شنَّ الطيران الحربي غارات جوية مكثفة صباح اليوم، الإثنين 30 أيلول/سبتمبر 2024، شرق وجنوب الخرطوم، واستهدف مواقع تجمع قوات الدعم السريع، كما نفذ ضربات جوية على المدينة الرياضية.
تستمر عمليات الجيش في الخرطوم لليوم الخامس على التوالي
وقال مواطنون من الخرطوم إنهم شاهدوا الطيران الحربي يحلق جنوب شرق العاصمة في مناطق المدينة الرياضية، والصحافة، وجبرة، مستهدفًا تجمعات قوات حميدتي التي ردت بالمضادات الأرضية.
ولليوم الخامس على التوالي يستمر الجيش في عمليات عسكرية بالعاصمة الخرطوم، وخلالها تمكن من التقدم من أم درمان إلى جسر السلاح الطبي وعبوره إلى الخرطوم والسيطرة على أجزاء من "حدائق ستة أبريل" والمقرن، ولا تزال المعارك ساخنة بين الجانبين.
كما وسع الجيش انتشاره في منطقة الحلفايا مع تراجع قوات الدعم السريع إلى شمبات، وشدد جنود من الجيش في مقاطع فيديو نشرت من شوارع رئيسية بالخرطوم بحري على وجود تصميم للقضاء على قوات حميدتي في المدينة قريبًا.
كما شهد محيط سلاح المدرعات جنوب العاصمة اشتباكات صباح اليوم الإثنين، حسب سكان يقيمون قرب هذه المناطق. سمعوا دوي إطلاق المدافع وأعمدة الدخان تتصاعد بكثافة إلى أعلى، ويحاول الجيش في هذه القاعدة التوسع نحو الأحياء المجاورة.
وقال شهود عيان إن الطيران الحربي نفذ الضربات الجوية اليوم الإثنين بشكل موسع، وحلقت المقاتلات الحربية في مناطق المدينة الرياضية، والصحافة، وجبرة، وهي مناطق تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع. ويقول مراقبون عسكريون إن الجيش مستمر في العمليات دون توقف بعد 16 شهرًا من هدوء غالبية جبهات القتال، لإلحاق خسائر كبيرة بقوات الدعم السريع التي تسيطر على نحو 70% من مناطق العاصمة الخرطوم.
في المقابل، لوّح رجال حميدتي بالسلاح وهم يتوعدون القوات المسلحة قرب مصفاة الجيلي شمال العاصمة الخرطوم، في وقت أعلن مسؤول في وفد التفاوض من الدعم السريع، أمس الأحد، وقف المحادثات مع الجيش وبداية عملية عسكرية كبيرة.
وكان مساعد القائد للجيش، الفريق أول ركن ياسر العطا، قد وصل إلى منطقة عسكرية في الخرطوم بحري عقب إعلان القوات المسلحة والقوات المتحالفة معها السيطرة على حي الحلفايا وأجزاء من الكدرو وربط سلاح الإشارة بقاعدة الكدرو العسكرية.
أنهى الجيش هجومًا على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري استمر منذ آذار/مارس الماضي بواسطة قوات الدعم السريع، عندما تمكن جنود القوات المسلحة من عبور جسر الحلفايا وإضعاف انتشار قوات حميدتي قرب سلاح الإشارة الذي يقع على مقربة من النيل الأزرق.
عانى عشرات الآلاف من المدنيين في الخرطوم بحري من شح الغذاء والدواء خلال الشهور الماضية، وتوفي المئات بسبب الأوبئة مثل الملاريا، ونقص الدم، والتايفويد، مع عدم انتظام وصول القوافل التجارية بسبب القيود العسكرية التي فرضها الطرفان على الطرق الواقعة تحت سيطرتهما.
أما في منطقة المقرن وسط العاصمة الخرطوم، بدت العمليات العسكرية نشطة منذ صباح الأحد واليوم، حيث استخدم الجيش المدافع طويلة المدى والغارات الجوية، متقدمًا نحو وسط السوق العربي. ولأول مرة ينفذ الجيش عمليات عسكرية في منطقة وسط الخرطوم منذ خسارة تلقاها في أيار/مايو 2023، عقب هجوم نفذه على بعد كيلومترات من القصر الرئاسي الذي سيطرت عليه قوات حميدتي.
يقول مراقبون عسكريون إن سيطرة قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري لم تكن ذات قيمة سياسية، لأن المنطقة تحولت إلى ساحة قتال ساخنة وأفرغت المدينة من الحياة العامة بالكامل، مع انتشار الجثث على الطرقات وتوقف الخدمات العامة منذ الأسابيع الأولى للحرب في منتصف نيسان/أبريل 2023.
واليوم، بعد مرور 18 شهرًا على الحرب، يدخل الطرفان مرحلة جديدة من تنشيط جبهات القتال بالتزامن مع ضغوط دولية لتوقيع اتفاق وقف العدائيات بين الجانبين، وتفعيل العمليات الإنسانية والوصول إلى ملايين الجياع في العاصمة ودارفور وكردفان والجزيرة وسنار.
يسعى الجيش إلى توسيع مناطق نفوذه في العاصمة الخرطوم لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، في حال امتثاله للضغوط الدولية للتوجه نحو المفاوضات. ومن مقاره المحاصرة منذ ما لا يقل عن عام ونصف، تمكن من فك الحصار، وتمكن في العديد من المناطق من ربط قواعده مع مواقع الإمداد.
تفكيك الجيش لمقاره المحاصرة بواسطة قوات الدعم السريع، يقول المراقبون إنه سيمكنه من شن عمليات برية واسعة على قوات حميدتي، بينما تحاول الأخيرة إبقاء القوات المسلحة في خانة الدفاع.
في بابنوسة بولاية غرب كردفان، وفي سلاح الإشارة بالخرطوم بحري، وفي الفرقة السادسة مشاة بالفاشر، وسلاح المهندسين في أم درمان، وسلاح المدرعات بالخرطوم، هذه من أبرز المناطق العسكرية التي عانت من الحصار المستدام، وتمكنت من خفض المخاطر عليها. ولم تتمكن قوات حميدتي لفترة امتدت لأكثر من عام من التوغل إليها.
ورغم الانتقادات التي طالت الجيش من الرأي العام بسبب بطء العمليات الحربية، إلى جانب فقدانه لبعض الحاميات العسكرية، خاصة في سنجة بولاية سنار، والميرم بولاية غرب كردفان هذا العام، إلا أن المراقبين يقولون إن وتيرة سقوط الحاميات هذا العام أقل من العام الماضي. وقد تمكنت قوات حميدتي من السيطرة على مصنع اليرموك والاحتياطي المركزي، إلى جانب أربعة حاميات في إقليم دارفور في عام 2023، وحامية ود مدني في ولاية الجزيرة.
خلال الأسابيع الأخيرة، طرأ تحسن على سلاح الطيران التابع للجيش
خلال الأسابيع الأخيرة، طرأ تحسن على سلاح الطيران التابع للجيش، وفي عملية خاطفة، تمكن الجمعة من وقف هجوم شنته قوات الدعم السريع على منطقة الفاو بولاية القضارف شرق البلاد، حيث حاولت هذه القوات الرد على عمليات القوات المسلحة في الخرطوم بحري والخرطوم بتوسيع نطاق العمليات الحربية.
ورغم تفوق الجيش عبر سلاح الطيران مؤخرًا، إلا أن الخبراء في القطاع الأمني والعسكري لا يزالون يعتقدون أن القوات المسلحة بحاجة ماسة إلى قوات برية مدربة لخوض قتال المدن.