ظلام دامس يسيطر على منطقة جنوب الخرطوم، والتي تشمل الأزهري والسلمة ومايو وعد حسين، منذ عشرة أيام، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي في هذه الأحياء الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
أحياء شرق العاصمة شبه خالية من السكان
ويشمل توقف خدمة الكهرباء مستشفى بشائر الذي يعمل جنوب العاصمة على الرغم من الحرب تحت إشراف منظمات دولية معنية بالوضع الصحي، ويضطر إلى تشغيل المولد الخاص للحصول على الطاقة، فيما يتباعد الأمل يوميًا بشأن عودة الكهرباء إلى المنطقة.
وكانت قوات الدعم السريع جلبت فرق هندسية لصيانة الخطوط الناقلة جنوب الخرطوم، وشملت أحياء الصحافات، لكن هذه العمليات لم تستمر طويلًا.
وتتدهور الأوضاع الإنسانية جنوب العاصمة بشكل مستمر نتيجة توقف شبكات الاتصال منذ حوالي الشهرين، وذلك عقب إغلاق قوات الدعم السريع المقسم الرئيسي لشبكة زين في منطقة جبرة الواقعة جنوب الخرطوم، إلى جانب توقف خدمات الشبكات الأخرى حتى الآن على الرغم من عودتها تدريجيًا في الولايات وبعض أحياء أم درمان.
ووصف "مجاهد" الذي يقطن حي السلمة، لـ"الترا سودان"، الوضع بأنه "في غاية الصعوبة"، حيث لا يحصل المواطنون على التحويلات النقدية الإلكترونية نتيجة توقف الانترنت والاتصالات، وفي ذات الوقت لا يمكن شراء الطعام لأن المواطنين لا يملكون المال.
وتابع: "على الرغم من انتشار الأسواق الشعبية في الخرطوم خلال الحرب من بيع الوقود إلى بيع غالبية السلع في موقع واحد لا يمكن للمواطن أن يحصل عليها وهو معدم من المال … إذا عادت الاتصالات ربما تتحسن الأمور".
من جانبه، قام الجيش بتوسيع نطاق الطائرات المسيرة اليوم إلى شرق وجنوب العاصمة، في خطوة قد تستهدف إضعاف تجمعات الدعم السريع.
و ذكر مجاهد الذي تواصل مع "الترا سودان" عبر خدمة ستارلنك لإنترنت الأقمار الاصطناعية، إنهم سمعوا أصوات الانفجارات طوال ساعات اليوم.
ويقول مجاهد إن أحياء المجاهدين والمنطقة القريبة من شارع الستين تحولت إلى مدن أشباح بعد (11) شهرا من الحرب. وتقع هذه الأحياء تحت سيطرة الدعم السريع.
وتبدو هذه الأحياء الواقعة شرق العاصمة شبه خالية من السكان، وغادر غالبية المواطنين إلى خارج العاصمة بحثًا عن الأمان، لأن الأسابيع الأولى عاشت المنطقة اشتباكات عنيفة.
وقال مجاهد إن الدعم السريع تقوم بجلب بعض المواطنين وتبث مقاطع فيديو على أنها تساعد سكان هذه الأحياء، وهذا "كذب في وضح النهار"، على حد تعبيره.