25-سبتمبر-2024
رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، خالد فقية

رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان خالد فقية

تقف منظمة "أطباء بلا حدود" في الخطوط الأمامية لمواجهة الكارثة الصحية التي تفاقمت بفعل القتال في السودان والسيول، بالإضافة إلى انتشار الكوليرا وسوء التغذية وانهيار النظام الصحي. كلها تحديات تجعل إيصال المساعدات الطبية أمرًا بالغ الصعوبة.

رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، خالد فقيه لـ"الترا سودان": لا يعمل طرفا النزاع على حماية المدنيين، وتشهد مساحة الوصول الإنساني تقييدًا شديدًا

في هذا الحوار الخاص، كشف رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان، خالد فقية " لـ"الترا سودان" عن القيود الأمنية واللوجستية الخانقة، والإجراءات المتبعة لضمان وصول الإمدادات وحماية الفرق الطبية في أكثر المناطق تضررًا.


  • كيف يمكن وصف الوضع الإنساني الحالي في السودان؟

- يواجه السودان إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث يتخبط بين انتشار أعمال العنف والنزوح وسوء التغذية، بالإضافة إلى تفشي الأمراض مثل الكوليرا. ولا يعمل طرفا النزاع على حماية المدنيين، وتشهد مساحة الوصول الإنساني تقييدًا شديدًا. وعليه، تم تهجير أكثر من 10 ملايين شخص قسريًا، ويعاني البلد من انتشار كارثي للأمراض وسوء التغذية بين الأطفال.

  • كيف تواجه أطباء بلا حدود التحديات في إيصال المساعدات الطبية إلى السودان في ظل النزاع المستمر؟

- تواجه أطباء بلا حدود تحديات هائلة في إيصال المساعدات بسبب القيود الشديدة التي يفرضها طرفا النزاع وتدهور الوضع الأمني. إلا أن المنظمة تواصل تقديم الرعاية الطبية حيثما أمكن، كتوفير العلاج لجرحى الحرب والتصدي لسوء التغذية بين الفئات الأكثر حاجة. ومع ذلك، تبقى عملياتنا مقيدة بشكل كبير بسبب النزاع وصعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة.

  • ما الإجراءات المتخذة لضمان إيصال المساعدات بشكل آمن؟

- تواصل أطباء بلا حدود التفاوض مع كلا الطرفين المتحاربين لضمان مرور الإمدادات الطبية والعاملين في المجال الطبي بشكل آمن. كما تعتمد المنظمة على المستجيبين السودانيين لإيصال المساعدات، لا سيما في المناطق التي يصعب على الفرق الدولية الوصول إليها بسبب التحديات الأمنية واللوجستية.

  • في أعقاب توصّل طرفي النزاع إلى اتفاق يتيح إيصال المساعدات الإنسانية، هل تواصلت أطباء بلا حدود مع الطرفين لضمان إيصال المساعدات الطبية والإنسانية في السودان، وما مستوى التعاون الذي تلقته المنظمة من الأطراف؟

- التواصل مستمر مع طرفي النزاع للتفاوض على مرور المساعدات الإنسانية بشكل آمن، لكن التعاون لا يزال محدودًا رغم كل الجهود المبذولة، وما زالت القيود المفروضة تعرقل إطلاق أطباء بلا حدود لاستجابة كاملة تلبي فيها الاحتياجات على الأرض.

  • متى تتوقعون وصول الدفعة الأولى من المساعدات الطبية؟ وما هي أولويات أطباء بلا حدود في توزيع هذه المساعدات على الأرض؟

- يبقى وصول المساعدات مرهونًا بفتح المعابر الحدودية والطرقات التي تمر عبر الخطوط الأمامية للنزاع، وما زالت هناك تأخيرات كثيرة بسبب النزاع وهطول الأمطار الغزيرة. تركّز أطباء بلا حدود في توزيعها المساعدات على علاج جرحى الحرب، والتصدي لسوء التغذية، ومنع انتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا.

