26-سبتمبر-2024
العاصمة الخرطوم

(أرشيفية)

لأول مرة منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، تتحدث الأنباء عن عبور القوات المسلحة جسر السلاح الطبي اليوم الخميس. كما نشر جنود من الجيش مقاطع فيديو أثناء عبور الجسر المجاور لسلاح المهندسين من ناحية أم درمان إلى الخرطوم، حيث مقر القصر الرئاسي، ومبنى البنك المركزي، وكبريات الشركات والمؤسسات.

لأول مرة ينفذ الجيش عمليات برية تنطلق نحو وسط الخرطوم

يتحدث محللون سياسيون وعسكريون عن أهمية عبور الجيش لجسر السلاح الطبي. وتكمن الأهمية في أن وصول الجيش إلى الخرطوم يعني الاقتراب من مباني القصر الجمهوري ومقر البنك المركزي.

ويقول الباحث الإستراتيجي محمد عباس لـ"الترا سودان": إن عبور الجيش لجسر السلاح الطبي وسيطرته على المناطق المتاخمة للجسر يعني تراجع قوات الدعم السريع التي مكثت (18) شهرًا في المنطقة، وعرضت المؤسسات والمباني الأثرية إلى الخطر. ويرى عباس أن عبور الجيش يعني الاقتراب من مبنى المتحف القومي، خاصة مع التقارير التي أشارت إلى تعرض الآثار للنهب والتهريب إلى دول الجوار. بالتالي، استعادة سيطرة القوات المسلحة على المتحف تعني الحفاظ على الآثار السودانية التي تعود إلى حضارات قديمة وعريقة جدًا.

تقع محطة حافلات جاكسون جنوب غرب السوق العربي، على مسافة قريبة من جسر السلاح الطبي، وهذا يعني أن عبور الجيش سيجعله قريبًا من المحطة الرئيسية للمواصلات في الخرطوم.

بالتزامن مع العمليات البرية والغارات الجوية، شاهد سكان الخرطوم وأم درمان وبحري أعمدة دخان كثيفة، في دلالة واضحة على أن معارك اليوم تعد الأعنف من نوعها منذ أكثر من نصف عام.

ما لا يقل عن (12) مرفقًا مملوكًا للقطاع العام والخاص تقع وسط الخرطوم قد يسيطر عليها الجيش القادم من اتجاه جسر السلاح الطبي. أبرز هذه المرافق الرئيسية: البنك المركزي، القصر الرئاسي، محطة حافلات جاكسون، مباني شركة زين للاتصالات، المتحف القومي، قاعة الصداقة، جامعة النيلين، مبنى مجلس الوزراء، مبنى برج الذهب وسط السوق العربي، المسجد الكبير، مبنى برج البركة.

مبنى البنك المركزي السوداني، الذي يقع قريبًا من الجسر على بعد أقل من اثنين كيلومتر، ظل تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023.

جميع هذه المرافق الحيوية ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اليوم الأول للقتال منتصف نيسان/أبريل 2023، وتوقفت عن العمل لأن منطقة وسط الخرطوم شهدت معارك عنيفة في الأسابيع الأولى، وتعذر انتشال الجثث من على الأرض في ذلك الوقت.

وجاءت هذه التطورات على خلفية تنفيذ الجيش عمليات برية وجوية اليوم الخميس في غالبية أنحاء الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري. وهي عمليات نُفذت بعد مرور (18) شهرًا على الحرب. ويقول المراقبون العسكريون إن هذه العمليات تشير إلى أن الجيش قد يكرر المحاولة بين الحين والآخر، حتى وإن لم يحقق مكاسب كبيرة اليوم، فإنه سيتمكن من إضعاف قوات الدعم السريع التي خسرت بعض المواقع بالفعل في الخرطوم بحري.