ذكر شهود عيان أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، وانسحبت عقب وصول حشود من المسلحين من المجتمعات في المحلية التي توعدتها بالقتال.
نهبت سيارة مواطن محال تجارية في سوق الخوي
وقالت مريم حسن الناشطة في قضايا غرب كردفان لـ"الترا سودان"، إن قوة كبيرة من الدعم السريع وصلت مدينة الخوي الاثنين، وغادرت أمس الثلاثاء نتيجة وصول فزع أهلي من منطقة الحمر للقتال ضد هذه القوات.
وأضافت: "المؤكد أن قوات الدعم السريع هاجمت الخوي الاثنين الماضي، وانسحبت أمس الثلاثاء عقب وصول فزع أهلي للتحالف مع الجيش، ولم تتمكن الدعم السريع من توسيع رقعة انتشارها وانسحبت".
في ساحة عامة عند مدخل مدينة الخوي كانت أضواء الهواتف هي التي تبين الحشود المحتفلة في مدينة الخوي مساء الثلاثاء وهي تهتف "بل بس" في إشارة إلى الانتصار على قوات الدعم السريع حسب مقطع فيديو تحقق منه "الترا سودان".
وفي هذه المناطق يتزود السكان المحليون بالأسلحة كما جرت العادة لأغراض تتعلق بحماية الماشية والقوافل التجارية، واعتاد المواطنون منذ سنوات على هذه الأنماط من الحياة مع غياب الدولة المركزية ونقص التنمية، وسوء الإدارة في الأجهزة الحكومية.
وتبادل المسلحون التهاني في الساحة العامة، وتعالت الصيحات والهتافات مع وصول مجموعات جديدة للانضمام إلى القتال ضد قوات الدعم السريع، وفي مثل هذه الأحوال يطلق السكان خاصة الرجال نداءات تُسمى بـ"الفزع"، لتجميع الحشود المسلحة من جميع المناطق، وتعني مساعدة المجتمعات على التصدي للهجوم أو الغارات المسلحة.
وتقول مريم حسن، إن الحشود الأهلية المسلحة احتفلت في ساحة عامة وسط مدينة الخوي مساء الثلاثاء، عقب وصول مجموعات مسلحة للقتال ضد قوات الدعم السريع، وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء.
وعززت الحشود الأهلية المسلحة سيطرتها على مدينة الخوي حتى صباح اليوم وفق شهود عيان، كما توعدت بخوض معارك ضد قوات الدعم السريع إذا عادت مرة أخرى. وكانت قوات الدعم السريع هاجمت الخوي للمرة الثالثة على التوالي خلال عام الاثنين الماضي، ونهبت بعض السيارات والمحال التجارية تحت تهديد السلاح.
وتقع مدينة الخوي في منطقة شهيرة بالزراعة وإنتاج الصمغ العربي وتربية الماشية، ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية على خلفية الصراع المسلح في السودان، يعاني السكان المحليون من الوضع المعيشي.
وتستهدف قوات الدعم السريع ولاية غرب كردفان بالهجمات العسكرية للسيطرة الكاملة عليها، على الرغم من بقاء الجيش في مدينة بابنوسة، حيث تمكن الجيش من صد هجمات هذه القوات منذ كانون الأول/يناير الماضي.
وكانت الحشود التي تتشكل من المجتمعات المحلية في الخوي والدودية، أجبرت قوات الدعم السريع على الانسحاب من المنطقة إثر هجومها في آذار/مارس الماضي، وقتلت أربعة مواطنين قرب محطة وقود بغرض النهب.
وفي تموز/يوليو الماضي هاجمت قوات الدعم السريع بلدة الخوي، وقتلت اثنين من المدنيين في ذلك الوقت مع نهب ممتلكات المواطنين، قبل أن تحشد القوات المسلحة آلياتها العسكرية مع القوات المتحالفة من المجتمعات المحلية لطردها من المحلية.