تأثر الجنيه السوداني بشكل إيجابي على خلفية تدخلات حكومية أنعشته مجدداً مقابل العملات الصعبة في السوق الموازي. وسجل الدولار الأمريكي (2500) جنيه، فيما بلغ (2300) جنيه في بعض المناطق بمدن كسلا وعطبرة وبورتسودان الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة شرق وشمال البلاد.
تاجر عملة: انتعاش الجنيه قد تكون حالة عابرة
وبلغ الدولار الأمريكي أعلى مستوى له في تاريخ البلاد نهاية الأسبوع الماضي، وتم بيع واحد دولار أمريكي في أسواق موازية بمدينة بورتسودان بسعر (2900) جنيه، وفي بعض الأوقات سجل ثلاثة آلاف جنيه.
وقال هاشم، العامل في السوق الموازي بمدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للحكومة في ولايات تحت سيطرة القوات المسلحة، إن السوق الموازي تعرض إلى ضربة موجعة بشكل مفاجئ اعتباراً من الجمعة. توفرت العملات الصعبة مقابل الجنيه السوداني في الغالب، حدثت تدخلات من الجهات الرسمية إما بتوقف جهات حكومية عن شراء النقد الأجنبي أو ضخ كميات منه في البنوك.
واستعاد الجنيه السوداني بعضاً من حيويته في اليومين الماضيين، وسجل ارتفاعاً ملحوظاً في سوق العملات. ارتفع الجنيه السوداني وانخفض سعر الريال السعودي من (700) إلى (610) جنيهات.
وقال هاشم المتعامل في سوق العملة لـ"الترا سودان" إن تعافي الجنيه السوداني ربما يكون مؤقتاً وليس مستداماً. لذلك من المهم معرفة إلى أين تتجه الأمور الأسبوع القادم، ربما تنفد الكميات التي وصلت البنوك، ثم يعاود السوق الموازي استعادة زمام المبادرة. هذا وارد لأن الحلول الحكومية قد تكون إسعافية وليست جذرية.
وفقد السودان خلال الحرب ثلثي الإيرادات العامة، حسب وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي التي نقلت مقرها إلى مدينة بورتسودان منذ نهاية نيسان/أبريل 2023. كما ناشد وزير المالية، جبريل إبراهيم، الشهر الماضي وكالات الأمم المتحدة بدعم قطاعي التعليم والصحة للإبقاء على العاملين داخل البلاد بدلاً من بحث خيارات الهجرة بسبب ظروف الحرب.
يفاقم ارتفاع سعر الصرف للعملة الوطنية من الوضع المعيشي، وارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بشكل كبير. ويشكو المواطنون من عدم وجود قدرة شرائية في ظل توقف الغالبية عن العمل في القطاعين العام والخاص وعدم الحصول على الأجور قرابة العام.
ولم يحصل السودان على تدفقات مالية منذ ثلاث سنوات سوى بعض المساعدات، فيما تعتمد الحكومة على إيرادات الذهب وصادرات الماشية. ومع ذلك، فإن القطاعات الإنتاجية شهدت تراجعاً خلال الحرب.