تتابع حميات مجهولة انتشارها في مدينة الأبيض والقرى المحيطة في ولاية شمال كردفان، فيما تسارع فرق صحية متواضعة الإمكانيات في السيطرة على الوباء الذي أدى إلى ازدحام في المستشفيات.
وكانت وزارة الصحة السودانية أعلنت الأسبوع الماضي عن إصابة (26) شخصًا بحمى الضنك بولاية شمال كردفان، وتنتقل حمى الضنك عن طريق عدوى فيروسية بلدغة البعوض، وتنشر سريعًا في المناطق التي يكثر فيها توالده خاصة الاستوائية وشبه الاستوائية.
طبيب: لم نختبر التعامل مع مثل هذه الحمى من قبل
وأقرت الصحة السودانية حمى الضنك في ثماني ولايات هي: كسلا وشمال كردفان وغرب كردفان وشمال دارفور وجنوب دارفور والنيل الأبيض وغرب دارفور والبحر الأحمر.
تقول إيمان وهي طبيبة في مستشفى حكومي بمدينة الأبيض لـ"الترا سودان"، إن الحميات لا تتوقف على الرغم من إطلاق حملات الرش والحماية الوقائية. وتشير هذه الطبيبة إلى أن الأوضاع الصحية في الأبيض تبدو حرجة، وتحتاج إلى "جهود عملاقة" لا مجرد إجراءات روتينية.
تقف أم مع طفلتها في بوابة المستشفى الحكومي تحاول شراء مضادات حيوية ومخفضات الحرارة جراء الإصابة بالحمى التي تنتشر في الولاية منذ أكثر من شهر، لكن الحلول التي تبحث عنها هذه السيدة قد تكون غير فعالة لمكافحة الحمى.
جرى إنشاء وحدات إضافية لتعزيز عملية التنويم السريري في المستشفيات الحكومية بمدينة الأبيض، رغم ذلك يتعين على السلطات الصحية الذهاب في مسارين الأول علاج الحالات المتفاقمة يوميًا، والثاني "اجتثاث الفيروس الذي ينقل حمى الضنك"، تقول راوية وهي طبيبة مختبر في معمل خاص لـ"الترا سودان".
تدعم وزارة الصحة الاتحادية الحملات الصحية والإجراءات التعزيزية في مدينة الأبيض بالمزيد من المعينات، ورغم ذلك لا يزال الوضع سيئًا حسب راوية التي تحذر من أن تؤدي الحمى إلى فقدان العديد من الأرواح.
تقول الطبيبة إيمان: "نحن نتعامل مع الوباء دون خبرة. لم يحدث هذا من قبل في الأبيض لذلك من الأفضل أن تكون في هذه المهمة فرق متخصصة في الوبائيات، تقدم الإرشادات وتكافح الحميات من جذورها".
هناك مشكلة تبدو مستعصية تواجه سكان الأبيض، وهي عملية البحث عن سرير في المستشفيات إذا داهمت شخص ما حمى الضنك، وفي بعض الأحيان تتحول ممرات المستشفيات الحكومية وحتى الخاصة إلى عنابر تنويم جراء ضعف طاقتها السريرية.
قال طبيب من مستشفى الأبيض الحكومي لـ"الترا سودان": "يحتاج المصاب بحمى الضنك إلى تدخل فوري عبر المحاليل الوريدية، ويتعين عليه لفترة (24) ساعة أن يكون تحت المراقبة، لذلك يجب أن يجد سريرًا في المستشفى".
وأضاف: "الحمى المجهولة تداهم الولاية لأول مرة منذ سنوات هي التي تختبر قدرتنا على التعامل، وحتى الآن تسيطر على الوضع الصحي ولم تحدث مقاومة تذكر للقضاء عليها".
وحمى الضنك هي مرض يُنقل بالبعوض وينتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم. تتسبب حمى الضنك الخفيفة في الإصابة بحمى شديدة وظهور أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا.
قد يؤدي أحد أشكال حمى الضنك الشديدة إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم
يمكن أن يؤدي أحد أشكال حمى الضنك الشديدة -والمعروف باسم حمى الضنك النزفية- إلى نزيف وانخفاض مفاجئ في ضغط الدم (صدمة) والوفاة.
ويعمل الباحثون بحسب "مايو كلينك" بالولايات المتحدة الأميركية على إيجاد لقاحات لحمى الضنك، أما في الوقت الحالي، فأفضل طريقة لمنع العدوى في المناطق التي تشيع فيها حمى الضنك هي تجنب لدغات البعوض واتخاذ الخطوات اللازمة للحد من أعداد البعوض.
