شهدت إدارية منطقة أبيي خلال الأشهر الماضية هجمات متكررة على قرى ومناطق متفرقة من قبل مليشيات تابعة لقبيلة المسيرية السودانية، التي ظلت تستهدف مناطق دينكا نقوك، حيث خلفت تلك الهجمات العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمواشي، لا سيما حادثة كولوم التي وقعت قبل قبل شهرين، والتي تعتبر من أكثر الحوادث وحشية التي تعرضت لها منطقة أبيي، وتكررت المطالب بضرورة حسم قضية المنطقة إثر تلك الأحداث، إلا أن تلك المطالب لم تر النور حتى الآن، برغم الاتفاقيات المبرمة بين البلدين.
إدموند ياكاني: قوات حفظ السلام بالمنطقة لا تقوم بعملها لحماية المواطنين وحفظ السلام على أكمل وجه
وفي آخر تطور وقع في مطلع الأسبوع المنصرم، أعلنت أدارية أبيي تعرض قرية مبوك التي تبعد (17) ميلَا عن المدينة لهجومٍ مسلح من قبل مليشيات قبيلة المسيرية، وأسفر الهجوم حسب بيانٍ صادرٍ من الإدارية، عن مقتل أربعة أشخاص واختطاف طفلين إلى جانب حرق منازل ونهب ممتلكات و(100) رأس من الأبقار، وقال البيان إن الإدارية طالبت قوات اليونسفا المتواجدة بالمنطقة باتخاذ الإجراءات اللازمة بالقبض على المعتدين وضمان سلامة المدنيين في المنطقة.
وتجددت الاتهامات الموجهة إلى قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة بأبيي يونيسفا، بالفشل في حماية المدنيين من مليشيات المسيرية.
وأدان المدير التنفيذي لمنظمة تمكين المجتمع من أجل التقدم "سيبو" إدمون ياكاني الهجوم المسلح علي قرية مبوك من قبل مليشيات قبيلة المسيرية، واصفًا الهجوم بأنه انتهاك لحقوق الإنسان بمنطقة أبيي، وأضاف أن قوات حفظ السلام بالمنطقة لا تقوم بعملها لحماية المواطنين وحفظ السلام على أكمل وجه، معتبرًا أن قوات اليونسفا بمنطقة أبيي، فشلت في حفظ السلام للمواطنين بمنطقة أبيي.
اقرأ/ي أيضًا: تقاسم الولايات.. أزمة جديدة تطل برأسها بين شركاء الحكم في جنوب السودان
وناشد ياكاني حكومتي جوبا والخرطوم بتأكيد السلام والاستقرار في منطقة أبيي بحسب مطالب البلدين لبعضمها البعض بتوفير السلام والاستقرار، وزاد قائلًا: "عدم الاستقرار في منطقة أبيي يعد فشلًا للسلطات في كل من جوبا والخرطوم"، وحمل ياكاني الطرفين جوبا والخرطوم مسؤولية انتهاك حقوق الإنسان في منطقة أبيي، وطالب حكومتي جوبا والخرطوم بضرورة عقد مفاوضات مستعجلة لحل مشكلة الهجمات المتكررة في المنطقة.
وأعرب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الجنوبسوداني إسماعيل سليمان، عن أسفه إزاء تكرار الهجمات على المدنيين بمنطقة أبيي مسببة خسائر في الأرواح والممتلكات، واصفًا الظروف بأنها تغيرت في السودان، إلأ أن الثورة المضادة ما زالت لديها حراك آخر بحسب ما شهدته الأحداث الأخيرة، مطالبًا حكومتي جنوب السودان والسودان بالإسراع في خطواتهما لحسم قضية أبيي برمتها لكي تمنع وقوع أي هجومٍ أو انتهاكات ضد المواطنين الأبرياء من أبناء دينكا نقوك، مناشدًا الحكومتين ببذل جهودهما وإلا فستكرر الهجمات مسببة خسائر عديدة وهذا الأمر غير جيد، على حد تعبيره.
ويبين المحلل السياسي فرانسيس مييك، بأن حكومتي جنوب السودان والسودان اتفقتا في الآونة الأخيرة وبالتحديد في آذار/مارس الماضي، علي تكوين آلية أو لجنة أمنية تختص بمتابعة الأوضاع الأمنية في منطقة أبيي، وخاصة بعد الهجوم على قرية كولوم الواقعة غربي مدينة أبيي، مضيفًا أن اللجنة كانت برئاسة رئيسي أركان هيئة الجيش في البلدين وتم التوقيع على الاتفاق بالعاصمة جوبا، وأردف قائلًا: "لكن يبدو أن الآلية غير فاعلة على أرض الواقع نتيجة لما يحدث من هجمات متكررة بأبيي".
وأضاف مييك، بأن هنالك اتفاقية الترتيبات الأمنية والإدارية المؤقتة التي تم توقيعها في 20 حزيران/يونيو لعام 2011 في بند الترتيبات الأمنية والتي تنص على وجود مراقبين عسكريين يمثلون دولتي جنوب السودان والسودان، لأن المسؤولية تقع على عاتق قوات حفظ السلام بأبيي اليونيسفا، مطالبًا الطرفين بتوضيح هذه الآلية التي تبدو غير فعالة على أرض الواقع على حد قوله.
فرانسيس مييك: يبدو أن الإلتزامات مجرد تصريحات سياسية أذا لم تشهد المنطقة أي زياراتٍ ميدانية لتفقد الأوضاع من قبل هذه الآلية
وأوضح مييك أنه في شهر كانون الثاني/يناير الماضي اتفق الرئيس سلفاكير ونائب رئيس المجلس السيادي السوداني محمد حمدان دقلو على تهدئة الأوضاع في أبيي بعد الأحداث التي شهدتها قرية كولوم، وتابع: "لكني كما أسلفت يبدو أن الالتزامات مجرد تصريحات سياسية إذا لم تشهد المنطقة أي زيارات ميدانية لتفقد الأوضاع من قبل هذه الآلية".
وناشد مييك الحكومتين بوضع حل نهائي لقضية أبيي فيما يتعلق بقضية عدم التنفيذ الكلي لاتفاقية الترتيبات الإدارية والأمنية المؤقتة وتكوين الإدارة المشتركة بين جنوب السودان والمجلس التشريعي المشترك وقوات الشرطة المشتركة، وثانيًا رفع قضية الحل النهائي والاستفتاء في منطقة أبيي لجهة رفيعة المستوى، مناشدًا حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان بفصائلها المختلفة بفتح حوار جاد حول قضية المرجعتين الرئيستين وتكوين حكومة وحدة وطنية منشطة، بهدف حل قضية منطقة أبيي لضمان الاستقرار وحل الخلافات بين البلدين، حسب حديثه.
اقرأ/ي أيضًا:
تورط به رجال أعمال ووزير سابق.. "الترا سودان" يكشف عن فتح ملف فساد جديد
جنوب السودان.. مطالب بالتمثيل العادل للمرأة في هياكل الحكومة الانتقالية