قال الباحث في الشأن السوداني والمحاضر في الجامعات الأمريكية النور حمد إن مصر بدأت تشعر بأن تدخلاتها في السودان كانت بطريقة خاطئة، مضيفًا أن "مصر لا تمانع انقسام السودان إلى دويلات إن ضمنت حكومة موالية لها شمالي البلاد".
قال النور حمد إن مصر تعاني من أزمة غذاء وتريد تأمين الموارد من السودان
وأشار النور حمد في مقابلة مع منصة "الحوار السوداني" رصدها "الترا سودان" – أشار إلى مقال الباحثة المصرية في الشؤون السودانية أماني الطويل بشأن تخلي مصر عن رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قائلًا إنه –أي المقال– يظهر توجهات مصرية في هذا الصدد. وتابع النور حمد: "مصر تعلم أن البرهان قد يغادر ويأتي بديل آخر، ومصر قد تعلم من هو البديل".
ولفت النور حمد إلى أن مصر لا تمانع انقسام السودان إلى دويلات ولا تكترث بانقسام إقليم دارفور وإقليم الأنقسنا، مشيرًا إلى أن مصر تواجه أزمة غذاء وتبحث عن موارد في السودان.
وقال النور حمد إن مصر تشتري الموارد من السودان بالعملة المحلية (الجنيه السوداني)، مشيرًا إلى أن السودان في منعطف حرج مع تزايد الوعي بين السودانيين.
واتهم النور حمد مصر بتقويض الديمقراطية والانتقال المدني في السودان، وقال إن مصر كانت وراء فض اعتصام القيادة العامة للجيش بالخرطوم في حزيران/يونيو 2019، كما فعلت في اعتصام "رابعة العدوية" في العام 2013. وأضاف أن مصر تتدخل بوقاحة في الشؤون السودانية منذ سنين عديدة، مشيرًا إلى التدخلات المصرية في السودان في فترة ما بعد الاستقلال عبر إغراء النخب السياسية بالمال والدعم. وأردف النور حمد: "التدخل المصري في السودان لم يتوقف منذ عهد صلاح سالم الذي كان يشرف على إسقاط المناهضين للقاهرة من بين النخب السودانية حينما تجرى انتخابات".
وأشار النور حمد إلى أن الإسلاميين عندما وصلوا إلى السلطة في العام 1989 عملوا على تقليص النفوذ المصري في السودان وأغلقوا جامعة القاهرة والري المصري والنادي العربي. لكن لم يتواصل هذا العمل، وسرعان ما انحنى الرئيس المخلوع عمر البشير للعاصفة وعقد تحالفًا مع مصر وتنازل لها عن أراضٍ سودانية – بحسب النور حمد.
وذكر النور حمد أن مصر معروفة بدعمها للأنظمة العسكرية في السودان، قائلًا إن هذه مشكلة كبيرة تواجه الديمقراطية في البلاد، وأن لدى القاهرة "أحزاب سودانية موالية لها تمامًا، بل هي صناعة مصرية" – حسب تعبيره.
وزاد النور حمد: "حتى مسؤولو النظام البائد ذهب بعضهم إلى مصر بعد سقوط النظام". وأردف: "إذا ضمنت مصر حكومة موالية لها شمالي السودان وشرقه فلا تمانع انقسام البلاد إلى دويلات".