تحت عنوان "وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على مدير المشتريات بقوات الدعم السريع"، أعلنت الولايات المتحدة اليوم، الثلاثاء، عن إجراءات جديدة من شأنها أن تضيق الخناق على قوات حميدتي بفرض عقوبات مالية على شقيقه الأصغر، الذي يدير الاستثمارات الخاصة بالعائلة والشركات المملوكة لها، إلى جانب المعدات اللوجستية والأسلحة.
قالت الخزانة الأميركية إن القوني قام بتوريد أسلحة هددت حياة مليوني شخص في الفاشر
وأكد القرار الصادر عن وزارة الخزانة الأميركية، وفق ما اطلع عليه "الترا سودان"، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة (OFAC) اليوم عقوبات على القوني حمدان دقلو موسى بموجب الأمر التنفيذي رقم (14098)، لقيادته الجهود الرامية إلى توفير الأسلحة لمواصلة الحرب في السودان.
وأشارت الخزانة الأميركية ضمن قرارها إلى أن الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تسببت في دمار هائل، وخلفت عشرات الآلاف من القتلى، وأكثر من (11) مليون نازح، وملايين يواجهون مستويات طارئة من الجوع.
وقال القرار إن القوني، مدير المشتريات بقوات الدعم السريع وشقيق محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع، قام بتوسيع نطاق هذه الحرب من خلال قيادة جهود قوات الدعم السريع لشراء الأسلحة والعتاد العسكري.
وأوضح القرار الأميركي أن القوني، من خلال تسليح قوات الدعم السريع، ساهمت تصرفاته بشكل مباشر في الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في شمال دارفور، وهي مدينة يسكنها ما يقرب من مليوني مدني معرض للخطر، وفي عمليات قوات الدعم السريع في أماكن أخرى من السودان.
وأضاف القرار: "في الوقت الذي تدعو فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وآخرون إلى السلام، يواصل أفراد رئيسيون من كلا الجانبين - بما في ذلك القوني حمدان دقلو موسى - شراء الأسلحة لتسهيل الهجمات وغيرها من الفظائع ضد مواطنيهم".
وعلق القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث، على متن القرار قائلًا: "ستواصل الولايات المتحدة محاسبة أولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد هذا الصراع وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية الحيوية في وقت المجاعة والهشاشة".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن القوني، مدير المشتريات بقوات الدعم السريع والشقيق الأصغر لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، يعتبر أحد المقربين منه.
ومن ضمن سيرته الذاتية التي نشرتها الخزانة الأميركية، عمل في السابق سكرتيرًا شخصيًا لحميدتي وأحد الضباط البارزين في قوات الدعم السريع، خاصة بالنظر إلى تفضيل حميدتي لتولي الأدوار الرئيسية في المنظمة مع أفراد عائلته.
وأكد القرار أن القوني يسيطر على شركات تابعة لقوات الدعم السريع، بما في ذلك شركة التجارة العامة التجارية الخاضعة لعقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، والتي تستورد المركبات إلى السودان نيابة عن قوات الدعم السريع.
وتابع القرار: "تم تصنيف القوني للقرار 14098 كونه شخصًا أجنبيًا كان أو كان قائدًا أو مسؤولًا أو مسؤولًا تنفيذيًا كبيرًا أو عضوًا في مجلس إدارة قوات الدعم السريع، وهو كيان شارك أو شارك أعضاؤه في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان فيما يتعلق بفترة ولاية هذا القائد أو المسؤول أو كبير المسؤولين التنفيذيين أو عضو مجلس الإدارة".
وكانت الخزانة الأميركية قد فرضت عقوبات مماثلة على قائد هيئة العمليات العسكرية في قوات الدعم السريع، اللواء عثمان حامد الشهير بـ"عمليات"، في أيار/مايو الماضي، إلى جانب قائد قوات الدعم السريع في وسط دارفور، علي يعقوب، الذي قُتل في معارك الفاشر قبل ثلاثة أشهر.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، وأدت إلى مقتل نحو (20) ألف مدني، وإصابة (33) ألف شخص، ولا تزال المعارك العسكرية مستمرة في العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وولاية الجزيرة وسنار وكردفان.
حصلت قوات الدعم السريع على أموال طائلة من خلال التنقيب عن الذهب منذ العام 2008 في جبل عامر، الذي يقع بين ولايتي شمال وغرب دارفور، بالاستحواذ بالقوة العسكرية وبحماية من نظام البشير في ذلك الوقت على مئات المناجم. ويقدر خبراء في مجال المعادن تصدير شركات حميدتي الذهب إلى الإمارات منذ ذلك الوقت ولفترة خمسة أعوام بحوالي خمس مليارات دولار.