10-نوفمبر-2024
مدينة الهلالية شرق الجزيرة

مدينة الهلالية شرق الجزيرة

وكأنهم محاصرون في كوكب معزول عن الأرض، لم يعد بإمكان الفاعلين الإنسانيين معرفة ما يدور في مدينة الهلالية المحاصرة من قوات الدعم السريع شرق ولاية الجزيرة، سوى رصد أرقام الموتى التي تجاوزت الـ(281) شخصًا حتى اليوم الأحد.

تجاوزت الوفيات حسب إحصائيات العاملين الإنسانيين المتتبعين للأوضاع في الهلالية الـ (281) شخصًا حتى اليوم الأحد والأرقام قابلة للزيادة كل ساعة 

في وقت كان الجيش يسيطر على مدينة تمبول شرق الجزيرة في 22 تشرين الأول/أكتوبر 2024، كان الناس يتوافدون إلى الشوارع الرئيسية للاحتفال بالانتصارات واستعادة المدينة، ولم تستمر الأجواء الاحتفالية طويلًا، سرعان ما فقد الجيش تمبول وامتد الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على شرق الجزيرة، لتشمل مدينة الهلالية، في هجمات ذات طابع انتقامي وفق شهادات المواطنين الفارين.

انتشرت قوات الدعم السريع بمدينة الهلالية التي يقطنها نحو (70) ألف نسمة منذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وشهدت المدينة وفيات بلغت معدلاتها نحو عشرين شخصًا بشكل يومي منذ ذلك الوقت حتى اليوم الأحد.

تتفاوت أسباب الوفيات بين القتل المباشر بواسطة قوات الدعم السريع للمدنين العزل، وبين تعرض المئات إلى تسمم غذائي مجهول تزامن انتشاره مع حصار هذه القوات على المدينة.وأكد فاعلون في المجال الإنساني يتابعون حصار الهلالية لحظة بلحظة لـ"الترا سودان"، أن الوفيات بلغت نحو (281) شخصًا اليوم الأحد، التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

قالت الفاعلة الإنسانية سامية عمر لـ"الترا سودان"، إن الوفيات تخطت حاجز الـ (281) شخصًا، ينبغي أن يعلم الناس أن شخصًا يموت كل نصف ساعة، في بعض الأحيان تردنا أنباء عن وفاة خمسة أشخاص في وقت واحد، وعائلة كاملة تموت بسبب التسمم المجهول جراء الطعام الملوث.

وكانت وزارة الخارجية السودانية اتهمت قوات الدعم السريع، الجمعة، بقتل (120) مواطنًا في مدينة الهلالية شرق الجزيرة، جراء الحصار والتسمم الغذائي والقتل المباشر في أول وآخر رد فعل حكومي رسمي على مأساة هذه المدينة، التي تغرق في "حفلات الموت الجماعي".

يقول الناشطون والفاعلون الإنسانيون أولئك الذين يرصدون الأوضاع بمدينة الهلالية، إن الأزمة غير قابلة للانفراج مع استمرار حصار قوات الدعم السريع وعدم اكتراث الحكومة القائمة والمدعومة من الجيش بوضع عشرات الآلاف من المدنيين في المدينة.

وعقب هجوم قوات الدعم السريع على الهلالية، توقف المستشفى الرئيسي ومركز غسيل الكلى وتشريد (153) مريضًا بالفشل الكلوي، من شرق الجزيرة كانوا يحصلون على جلسات الغسيل من هذا المركز، إلى جانب توقف المراكز الصحية وتوقف الشاحنات التي تنقل السلع إلى المدينة.

تعتقد قوات حميدتي أن مدينة الهلالية هي معقل قائدها المنشق أبوعاقلة كيكل

وينتقد العاملون في المجال الإنساني القوات المسلحة لعدم التحرك لإنقاذ مواطني الهلالية من حصار قوات الدعم السريع، عبر عملية عسكرية خاصة في ظل إصرار قوات حميدتي على منع المدنيين من المغادرة، قبل سداد الأموال الطائلة.

وتعتقد قوات حميدتي أن مدينة الهلالية هي معقل قائدها المنشق أبوعاقلة كيكل،  والذي أعلن انحيازه إلى الجيش وتوعد في تسجيلات صوتية انتشرت على الشبكات الاجتماعية الجمعة باسترداد الجزيرة.

وقال كيكل إن هناك ضابط في الجيش قدم معلومات لقوات الدعم السريع تمكنت عبرها بالسيطرة على الولاية دون أن يقدم المزيد من التفاصيل، حول الأسباب التي أدت إلى انسحاب الجيش من ودمدني عاصمة الولاية نهاية كانون الأول/ديسمبر 2023.