خرجت ولاية الخرطوم (90) متخصصًا في إزالة الأجسام الغريبة والذخائر غير المتفجرة، لينضموا للمجهودات التي تقودها القوات المسلحة بالتنسيق مع المركز القومي لمكافحة الألغام، لتأمين وتطهير الأعيان المدنية في أم درمان من المخلفات المتفجرة للحرب.
والي ولاية الخرطوم: شرعنا في نظافة أم درمان من مخلفات الحرب، والتي تتضمن الجثث والأجسام الغريبة والمتفجرة
وتطمح القوات المسلحة والحكومة القائمة بالعاصمة الخرطوم في استعادة الحياة بالمناطق التي انتزعتها من قوات الدعم السريع عقب معارك ضارية الأشهر الماضية في أم درمان، لا سيما أم درمان القديمة وودنوباوي وسوق أم درمان ومنطقة الإذاعة والتلفزيون.
وفي أواخر آذار/مارس الماضي، أكدت اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الأزمة بولاية الخرطوم، أنها تسعى لاستعادة الخدمات التي قامت بتخريبها "مليشيا الدعم السريع" في قطاعات المياه والكهرباء والصحة.
ونظمت اللجنة العليا للاستنفار وتنظيم المقاومة الشعبية بالتعاون مع المركز القومي لإزالة الألغام، الدورة التدريبية التي تعد الأولى من نوعها في مجال التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب. وحضر تخريج الدفعة المكونة من (90) فردًا والي ولاية الخرطوم والرئيس المناوب للجنة العليا للاستنفار وتنظيم المقاومة الشعبية الفريق نصرالدين علي عبد الكريم وأعضاء لجنته، والمدير التنفيذي لمحلية أمبدة أبوالقاسم آدم الطاهر.
وبحسب ما نقلت وكالة السودان للأنباء، حيا والي ولاية الخرطوم اللجنة العليا للاستنفار وتنظيم المقاومة الشعبية باستنفار المواطنين في التدريب وتقديم الإسناد لأسر الشهداء. كما حيا المركز القومي لإزالة الألغام، وقال إنه "يقوم بعمل كبير بتنظيف العديد من الأحياء والآن اكتسبوا مهارات وخبرات أهلتهم ليكون لهم دور كبير في إزالة المخلفات"، بحسب تعبيره.
والي الولاية المكلف قال إنهم قد بدأوا بنظافة أم درمان من مخلفات الحرب، والتي تتضمن الجثث والأجسام الغريبة والمتفجرة، ومن ثم إعادة المياه والكهرباء. وزاد: "الآن كل أجهزة المحلية والشرطة تدعم المتخرجين من الدورة".
ووجهت السلطات بانخراط جميع أفراد الدفعة وعددهم (90) للانخراط فورًا في عمليات إزالة مخلفات الحرب، معلنة بداية أعمال التطوع، وناشد والي الولاية، لجان الاستنفار وتنظيم المقاومة الشعبية بالمحليات لدعم فرق المتطوعين.
رئيس لجنة تدريب المعسكرات خالد الضو قال إن الولاية بها الآن (188) معسكرًا تضم بداخلها (35) ألف مستنفر، منهم ثمانية آلاف يقاتلون في الصفوف الأمامية. وأضاف: "المقاومة الشعبية تدعم الآن العمليات العسكرية".
وأشار الضو إلى أن الإسناد المدني يسهم في العودة الطوعية لأم درمان، وقال إن الدورة ضمت (90) دارسًا، منهم (60) مستنفرًا و(30) من المستنفرات.
وقال ممثل المركز القومي لإزالة الألغام، جمال البشرى إن مهمة المركز تتمحور في تقليل خطر الأجسام غير المتفجرة، لافتًا إلى أنه أصبح الآن لدينا (11) فريق توعية يعمل قبل النظافة على الأسس العامة للتوعية.
وفي شباط/فبراير الماضي، قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة للشؤون الإنسانية في السودان، إن (18) شخصًا قتلوا منذ مطلع العام بسبب الألغام ومخلفات الحرب في السودان. وقالت إنه في أول شهرين من عام 2024، تم الإبلاغ عن ثلاث حوادث على الأقل في السودان تتعلق بالألغام الأرضية أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، مما أسفر عن مقتل (18) شخصًا، بينهم أطفال.
وشهدت العاصمة الخرطوم معارك ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مستمرة منذ عام، أسفرت عن حالة نزوح كبرى من العاصمة، فيما دمرت البنية التحتية جراء المعارك التي تجري في الأحياء السكنية والمرافق العامة.