لا تزال السيول تلاحق المواطنين في المدن والبلدات الواقعة شمال البلاد، حيث قضى المئات من سكان مدينة وادي حلفا بالولاية الشمالية ليلتهم وهم ينتظرون انحسار المياه إلى النيل.
دمرت السيول 300 منزل في وادي حلفا
اجتاحت السيول مدينة وادي حلفا شمال السودان مساء الخميس، وغمرت المياه أربعة أحياء سكنية ودمرت أكثر من (300) منزلًا ما بين تدمير جزئي وكلي، وأوقفت الحياة العامة بشكل كبير.
تنتشر مراكز الإيواء في وادي حلفا للفارين من الحرب، فيما تحولت منطقة وسط المدينة إلى جزيرة مائية قرب نهر النيل شمال السودان، ولا تزال الفيضانات تهدد العديد من المنازل خاصة المشيدة من المواد البدائية.
مستشفى وادي حلفا أصدر تحذيرات مشددة للسكان ووضع سيارة إسعاف على أهبة الاستعداد بين منطقتين تضررتا بشكل كبير، ونشرت أرقام الهواتف للحالات لحالات الطوارئ، بما في فيها لدغات العقارب.
في تمام الساعة السادسة مساءًا بالتوقيت المحلي، وصلت السيول إلى الأحياء السكنية واضطر المواطنون إلى البقاء في العراء، أو الصعود في المواقع المرتفعة إذ تنتشر الجبال حول المدينة، لجأوا إليها خشية انهيار المباني على رؤوسهم.
تعد أحياء "مجراب" و"الحي الرابع" الأكثر تضررًا من السيول، كونهما يقعان على مناطق منخفضة قرب نهر النيل الذي يمر جوار البلدة وصولًا إلى مصر، بينما يقول المواطنون إن مؤشرات السيول كانت واضحة للعيان قبل وصولها إلى المناطق المنكوبة، ولم تتحرك السلطات المحلية لوضع الترتيبات اللازمة فنيًا.
اندفعت السيول بين الأودية، وفي طريقها إلى النيل عبرت الأحياء السكنية في وادي حلفا تلك المناطق التي شيدت على الأودية، وفق شهادات المواطنين منذ سنوات خلت.
لم يعتد المواطنون شمال البلاد على الأمطار في فصل الصيف، كما أن السيول من الظواهر الطبيعية النادرة التي لا تتكرر كثيرًا، وعلى ما يبدو أن هذا الموسم سيكون تحولًا، ما يعني تغيير طريقة المساكن ونمط الحياة في هذا الإقليم الذي يجاور الحدود المصرية.
هيئة الأرصاد الحكومية حذرت من سيول وأمطار غزيرة في عشرة ولايات سودانية خلال الفترة من السابع وحتى 13 آب/أغسطس الجاري، ودعت إلى أخذ الحيطة واليقظة لأنها تشكل خطرًا على الأرواح والممتلكات.
ودمرت السيول شمال البلاد الطرق البرية التي تستخدمها الحافلات للسفر بين الولايات، وقال شهود عيان إن عشرات البصات أُحتجزت في الولاية الشمالية لانهيار الطريق البري إلى مدن عطبرة وبورتسودان.
تقول عضو غرفة طوارئ وادي حلفا صفاء حسن لـ"الترا سودان"، إن السيول وضعت مئات المواطنين في العراء بتدمير حوالي (300) منزلًا وبعض المحلات التجارية والمرافق العامة.
وقالت إن السيول ظاهرة طبيعية لا تكرر سنويًا في محلية وادي حلفا، وهذا العام كانت التحذيرات جدية من العاملين في الطقس بقدوم فيضانات غير مسبوقة، ولا تزال المخاطر مرتفعة شمال البلاد، والناس يخشون من التشرد وفقدان المأوى في ظل الأوضاع الإنسانية، كما تؤثر السيول على وضع مراكز الإيواء في محلية وادي حلفا.
المواطنون في "سركمتو" لجأوا إلى الجبال والمرتفعات ولا زالوا في العراء منذ مساء الخميس حتى اليوم الجمعة
في ذات الوقت فإن حوالي (210) عائلة في منطقة سركمتو بمحلية وادي حلفا، لجأت المناطق المرتفعة المحيطة بالبلدة بعد أن غمرت المياه المنازل مرة أخرى الساعات الماضية.
وقالت صفاء حسن إن المواطنين في "سركمتو" لجأوا إلى الجبال والمرتفعات ولا زالوا في العراء منذ مساء الخميس حتى اليوم الجمعة، ولم تتمكن القافلة الإنسانية من المحلية للوصول إلى هناك نظرًا لانهيار الطريق إلى البلدة.
ويتعرض المواطنون في "سركمتو" إلى خطر لدغات العقارب التي تخرج من باطن الأرض في مثل هذه الظروف الطبيعية، وهناك نقص في الأمصال والأدوية والطعام وفق صفاء حسن.
