تنتهي الأحد مهمة بعثة الأمم المتحدة في السودان "يونيتامس" بموجب قرار صوت عليه مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة. يأتي القرار بعد رسالة من السلطات السودانية طالبت بالإنهاء "الفوري" للبعثة. وهي البعثة التي أنشئت من قبل مجلس الأمن الدولي في حزيران/ يونيو 2020 لتقديم الدعم للسودان خلال انتقاله السياسي عقب الثورة التي أطاحت بنظام الإنقاذ.
توقع محلل سياسي المزيد من التضييق على معرقلي جهود السلام في السودان
إنهاء البعثة أتى عقب تصويت لمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة، حيث صوت (14) من أعضاء المجلس الخمسة عشر لصالح القرار، بينما امتنعت روسيا عن التصويت. وجاء القرار بعد طلب من السودان بالإنهاء الفوري للبعثة التي أنشأها المجلس قبل ثلاث سنوات. وأعرب المجلس في قراره عن "انزعاجه إزاء استمرار العنف والوضع الإنساني، وخاصة انتهاكات القانون الإنساني الدولي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" في السودان.
ودعا جميع الأطراف إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية... والسعي إلى حل تفاوضي للنزاع".
وستبدأ الاثنين فترة انتقالية مدتها ثلاثة أشهر للسماح بمغادرة أفراد "يونيتامس" ونقل مهامها إلى وكالات الأمم المتحدة الأخرى "حيثما كان ذلك مناسبًا وإلى الحد الممكن".
ويعمل في بعثة الأمم المتحدة في السودان (245) شخصًا، بينهم (88) في بورتسودان شرقي البلاد، فضلًا عن آخرين في نيروبي وأديس أبابا، حسب ما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الشهر الماضي.
وينهي القرار الذي صاغته بريطانيا تفويض البعثة، ويطالب بإنهاء عملها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. وسيبقى فريق من البلاد تابع للأمم المتحدة يقدم المساعدات الإنسانية والتنموية في السودان، حيث ما يقرب من 25 مليون شخص، أي نصف السكان، بحاجة إلى المساعدة.
وقال دفع الله الحاج مبعوث قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان للمجلس: "نؤكد استعداد الحكومة لمواصلة التعامل البناء مع الأمم المتحدة"، مضيفًا أن تسليم المساعدات الإنسانية يمثل أولوية قصوى.
وتعطلت عملية الانتقال الديموقراطي في السودان في تشرين الأول/أكتوبر 2021 عندما تولى قائد الجيش عبدالفتاح البرهان السلطة بصلاحيات كاملة في انقلاب على الشركاء المدنيين.
وفي 15 نيسان/أبريل الماضي، اندلع القتال بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي". وبعد بضعة أسابيع، طالب البرهان بإقالة رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس، محملًا إياه مسؤولية اندلاع أعمال العنف.
وقال الباحث السياسي مصعب عبد الله لـ"الترا سودان"، إن المهمة التي كانت تقوم بها البعثة بعد الحرب ستنتقل إلى أطراف أخرى، موضحًا أن البعثة لم تحرز تقدمًا في حماية الفترة الانتقالية وخلال وجودها وقع الانقلاب العسكري ووقعت الحرب، لذلك فإن بقاء البعثة لم يعد مؤثرًا لصالح التحول الديمقراطي والانتقال.
وأضاف: "الجماعات الراديكالية ضد البعثة تعتقد أن مغادرتها بمثابة الحلم الذي طال إنتظاره لكن أتوقع أن يكون القادم المزيد من التضييق من جانب المجتمع الدولي".