28-سبتمبر-2024
آثار القصف على المستشفى السعودي بالفاشر

تقصف قوات الدعم السريع الأحياء السكنية والأسواق والمرافق المدنية (مقاومة الفاشر)

أعلنت حكومة إقليم دارفور عن سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح من المدنيين جراء القصف العشوائي الذي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والإقليم، خلال اليومين الماضيين. هذه الهجمات تأتي في إطار الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع، التي تستهدف الأسواق والأحياء السكنية بالقصف المدفعي منذ أسابيع، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.

يوم الجمعة 27 أيلول/سبتمبر 2024، استهدفت صواريخ قوات الدعم السريع سوق المواشي والأحياء المحيطة في مدينة الفاشر. هذا الهجوم العنيف تسبب في وقوع ضحايا بين المدنيين. وقبله بيوم، أسفر قصف سوق البصل بالمواشي عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 41 آخرين، وفقًا لتقارير لجان المقاومة المحلية.

حكومة إقليم دارفور: النقص الحاد في الدواء والغذاء والوقود ضاعف من حجم الأزمة الإنسانية

وفي بيان صادر اليوم، أدانت حكومة إقليم دارفور المدعومة من قبل الجيش السوداني "مليشيا الدعم السريع" ووصفت هجماتها بأنها "جرائم قصف متعمد" تستهدف المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر. وزارة الصحة بالإقليم أعربت عن قلقها العميق إزاء استمرار هذه الهجمات، ووصفتها بأنها تحدٍ صريح للقرارات الدولية التي تطالب بوقف القصف العشوائي وحماية المدنيين.

وأشارت الوزارة إلى أن القصف المتواصل على مدينة الفاشر أدى إلى دمار واسع في منازل المدنيين، ومراكز الإيواء، ومعسكرات النازحين، ما أدى إلى موجات جديدة من النزوح. كما تفاقمت الأزمة الإنسانية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمواد الغذائية والوقود، مما جعل الأوضاع أكثر مأساوية في المدينة والمناطق المحيطة بها.

وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بحكومة إقليم دارفور أصدرت تصريحات شديدة اللهجة أدانت فيه هذه "الجرائم البشعة" التي وصفتها بأنها "تنتهك جميع الاتفاقيات والقرارات الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان". كما قالت الوزارة إن هذه الهجمات امتداد لسلسلة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب، بما في ذلك الحصار، والقتل الجماعي، وحرق الممتلكات، إلى جانب تهجير المواطنين وتدمير البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمؤسسات الخدمية الأخرى.

وفي نفس البيان، حملت الوزارة "مليشيا الدعم السريع المتمردة" المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن كافة الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين. كما دعت المجتمع الدولي، المنظمات الحقوقية، والنشطاء في جميع أنحاء العالم لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية في مواجهة هذه الجرائم، والمطالبة بمحاسبة "المليشيا الإرهابية" على ما ارتكبته من أعمال عنف بحق المدنيين في الفاشر.

على الصعيد الدولي، صدرت العديد من المطالبات بضرورة وقف الهجمات على مدينة الفاشر، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من هجمات الدعم السريع على بقية مناطق إقليم دارفور. مجلس الأمن الدولي، في قراره الصادر في حزيران/يونيو الماضي، طالب بضرورة فك الحصار المفروض على المدينة ووقف محاولات قوات الدعم السريع للسيطرة عليها.

الهجمات المستمرة على مدينة الفاشر تزيد من تعقيد المشهد في دارفور، حيث يواجه السكان المدنيون تهديدات مستمرة لأرواحهم، في ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة وغياب شبه تام للمساعدات الدولية. كل ذلك وسط مخاوف جدية من مذبحة كبرى حال تمكنت هذه القوات من اجتياح المدينة التي يدافع عنها بجانب الجيش والحركات المسلحة، مستنفرون من المدنيين الذين حملوا السلاح لصد هجمات الدعم السريع.