29-مايو-2024
لجان المقاومة

قادت لجان المقاومة الحراك الشبابي في السودان

في العاصمة الإثيوبية، انطلقت أمس الأول أعمال المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المعروفة بـ "تقدم". يناقش المؤتمر هيكل التنسيقية ويسعى لإصدار توصيات تهدف لوقف الحرب في السودان واستعادة العملية السياسية. شارك في المؤتمر عدد كبير من القوى السياسية، بما في ذلك ممثل عن لجان مقاومة الخرطوم، الذي وجد استنكارًا من بعض لجان المقاومة وترحيبًا من آخرين. فما هو رأي لجان المقاومة في المؤتمر التأسيسي لتقدم؟

المتحدث باسم لجان مدينة الخرطوم لـ"الترا سودان": غير متفائلين بالطريقة التي تدير بها "تقدم" عمليتها السياسية

لجان مدينة الخرطوم

يقول المتحدث باسم لجان مدينة الخرطوم، حسام علي، إن على تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" أن تدرك أن الغايات لا تبرر الوسائل، كما أن الأهداف النبيلة تحتاج لإجراءات أخلاقية وموضوعية، واعتبرها نقطة مهمة وضرورية لإيقاف الحرب. وأضاف أنهم غير متفائلين بالطريقة التي تدير بها "تقدم" عمليتها السياسية على طريقة "دفن الليل أب كراعًا برة"، حد وصفه.

وتأسف علي، في حديثه مع "الترا سودان"، على العقلية السياسية والمطامع السلطوية -حد وصفه- التي ساهمت في إشعال فتيل الحرب، وأكد أنها نفسها التي تدير القرار السياسي. وبالتالي يبدو الأفق مسدودًا أمام أي انتصار سياسي أو حل عسكري. وقال إن المرحلة الحالية تحتاج إلى إرادة وطنية حقيقية وقدر عالٍ من الشفافية ووضوح الرؤية حول آلية إيقاف الحرب وشكل السلطة السياسية والعسكرية ما بعد الحرب، بجانب حجم التنازلات السياسية التي يجب تقديمها.

وتمنى أن يسكت صوت البندقية وأن تقدم الأطراف السياسية وأجنحتها العسكرية المتصارعة مصلحة الشعب السوداني على الأطماع السلطوية، وأن يسعى الجميع لصالح سلام اجتماعي وسياسي مستدام عبر إيجاد صيغة للتخلص من الجيوش والمليشيات الموازية للجيش السوداني التي تنخرط في الاقتتال، وعبر مخاطبة أسئلة العدالة والعدالة الانتقالية.

وشدد المتحدث باسم لجان مقاومة مدينة الخرطوم على ضرورة مخاطبة قلوب وعقول السودانيين وإدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع ودور الحركة الإسلامية في تأجيج الصراع، واعتبرها عاملًا تأسيسيًا مهمًا، بجانب مواجهة الجنرالات الفاسدين في الجيش بجرائمهم الحديثة والسابقة، ومواجهة "مليشيا الجنجويد" بانتهاكاتها الواسعة عدها أمرًا واجبًا وضروريًا.

وأشار إلى أنه من غير الممكن أن يقبل الشعب السوداني بأي وجود سياسي لكل من حميدتي وآل دقلو من جهة، والبرهان وكباشي والعطا من جهة أخرى. وتابع: "أي وجود سلطوي لمجرمي الحرب يعني استمرار نزيف الدم بطبيعة الحال".

لجان مقاومة شرق النيل جنوب

فيما أكد ممثل تنسيقية لجان مقاومة شرق النيل جنوب، أحمد الناظر، على مشاركتهم في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، وقال إن "تقدم" جسم كبير يضم أجسامًا متعددة من القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمهنيين والنقابات والجبهة الثورية ولجان المقاومة.

ممثل تنسيقية لجان مقاومة شرق النيل جنوب: جميع القوى السياسية ولجان المقاومة وغيرها من الأجسام التي تنضوي تحت "تقدم" اجتمعت من أجل وقف الحرب

وأشار الناظر في حديثه مع "الترا سودان" إلى أن جميع القوى السياسية ولجان المقاومة وغيرها من الأجسام التي تنضوي تحت "تقدم" اجتمعت من أجل وقف الحرب واستعادة التحول الديمقراطي في السودان، وقال إنهم يعملون مع "تقدم" للحصول على أكبر جبهة تطالب بوقف الحرب.

ويقول ممثل تنسيقية لجان مقاومة شرق النيل جنوب، إن هناك جهات -لم يسمها- تحاول تصنيف "تقدم" على أنها جهة غير محايدة وأنها مصطفة مع أحد أطراف الحرب، مؤكدًا أن ذلك غير صحيح واعتبره نوعًا من الأكاذيب.

لجان مقاومة الحلفايا

ويرى عضو لجان مقاومة الحلفايا بمدينة بحري الخرطوم، محمد هشام، أن جميع الجهود التي تقوم بها القوى المدنية خطوة إيجابية. وأضاف أنها تمثل وجهة نظرهم الخاصة لعملية إيقاف الحرب برؤيتهم الخاصة التي تسعى لتوحيد القوى السياسية في جسم واحد.

عضو لجان مقاومة الحلفايا: المرحلة المقبلة تحتاج لمثل الأعمال التي تقوم بها "تقدم"

وأشار هشام في حديثه مع "الترا سودان" إلى أن الأمر ليس مرتبطًا بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، بل يرتبط بمتطلبات المرحلة الحالية. وقال إن المرحلة المقبلة تحتاج لمثل الأعمال التي تقوم بها "تقدم"، وشدد على ضرورة جمع القوى السياسية والعسكرية من أجل الوصول إلى صيغة محددة تعمل على حل الأزمة السودانية. مضيفاً أن الحل الأنسب يكمن في وحدة جميع الأطراف، واصفاً جميع التحركات التي تسعى لوقف الحرب بأنها تحركات إيجابية.

خلافات واتهامات

قالت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم إنه برز على منصة المؤتمر التأسيسي لـ "تقدم" شخص يدعى عبد الرحيم محمد علي الشيخ بصفته ممثلاً للجان المقاومة. وأضافت أن المذكور لا يوجد له أي صلة تنظيمية أو تنسيقية تربطه بمكاتب تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم، وغير معروف لديهم.

وأشارت في بيان أرسل لـ "الترا سودان" إلى أنه لم يسبق لتنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم التواصل مع "تقدم" أو قوى إعلان الحرية والتغيير. لافتة إلى أن أي عملية سياسية لإيقاف الحرب الدائرة يجب أن تقودها إرادة وطنية حقيقية، وأن تبتعد عن ممارسات ما وصفتها بـ "الفهلوة" والكيد السياسي وتغييب وعي الشعب السوداني.

وأضافت أن الاجتماع بالأطراف المتحاربة وتقديم المبادرات والاتفاق على المبادئ وتوقيع المسودات إجرائيًا عملية تلي التأسيس لا قبلها، مما يصور المؤتمر كحشد سياسي يعني بحشد جوقة من المصفقين لخطوات أخذت مسبقًا، لا عملية تهدف لمشاركة حقيقية. فضلاً عن أن الطريقة المتبعة في الحشد تذكر بأساليب النظام السابق وتدعم قرار الرئيس.

وتقول تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم إنه ما زال موقف "تقدم" من الدعم السريع ملتبسًا وغير واضح، وتعتبر أن ذلك يعيق أي انفتاح من جانب القوى الثورية تجاه ما تطرحه "تقدم".