06-أبريل-2023
مليونية 6 أبريل في الخرطوم

جانب من مليونية 6 أبريل في الخرطوم (Getty)

لم يكن مفاجئًا عودة الاحتجاجات إلى الشوارع في العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المدن السودانية اليوم الخميس في الذكرى الرابعة لـ"مليونية 6 أبريل" واعتصام المدنيين قرب وزارة الدفاع، وأشعل الغضب هذه المرة الأزمة الاقتصادية والانهيار في القطاع العام والتوتر الأمني والعسكري في هذا البلد الممزق.

في السادس من أبريل يجتر السودانيون الملحمة الشعبية والذكرى الأليمة معًا ما بين دخول القيادة العامة للجيش ومجزرةً تمثل "مأساةً وطنية"

بعد هدوء الاحتجاجات في النصف الأول في شهر رمضان هذا العام، عادت التظاهرات لتكتسب "زخمًا كبيرًا" خاصةً في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تظاهر الآلاف في مدن الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، اليوم الخميس، في الذكرى الرابعة لدخول السودانيين إلى محيط القيادة العامة للجيش بالخرطوم والاعتصام حتى سقوط النظام البائد في 11 نيسان/أبريل 2019.

اليوم وبعد مرور أربعة أعوام، زادت حدة المطالب من تفكيك النظام إلى إسقاط العسكريين ومحاسبة قتلة المتظاهرين وتحسين الوضع الاقتصادي والأمني وإعادة "السيادة الوطنية".

ووصل الوضع الاقتصادي في السودان إلى "مستوى قياسي" في التدهور، بحسب المتظاهرين الذين يطالبون بالعمل على منع قسمة السلطة عبر اتفاق جوبا للسلام، وربطها بالمؤسسات الحكومية المعنية بمعالجة الاقتصاد.

https://t.me/ultrasudan

وفور وصول آلاف المتظاهرين إلى شارع أفريقيا (المطار) شرقي الخرطوم اليوم الخميس، بدأت القوات الأمنية في إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، فيما تمكن المحتجون من البقاء لأطول فترة في هذا الشارع وهم يرددون الهتافات المعهودة بـ"عودة العسكر إلى الثكنات وحل الجنجويد".

في هذا اليوم يجتر السودانيون الذكرى الأليمة والملحمة الشعبية في الوقت نفسه، حين تمكن عشرات الآلاف من المتظاهرين في السادس من نيسان/أبريل 2019 من دخول محيط القيادة العامة للجيش والاعتصام الذي توج بسقوط الجنرال عمر البشير، وانتهى الاعتصام إلى "مأساة وطنية" في مجزرة القيادة العامة في الثالث من حزيران/يونيو 2019، بعد أن استمر الاعتصام (58) يومًا مشترطًا الحكم المدني الكامل.

جانب من مليونية 6 أبريل في الخرطوم
فئات عمرية متنوعة شاركت في مواكب "مليونية 6 أبريل" في الخرطوم (Getty)

قالت عزة التي شاركت في احتجاجات ذكرى "مليونية 6 أبريل" في شارع المطار اليوم الخميس لـ"الترا سودان": "صحونا من الرماد [في إشارة إلى مجزرة القيادة العامة] ولا زلنا خلف مطالبنا التي ازدادت". "قد يسأل البعض متى تتحقق.. الإجابة صعبة، لكنها ليست مستحيلة" – تؤكد هذه الشابة.

وفي أم درمان وصل الآلاف إلى محيط البرلمان، واضطروا إلى تناول الإفطار في الشوارع المحيطة على وقع القنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع.

وشهدت الشوارع المحيطة بالبرلمان وساحة رئيسية قرب هذا المبنى التاريخي عمليات كر فر بين قوات الأمن والمتظاهرين.

وذكر أحمد وهو من المشاركين في موكب أم درمان اليوم الخميس أن المتظاهرين أرسلوا رسالتهم في الذكرى الرابعة للسادس من نيسان/أبريل هذا العام برفض الانقلاب العسكري والاتفاقيات السياسية التي لا تُبقي الجيش تحت سيطرة المدنيين ولا تصرفه إلى ممارسة دوره الوطني، بالإضافة إلى دمج قوات الدعم السريع في الجيش وفق أهداف ثورة ديسمبر – بحسب أحمد.

جانب من مليونية 6 أبريل في الخرطوم
يحرص المحتجون على إبراز مطالبهم من خلال اللافتات الورقية (Getty)

وأشار إلى أن الإصابات كثيرة في صفوف المتظاهرين بسبب عبوات الغاز والقنابل الصوتية، لافتًا إلى أن الصيام وارتفاع درجة الحرارة أرهقا المتظاهرين الذين بذلوا مجهودًا في الكر والفر من قوات الأمن.

وفي الخرطوم بحري لم يتمكن آلاف المحتجين من التقدم نحو جسر "المك نمر" بسبب الانتشار الأمني. وقال شهود عيان إن قوى الأمن باغتت المتظاهرين في "تقاطع المؤسسة" عقب الإفطار وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية.