27-سبتمبر-2024
النازحون في مدينة القضارف

تحتضن القضارف مئات الآلاف من النازحين (الترا سودان)

سجلت إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف، في تقريرها الصادر اليوم الجمعة 27 أيلول/سبتمبر 2024، 117 إصابة جديدة بمرض الكوليرا ليوم أمس الخميس، مما رفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 3721 حالة منذ بداية تفشي المرض في تموز/يوليو الماضي.

الكوليرا مرض بكتيري معدٍ ينتقل عبر المياه والأطعمة الملوثة، وقد تفاقم انتشاره في السودان نتيجة تدهور البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، إلى جانب محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية. كانت وزارة الصحة قد أعلنت تفشي الكوليرا في البلاد الشهر الماضي، في وقت متأخر من تاريخ رصد أول الحالات، حينما بدأت في التفشي مع دخول فصل الخريف.

تصدرت محلية الفاو قائمة الإصابات

تقرير وزارة الصحة الولائية أشار إلى تسجيل 3 وفيات جديدة بالمرض، ليرتفع العدد التراكمي للوفيات إلى 134 حالة وفاة جراء الكوليرا. وتصدرت محلية الفاو قائمة الإصابات بـ45 حالة، تلتها بلدية القضارف ومحلية الرهد بـ21 إصابة لكل منهما. وأكدت إدارة الطوارئ أن الجهود الصحية ما زالت مستمرة لاحتواء انتشار المرض، عبر التدخلات الوقائية والعلاجية في جميع المحاور.

ولاية القضارف، الواقعة في شرق السودان، تمتاز بموقعها الاستراتيجي على الحدود مع إثيوبيا، وتضم واحدة من أكبر المناطق الزراعية في البلاد. يعتمد اقتصاد الولاية بشكل كبير على الزراعة، إذ تُعتبر مناطق مثل الفاو والرهد من أهم المحاور الزراعية التي تزود السودان بمحاصيل استراتيجية كالذرة والسمسم. ورغم هذا الثراء الزراعي، تعاني الولاية من بنية تحتية صحية هشة، مما يجعلها عرضة لتفشي الأمراض الوبائية مثل الكوليرا.

وازدادت أهمية الولاية عقب الحرب السودانية التي اندلعت في نيسان/أبريل من العام الماضي، حيث صارت معبرًا مهمًا للسلع القادمة من إثيوبيا والتي تعتمد عليها الولايات الشرقية جراء تعطل المصانع القائمة في العاصمة الخرطوم. القضارف أيضًا تحتضن مئات الآلاف من النازحين، ويغادر عبرها المهاجرون السودانيون إلى أديس أبابا ومن ثم إلى وجهاتهم المختلفة.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ازدادت التحديات التي تواجه النظام الصحي في البلاد، بما في ذلك انتشار الأوبئة. الحرب تسببت في نزوح أكثر من 10 ملايين من السودانيين إلى مناطق أكثر أمانًا، بما في ذلك ولاية القضارف، ما أدى إلى ازدحام المستشفيات والمراكز الصحية وازدياد الضغط على الموارد المحدودة. وبسبب النزوح الكبير، ازدادت مخاطر تفشي الأمراض المعدية في مراكز الإيواء ووسط المجتمعات المضيفة.

وفي ظل استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك المناطق المحيطة بالقضارف، بات الوصول إلى الخدمات الصحية أكثر تعقيدًا، مما جعل السيطرة على انتشار الكوليرا وغيرها من الأمراض الوبائية تحديًا كبيرًا. تقارير تشير إلى أن انعدام المعينات الصحية، والتكدس السكاني، وانهيار البنية التحتية، كل ذلك ساهم في تفاقم الوضع الصحي، فضلًا عن كوارث الخريف. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، إن الوصول إلى الرعاية الصحية في السودان ما يزال مقيدًا بشدة، بسبب انعدام الأمن ونقص الأدوية والإمدادات الطبية. وأضافت هاريس، أن المواطنين السودانيين يموتون من نقص الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية والضرورية.

وفي هذا السياق، نبهت وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف المواطنين إلى أهمية تجنب الأطعمة النيئة والمكشوفة، والاعتماد على مياه الشرب المعالجة بالكلور، والتخلص السليم من النفايات، بالإضافة إلى غسل الأيدي بالماء والصابون بانتظام. وشددت الوزارة على أهمية سرعة التوجه إلى أقرب وحدة صحية فور ظهور أعراض المرض لتلقي العلاج اللازم، وحذرت من التجمع في مراكز العزل والعلاج تفاديًا لزيادة انتشار العدوى.