قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن تمكين زراعة (450) ألف هكتار زراعي في السودان العام الماضي، ساعد في تأمين الغذاء لـ (12) مليون شخص خلال نفس العام. وذلك على الرغم من استمرار الحرب في أغلب شهور العام 2023.
مصدر في الأمم المتحدة: خلال أشهر قد لا ندري ما الذي يتعين فعله مع توقف الزراعة أيضًا
وقالت (الفاو) في تقرير حديث لها إنها قدمت الدعم الزراعي والمعيشي لمئات المزارعين في جميع أنحاء السودان لتمكينهم من زراعة حوالي (450) ألف هكتار من الأراضي، وإنتاج ما يقدر بنحو (900) طن متري من الذرة الرفيعة خلال موسم الزراعة الرئيسي لعام 2023.
ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، فقد ساهم ذلك بشكل غير مباشر في ضمان حصول حوالي (12) مليون شخص على الغذاء في جميع أنحاء الولايات.
وحسب التقرير قامت منظمة الأغذية والزراعة بتوزيع (4,504) طنًا متريًا من بذور الذرة الرفيعة والدخن على حوالي نصف مليون أسرة زراعية ضعيفة (حوالي 2.3 مليون شخص)، منهم (182) ألف أسرة تعولها النساء.
ويقول التقرير إن (17) مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى شباط/فبراير 2024، بما في ذلك (4.9) مليون شخص في مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وقال التقرير إن الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء السودان وصلت إلى مستويات قياسية. ويحتاج (24.8) مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في عام 2024.
#WaPOR is @FAO's publicly accessible near real-time database that uses satellite data 🛰️ for agriculture. In Sudan 🇸🇩 it was recently used to estimate the cultivated area extent for the summer cropping season compared to the preceding five-year average. https://t.co/U45ReauOEM pic.twitter.com/Wz9nisnHdb
— FAOSudan (@FAOSudan) January 25, 2024
وتقول المنظمة الأممية إن هذه الزيادة خلال هذا العام بمقدار تسعة ملايين عن عام 2023، في ذات الوقت يفتقر الملايين إلى السلع والخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى والكهرباء والتعليم والرعاية الصحية والتغذية.
ويرى كارم عبد الله العامل في المجال الإنساني، في حديث مع "الترا سودان"، أن التقرير الصادر عن (الفاو) بمثابة إنذار مبكر أن الزراعة إذا لم تنجح هذا العام يعني أن ملايين السودانيين سيكونون في حالة جوع حاد لعدم وجود إنتاج للموسم الزراعي. خاصة مع دخول مناطق الإنتاج في دائرة الحرب عقب سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة حيث لا يمكن التكهن بوجود موسم زراعي.
ويقول كارم عبد الله إن الوضع في مجال الأمن الغذائي في السودان يتجه إلى "مرحلة خطيرة" يقابلها أيضًا ارتفاع في السلع المستوردة من دول الجوار بسبب نقص الوقود والأعباء الحكومية مثل الرسوم والجبايات.
وقبل شهر من هجوم الدعم السريع كانت إدارة مشروع الجزيرة تستعد لزراعة (300) ألف فدان من العروة الشتوية للقمح، وعقب تمدد الحرب إلى الولاية تعرضت أصول المشروع إلى النهب، ويقدر عدد الآليات المنهوبة بـ (500) آلة مثل الجرارات والحاصدات وآليات الحرث وأصول مكتبية ومعدات وسيارات.
وفي ظل هذه الأوضاع فإن مصير (25) مليون شخص في السودان سيكون على المحك إذا لم يتمكنوا من الحصول على أغذية وسلاسل إمداد بإعادة تقييم توزيع الإغاثة بشكل موسع - حسب عاملين ميدانيين في منظمات دولية.
وتعد السيطرة على الطرق الحيوية من الأدوات التي يعمل عليها طرفي القتال في السودان، وفي أجزاء واسعة من إقليم دارفور وكردفان يسيطر الدعم السريع على غالبية الطرق. وتنتشر العصابات في بعض المناطق وتفرض رسوم وتقوم بملاحقة سائقي الشاحنات.
ويقول مصدر من بعثة الأمم المتحدة في السودان، لـ"الترا سودان"، إن الأمور في مجال الأمن الغذائي في السودان لا تسير وفقًا للخطط: لا العالم يمول بسخاء المساعدات الإنسانية المطلوبة، ولا الطرفان المتحاربان يسمحان بتمرير المساعدات الإنسانية إلى المناطق الساخنة لعدم ثقة كليهما في الآخر.
خلال تسعة أشهر من الحرب كانت هناك عوامل ساعدت الناس على الصمود في مجال الغذاء، منها توفر مخزون كافٍ من الحبوب
ويقول: "خلال تسعة أشهر من الحرب كانت هناك عوامل ساعدت الناس على الصمود في مجال الغذاء، منها توفر مخزون كافٍ من الحبوب. خلال الأشهر الماضية لم تقم العمليات الزراعية لتأمين الطعام في المستقبل القريب".
وأردف: "إذا تحدثنا عن الاستيراد التجاري من دول الجوار، ينبغي أن نضع في الاعتبار لانعدام القوة الشرائية للغالبية الذين لم يحصلوا على الرواتب منذ بدء الحرب وتوقف الإنتاج والأسواق … هذه أزمة حقيقية تجعلنا نطالب بتوقف الحرب".