10-مايو-2020

مستشفى الذرة (عاين)

يستأنف مستشفى الذرة لعلاج مرضى السرطان بالخرطوم عمله خلال ساعات بعد أن وفرت وزارة الصحة الاتحادية الملابس الواقية للكوادر الطبية بعد توقف دام ثلاثة أسابيع بسبب عدم توفرها، ما أدى الى بقاء المئات من مرضى السرطان في منازلهم والحيلولة دون متابعة جرعاتهم الكيمائية والإشعاعية وفق ما أفاد مصدر طبي "ألتر سودان".

نحو (500) مريض علاج الكيميائي و(300) من مريض علاج إشعاعي سيتم الاتصال بهم لاستئناف العلاج خلال ساعات بعد أن عاشوا أوضاعًا صعبة

وأوضح المصدر إن "الأوضاع كانت صعبة جدًا بمستشفى الذرة نسبة لعدم توفر المعينات الطبية الخاصة بوقاية الكوادر بالتالي عدم تمكنهم مواصلة علاج المرضى دون ملابس واقية وأدوات حماية من فايروس كورونا".

اقرأ/ي أيضًا: عزل "الشريف أحمد عمر بدر" للاشتباه بإصابته بفيروس كورونا

وأردف المصدر الذي يعمل بمستشفى الذرة "نحن نعلم إن المرضى لا يمكنهم الانتظار طويلًا لأننا شبه متوقفون عن استقبال المرضى الروتينيين منذ ثلاثة أسابيع بسبب نقص أدوات الوقاية من فيروس كورونا" واستدرك "لكن ما هو الحل في حالة عدم توفر الملابس الواقية؟ لن تخاطر الكوادر الطبية، لكن الآن تم حل الأزمة لمرضى الجلسات الإشعاعية والكيميائية وأتوقع الاتصال بالمرضى خلال اليوم أو غدًا".

ويواجه المئات من مرضى السرطان معاناة في متابعة الجرعات الكيمائية وجلسات الإشعاع بعد أن خفض مستشفى الذرة العمل إلى (1)% من طاقته الاستيعابية بسبب عدم توفر معينات حماية للطاقم الطبي من فايروس كورونا الجديد.

وأوضح مصدر طبي آخر لـ"ألترا سودان" إن مستشفى الذرة يوفر يوميًا العلاج لـ(500) حالة من مرضى العلاج الكيميائي جميعهم الآن لا يتلقون العلاج، لأن إدارة المستشفى عجزت عن توفير ملابس واقية للطاقم الطبي الذي لا يمكنه المخاطرة دون أدوات وقاية من فايروس كورونا الجديد.

وتابع "يحتاج مريض السرطان لجلسات العلاج الكيميائي كل ثلاثة أسابيع وإذا كان هناك (100) سرير للجرعات الكميائية ويتردد على السرير الواحد يوميًا خمسة أشخاص بالتالي حوالي هناك (450) إلى (500) مريض حاليًا يجلسون في منازلهم دون علاج دوري ما يعرض حياتهم للخطر الشديد".

وأضاف المصدر "بالنسبة للعلاج الإشعاعي تتوفر ثلاثة أجهزة في المستشفى بطاقة استيعابية (300) حالة يوميًا، وحاليًا يمكنني أن أؤكد لك أن الحالات التي ترد إلى المستشفى لا تتجاوز عشرة حالات، لأنه جرى خفض العمل بشكل كبير بعد إصابة بعض أفراد الطواقم الطبية بمرض كوفيد 19، إلى جانب الغياب ما بين الحاجة إلى الحجر الصحي أو تجنب الإصابة لعدم توفر المعينات الطبية".

وأشار المصدر إلى أن مدير مستشفى الذرة تم تعيينه دون مشاورة الجهات المتخصصة في علاج السرطان موضحًا أن "مجموعة من الأطباء استنجدوا بوزير الصحة أكرم علي التوم لإقالة مدير المستشفى، واشترط الوزير ترشيح بعض الأطباء وتم تسليمه القائمة لكنه لم يبت فيها حتى اليوم".

وأضاف المصدر "رشحنا اثنين من الاخصائيين أحدهم متخصص في العلاج بالتخطيط في المراحل النهائية ويتمتع بكفاءة عالية جدًا والثاني طبيبة اخصائية في العلاج التلطيفي، أي علاج المراحل النهائية لمرضى السرطان".

ورجح المصدر الطبي الثاني أن "تكون وزارة الصحة مترددة في اتخاذ القرارات الحاسمة بسبب انقسامات تنظيمات الأطباء إلى ثلاثة أجسام على الأقل، وتخشى الوزارة من عدم إرضاء جميع الأطراف".

وحذر ذات المصدر من أن بقاء المئات من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج بمستشفى الذرة في منازلهم والمخاطرة بحياتهم إذا لم تتدخل وزارة الصحة وتنظم العمل وتلزم المدير بوضع جداول مناوبة لاستقبال الحالات الحرجة ووضع الحالات الروتينية في قوائم الانتظار على أن تتأخر جرعاتهم.

اقرأ/ي أيضًا : وزير الصحة يكشف عن نهجٍ جديدٍ لمكافحة فيروس كورونا الجديد

وأردف "الحل في توفير ملابس واقية للتقنيين في الأجهزة الإشعاعية وعنابر الجرعات الكيميائية وإقامة موقع فرز في بوابة المستشفى، هذه الإجراءات يمكن تطبيقها دون توقف المستشفى لأننا سنخسر المرضى إذا لم نسرع في إنقاذهم".

وقال ذات المصدر إن مدير مستشفى الذرة أبلغ الأطباء إنه ينتمي إلى حزب داخل قوى التغيير وأنه يجد مساندة من داخل التحالف الحاكم، لافتًا إلى أن "الوضع الآن داخل مستشفى الذرة يحتاج إلى تدخل من وزير الصحة الاتحادية ومديرة الطب العلاجي التي وعدت بإيجاد حل لكنها لم تتحرك حتى الآن".

ونتقد وزير الصحة أكرم علي التوم عدم إنشاء مواقع للفرز بمستشفيات العاصمة السودانية موضحًا أن هذه الإجراءات من صميم عمل وزارة الصحة بولاية الخرطوم، حتى يستأنف القطاع الصحي عمله دون توقف بحسب تصريحات أدلى بها مساء أمس السبت.

وكشف مصدر طبي من داخل مستشفى الذرة لـ"ألترا سودان" أن المستشفى سيبدأ مناوباته المعتادة خلال الساعات القادمة بعد حل مشكلة الملابس الواقية للكوادر الطبية واستئناف العيادات.

ويشكو وزير الصحة من عدم تعاون جهات صحية حكومية وتنظيمات طبية وصحية لمواجهة فايروس كورونا الجديد، وقال إنه "غرق في التفاصيل اليومية التي هي من صميم عمل الوزارات الولائية والمؤسسات العلاجية ومدراء المستشفيات".

اقرأ/ي أيضًا

"الجيوش" أكبر تحديّات الفترة الانتقالية.. كيف يمكن التعامل معها؟

الفحوصات تؤكد إصابة طبيبة بفيروس كورونا دون ظهور أعراض مرضية