على الرغم من انحسار المعارك العسكرية في العاصمة الخرطوم، لكن هناك بؤر ساخنة تشهد اشتباكات مسلحة في مناطق قريبة من قاعدة وادي سيدنا العسكرية وشمال العاصمة في منطقة حطاب خلال اليومين الماضين.
لم تتوقف عمليات النهب في العاصمة الخرطوم ويقول سكان إن عودة الحياة قد تحد منها
وقال أحد سكان الجيلي شمال الخرطوم، لـ"الترا سودان"، إن دوي إطلاق المدافع لم يتوقف من ناحية منطقة الحطاب التي تضم مقرات للجيش يحاول الدعم السريع السيطرة عليها منذ يومين.
وقال مصدر عسكري تعليقًا على هذه المعارك في حديث لـ"الترا سودان"، إن الجيش ما يزال يتولى زمام المبادرة في منطقة حطاب شمال الخرطوم بحري، وأحرز تقدمًا كبيرًا على الأرض.
وزعمت حسابات تابعة لقوات الدعم السريع على الشبكات الاجتماعية، السيطرة على منطقة حطاب العسكرية شمال الخرطوم بحري اليومين الماضيين، ونشرت صورًا لجنود من الدعم السريع وهو يتجولون في بعض الشوارع.
مدنيون يختبرون الحياة
وعلى الرغم من استمرار المعارك العسكرية في عدة نقاط ساخنة بالخرطوم، لكن هذا لا يمنع بعض المواطنين من ممارسة النشاط اليومي، فمثلًا في أحياء الصحافة والامتداد جنوب العاصمة، يقول شهود عيان تحدثوا لـ"الترا سودان"، إن الحياة بدأت تعود، وهناك بعض المطاعم التي تعمل في محطة (7) والصحافة شرق وحتى مناطق الميناء البري.
وذكر إدريس أن بعض المناطق تحولت إلى أسواق الخضروات والخبز والثلج والوقود في مناطق جنوب الخرطوم، ويأتي العديد من المواطنين ليشتروا الاحتياجات منها.
وتقع هذه المناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ شهور، ويقول السكان إن الوضع أصبح أفضل من الشهرين الماضيين، ولم تعد الاشتباكات المسلحة مستمرة كما كانت في الشهور الأولى في الحرب.
وقالت ملاذ التي تقيم في حي الصحافة جنوب الخرطوم، لـ"الترا سودان"، إن السكان هنا باتوا أكثر شعورًا بالأمان قبل شهرين؛ نشاهدهم يخرجون ويمارسون حياتهم رويدًا رويدًا، ربما هناك توجس وخوف من عودة المعارك أو عمليات النهب، لكن الوضع أفضل قبل الأسابيع الماضية.
وقالت إن مظاهر الفوضى منتشرة تشاهد اللصوص يتحركون وهم يحملون المسروقات في الشوارع وأغلبهم قادمون من الأحياء التي تخلو من السكان لقد تحولوا إلى شبكة تعرف كل شيء عن الخرطوم وعن الأحياء الخالية من السكان - تضيف هذه الفتاة متحدثة عن المنهوبات من منازل المواطنين.
استمرار النهب
وتستمر الحرب بين الجيش والدعم السريع منذ أكثر من سبعة أشهر، وخلفت (10) آلاف قتيل من المدنيين، كما شردت (6.2) مليون شخص من منازلهم أغلبهم من العاصمة الخرطوم، وبينهم (1.2) مليون شخص عبروا الحدود.
وأدت الحرب إلى انتهاكات واسعة في إقليم دارفور، خاصة في ولاية غرب دارفور، وتتحدث التقارير عن مقابر جماعية للمواطنين عقب مجازر ارتكبتها ميليشيات متحالفة مع قوات الدعم السريع شنت هجمات على السكان.
وشكلت الحرب في الخرطوم تحولًا في عمليات النهب، إذ شهدت أعمال سلب ونهب واسعة النطاق شملت المؤسسات والشركات ومنازل السكان، وتعرضت آلاف المنازل إلى النهب.
وسلطت تقارير إعلامية الضوء على ما أسمتهم "الكسابة"، وهم مجموعات تتحرك لأجل النهب، وتمكنت من نقل شحنات كبيرة من الأثاثات المنزلية والسيارات والأجهزة والمعدات والأموال إلى مناطق متفرقة في السودان.
ظلام في قلب العاصمة
وقال أسامة الذي يقيم في حي جبرة، في حديث لـ"الترا سودان"، إن الوضع الأمني في غاية الخطورة، ويتحرك السكان في الفترات الصباحية حتى ما بعد الظهيرة لجلب الاحتياجات، وفي بعض الأحيان لا يمكن الخروج من المنزل.
وأضاف: "نحن بلا ماء أو كهرباء منذ خمسة أشهر. نجلب المياه من بعض الأحياء المجاورة، وللكهرباء نعتمد على الطاقة الشمسية لشحن الهواتف وأجهزة الإنارة".
ويقول أسامة إن الحرب أعادت العاصمة الخرطوم سنوات طويلة إلى الوراء، ولم يعد بالإمكان استعادة الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والمياه والأسواق والمراكز الصحية والمستشفيات.
كما يعتمد السكان الذين يقيمون في العاصمة الخرطوم على أضواء الشموع لاستخدامها ليلًا نتيجة انقطاع التيار الكهربائي منذ خمسة أشهر في غالبية مناطق الولاية التي تشهد حربًا بين الجيش والدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل الماضي.
تتعثر جهود الميسرين في منبر جدة بقيادة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد في الوصول إلى وقف إطلاق النار
وتتعثر جهود الميسرين في منبر جدة بقيادة المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد في الوصول إلى وقف إطلاق النار، ورغم ارتفاع الإرهاصات بإبرام اتفاق مطلع هذا الشهر، لكن هناك تقارير إعلامية تتحدث عن تسليم الميسرين المقترحات إلى الطرفين للرد عليها، ومن ثم توقيع عملية وقف إطلاق نار.