  • كيف تسعى أطباء بلا حدود إلى توزيع المساعدات الطبية؟ وفي أي ولاية أو منطقة ستبدأ عملية التوزيع؟

- سيركز توزيع المساعدات على المناطق الأكثر تضررًا بالنزاع وسوء التغذية، خاصة في شمال دارفور وجنوب دارفور ومخيم زمزم، حيث أنشأت أطباء بلا حدود مرافق طبية في وقت سابق. هذا وسيعتمد توزيع المساعدات على توفر إمكانية الوصول، التي لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا حتى الآن.

  • ما هو التقدير الحالي لعدد المتضررين من الفيضانات والحرب في السودان، وخاصة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية العاجلة؟

- رغم تباين الأرقام، تضرر ملايين الأشخاص بسبب النزاع والفيضانات. فقد نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم، وتشتد حاجة الكثيرين إلى الرعاية الطبية، خاصة بسبب سوء التغذية والإصابات الناجمة عن الحرب وتفشي الأمراض.

  • ما هي الولايات الأكثر تضررًا من النزاع والسيول، وكيف تستجيب أطباء بلا حدود للاحتياجات العاجلة في هذه المناطق؟

- تُعتبر ولايتا شمال دارفور وجنوب دارفور والمناطق المحيطة بالخرطوم من الأجزاء الأكثر تضررًا في البلد. لذلك تستجيب أطباء بلا حدود للوضع عبر توفير الرعاية الطبية الطارئة، وعلاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والتصدي لتفشي الأمراض في هذه المناطق. ومع ذلك، يبقى الوضع غير مستقر، ولا يزال الوصول إلى هذه المناطق من العوائق الكبيرة في توسيع نطاق الاستجابة.

  • هل تعاني المنظمة من نقص في الموارد الطبية أو اللوجستية؟

- نعم، تواجه أطباء بلا حدود نقصًا في الموارد الطبية واللوجستية على حد سواء، نتيجة القيود المفروضة على التنقل، وانعدام الأمن، والهجمات على المرافق الطبية، مما يعيق قدرتها على الاستجابة بشكل فعال.

  • ما هي احتياجاتكم الأساسية لتتمكنوا من إيصال المساعدات بفعالية؟

- تكمن الاحتياجات الأساسية لأطباء بلا حدود في تأمين الوصول إلى المناطق المتضررة، وتوفير الإمدادات الطبية، والمزيد من الكوادر. نحتاج أيضًا إلى دعم أكبر من الجهات المانحة الدولية لتعزيز استجابتنا.

  • كيف يمكن ضمان سلامة الفرق الطبية في المناطق المتضررة؟

- تجري أطباء بلا حدود مفاوضات مستمرة لضمان وصول فرقها الطبية بشكل آمن وحماية موظفيها. إلا أن الوضع الأمني المتقلب والهجمات المتكررة على المرافق الصحية وطبيعة النزاع التي لا يمكن التنبؤ بها تصعّب ضمان سلامة الفريق في جميع الأوقات.

رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان لـ"الترا سودان": تشمل التحديات الرئيسية المخاطر الأمنية المستمرة، والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، وتدهور الوضع الصحي بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض.

  • هل سبق أن تعرّضت الفرق لأي تهديدات أو مخاطر خلال عملها في السودان؟

- نعم، تعرّضت فرق أطباء بلا حدود لمخاطر كبيرة تشمل الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية، فضلًا عن انعدام الأمن في المناطق التي تعمل فيها. وقد أُبلغ عن أكثر من 60 حادثة عنف استهدفت فرق أطباء بلا حدود وموجوداتها بين أبريل/نيسان 2023 ويونيو/حزيران 2024.

  • ما هي التحديات التي تتوقعها أطباء بلا حدود في المستقبل القريب، وكيف تستعدون لمواجهة هذه التحديات في ظل النزاع الدائر؟

- تشمل التحديات الرئيسية المخاطر الأمنية المستمرة، والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، وتدهور الوضع الصحي بسبب سوء التغذية وتفشي الأمراض. وفي هذا السياق، تستعد أطباء بلا حدود من خلال توسيع نطاق الجهود حيثما أمكن، والتفاوض من أجل الوصول، والاعتماد على المستجيبين المحليين للتخفيف من آثار هذه التحديات.