08-يونيو-2022
جانب من جلسة اليوم بفندق السلام روتانا في الخرطوم (Getty)

جانب من جلسة اليوم بفندق السلام روتانا في الخرطوم (Getty)

انطلقت صباح اليوم الأربعاء المباحثات السودانية-السودانية المباشرة بالخرطوم، في غياب أطراف رئيسية من قوى الثورة والتغيير، وبحضور ومشاركة قوى سياسية مختلفة بجانب اللجنة العسكرية التي تمثل المكوِّن العسكري.

وافتتحت الجلسة الأولى بترحيب من ممثلي الآلية الثلاثية، ثم أعقبتها جلسات مغلقة قدم فيها الأطراف كلماتهم الافتتاحية، ومن المتوقع أن يتفقوا على الإجراءات التي تحكم العملية السياسية.

مناوي يطالب بإطلاق سراح قادة المؤتمر الشعبي ولجان المقاومة تنسحب من بسبب وجود ممثلي المكون العسكري 

وشارك في الجلسة التقنية عدد من القوى السياسية والتحالفات، أبرزهم الجبهة الثورية والتي مثلها أسامة سعيد، وقوى الحرية والتغيير ميثاق التوافق الوطني والتي حضر عنها الدكتور جبريل إبراهيم ومبارك أردول ومني أركو مناوي، كما شارك المؤتمر الشعبي بوفد برئاسة الأمين العام المكلف الأمين عبدالرازق، ونائب الأمين العام البروفيسور نوال خضر، والأمين السياسي كمال عمر، وشارك عن الاتحادي الأصل البروفيسور بخاري الجعلي ومثل قوى الحراك الوطني الدكتور التيجاني السيسي وميادة سوار الدهب والدكتور الصادق الهادي المهدي.

ومن جانب المكون العسكري حضرت اللجنة العسكرية الثلاثية، برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق محمد حمدان دقلو والفريق شمس الدين كباشي والفريق إبراهيم جابر.

 وأفادت مصادر في تصريحات خاصة لـ"الترا سودان" بأن الجلسة المغلقة توافقت على إدارة الآلية الثلاثية المشتركة للحوار السوداني مؤقتًا إلى حين اختيار آلية وطنية تدير مداولات الحوار مستقبلًا.

وخلال الكلمات داخل الجلسة المغلقة، كانت أول فرصة لممثل لجان المقاومة، حيث عبَّر ممثلها عن اعتراضه لحضور المكون العسكري وغادر الجلسة فورًا. فيما طالب رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي خلال حديثه في الجلسة المغلقة بضرورة إطلاق إطلاق سراح قادة المؤتمر الشعبي الموقوفين في قضية مدبري انقلاب 1989، مشيرًا إلى أن وجود المدنيين ضمن بلاغ الانقلاب العسكري لا داعي له.

https://t.me/ultrasudan

وفي الجلسة الافتتاحية، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس، بأنهم ليسوا أصحاب العملية السياسية، وإنما السودانيون هم أصحابها. وأضاف: "سنطرح عليكم في هذه الدورة الأولى مداخلات وسنطلب منكم الإجابة عن سؤال هل تريدوننا أن نستمر في إدارة مناقشات هذا اليوم أم تريدون أحد منكم يدير هذه المناقشات".

وقال بيرتس بأنهم التقوا عبر الأشهر الماضية عددًا من الفاعلين السياسيين، وأن الآلية بدأت هذا العمل منذ آذار/مارس الماضي، مضيفًا أنهم كانوا يتشاورون مع أطراف مختلفة، منها أطراف خارج القاعة، وتابع: "كنا نتساءل حول العملية والإجراءات وأهداف الحوار، وفي مرحلة ثانية طرحنا مشاورات غير مباشرة، وحسب تحليلنا للأمور في السودان، حددنا أربع محاور وموضوعات رئيسية، وهي الترتيبات الدستورية وآليات ومعايير اختيار رئيس الوزراء والحكومة، وبرنامج  حد أدنى للفترة الانتقالية، والترتيب للانتخابات وشروطها".

وأوضح فولكر بأنهم سيتفقون اتفاقًا أوليًا حول الإجراءات التي تحكم الحوار، وبعدها يدخلون إلى المواضيع التفصيلية. 

وذكر مبعوث الإيغاد السفير إسماعيل وايس بأن حضور  الفاعلين السياسيين يدل على استعدادهم للإسهام في حل الأزمة الماثلة، وزاد: "نحن نقدر حضوركم. جاء هذا الاجتماع بعد أن أجرينا عددًا من المباحثات مع مجموعات منكم، ومن ثم نجتمع الآن للتداول للمضي قدمًا".

وجدد وايس القول بأن طبيعة عملهم تيسرية وأن العملية مملوكة للسودانيين ويقودها سودانيون كذلك، وتابع: "الآلية الثلاثية إذ تدعوكم للاجتماع تعرف أن هناك مجموعات لم تحضر وتنقسم إلى قسمين: أحدها يقول إن المناخ غير ملائم لهذه المحادثات، وأن الشروط الموضوعية لم تتوفر بعد". وأضاف بأن الطوارئ تم رفعها وآن الأوان لبدء الحوار، مشيرًا إلى أنهم قد لا يتفقون مع المقاطعين لكنهم يتفهمون ويحترمون هذا الموقف. وزاد: "سنتواصل معهم والأبواب مفتوحة للمشاركة في هذه العملية السياسية، لإنهاء الحالة الراهنة الأمر الذي يؤثر على حياة الملايين من السودانيين".

طالب محمد الحسن ولد لبات الحاضرين بالرغم من أهمية مكوناتهم أن يضعوا في الحسبان غياب الأطراف الأخرى

وقال مبعوث مفوضية الاتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات، بأن الغائبين أيًا كانت أسباب غيابهم أكدوا لهم أنهم يتمسكون بمقاربة الآلية، وأن الحوار وحده هو السبيل للخروج من الأزمة، وأضاف بأنه لا بد أن يعرف الحاضرون أنه في منظورهم لا يوجد حل سياسي إلا بمشاركتهم في ابتكار وهندسة الاتفاق. وأطلق ولد لبات نداءً من أجل الوطن السودان، وضرورة أن يحكم السودانيين مآلهم وأن لا يسمحوا لأي جهة بالتدخل، وطالب الحاضرين بالرغم من أهمية مكوناتهم أن يضعوا في الحسبان غياب الأطراف الأخرى.

ودخلت الأطراف جلسة ثالثة لحسم الإجراءات التي تحكم الحوار وكيفية إدارته.