سبورتس" المفتوحة، إضافة لمباراة الكأس.
أما في السودان فإن كأس العالم لا يزال يحتفظ بالشعبية، وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية التي قد تدفع الغالبية إلى عدم مشاهدة المباريات على القنوات المشفرة، حسب استطلاعات في الشارع.
ويكتسب كأس العالم أهمية في السودان حتى وسط النساء، فقد أعلنت "مبادرة الحارسات" المعنية بالدفاع عن حقوق النساء، عن فتح مقهى لمشاهدة مباريات كأس العالم قطر 2022 في الخرطوم بحري، ودعت النساء إلى الحضور ومتابعة هذا الحدث العالمي.
وقالت مريم (23) عامًا والتي تقيم في الخرطوم لـ"الترا سودان": سأتابع بطولة كأس العالم مع صديقاتي في المقاهي، خاصة المباريات المثيرة.
ويعتمد عشاق كرة القدم في السودان في المدن والأرياف على أندية المشاهدة الجماعية التي تنشط في مثل هذه البطولات، متيحة المباريات عبر تذاكر الدخول، وهي ثقافة رائجة في السنوات الأخيرة.
ستنتقل مباريات كأس العالم قاطعة الفيافي والأودية والنيل إلى مناطق تعدين الذهب التي تحتوي مخيماتها على أندية المشاهدة، وتشمل أسواق الخناق شمال البلاد وأسواق العبيدية في نهر النيل وأبوحمد.
لحظة ركل الكرة الوقت الوحيد الذي يصمت فيه العالم
هذه اللعبة المجنونة التي يقف العالم برهة لمتابعتها قد تدفع الآلاف من السودانيين إلى إنهاء الأعمال باكرًا قبل حلول المساء لمعانقة الشاشة، ومتابعة المباريات طبعًا مع الاحتفاظ بحق تشجيع المنتخبات العملاقة.
وربما يلعب توسع رقعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في تعزيز ثقافة "كأس العالم"، حتى منصات الرأي العام تتحول للاهتمام بهذه اللعبة عادة بين السودانيين كما حدث في كأس العالم روسيا 2018.
يستعيد السودانيون هذه الأيام لقطة شهيرة كانت متداولة في ذلك الوقت، عندما استقبلت روسيا الرئيس المخلوع عمر البشير في مطار بضواحي موسكو عبر مراسم وصفها السودانيون بالمهينة.
هذه المرة قد تختلف "وسومات المنصات الاجتماعية"، خاصة وأن العديد من تعليقات السودانيين ركزت على الإعجاب بالتطور وطريقة تنظيم بطولة كأس العالم في قطر 2022.
يعبر السودانيون الذين يحبون لعبة كرة القدم - حتى أولئك الذين يفضلون متابعتها كل أربعة أعوام - يعبرون عن إعجابهم بالملاعب التي شيدتها قطر، إلى جانب الفعاليات المصاحبة المرتقبة.
