تلقت مبادرات إنسانية مناشدات للبحث عن (17) طفلاً انفصلوا عن عائلاتهم أثناء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدينة سنجة، كما فقدت عائلات أخرى أطفالها أثناء عملية النزوح إلى خارج المدينة.
تستمر موجات النزوح من سنجة وسنار إلى المدن المجاورة
وقالت منصة "مفقود" التي تعمل منذ مجزرة القيادة العامة، إنها تلقت (17) بلاغاً للبحث عن أطفال مفقودين أثناء النزوح عقب سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة بولاية سنار.
شبكات الاتصال والكهرباء هي الأخرى غير منتظمة منذ ثلاثة أيام في مدينتي سنجة وسنار الواقعتين على بعد (500) كيلومتر جنوبي العاصمة الخرطوم، وهناك توقعات باندلاع اشتباكات بين الدعم السريع والجيش إذا حاولت قوات حميدتي السيطرة على سنار.
شملت موجات النزوح مدينة سنار التي تجاور منطقتين خاضعتين لسيطرة الدعم السريع، وهذا الوضع عزز المخاوف لدى المواطنين من قدوم هذه القوات إلى المدينة.
وتُتهم الدعم السريع وفق تقارير موثقة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية من ارتكاب انتهاكات موسعة بحق المدنيين خلال الحرب في السودان، كما تحدثت وزارة الداخلية السودانية عن نهب الدعم السريع أكثر من (200) ألف سيارة من المواطنين في مختلف المناطق التي سيطرت عليها.
وسيطرت الدعم السريع على مدينة سنجة بولاية سنار الواقعة على بعد أكثر من (500) كيلومتر جنوب العاصمة الخرطوم، السبت الماضي. بدأت موجات النزوح بالتزامن مع استيلاء هذه القوات على المدينة.
كما نشرت منصة نداء الوسط بيانات بعض الأطفال مع نشر الصور وناشدت بالبحث وإبلاغ عائلاتهم حال مشاهدتهم على طرقات النزوح خارج سنجة أو داخلها، ويعكس انتشار مناشدات البحث عن الأطفال وكبار السن المأساة التي تحاصر المدنيين في سنجة عقب سيطرة الدعم السريع.
وقالت الناشطة في المجال الإنساني نجلاء سيد أحمد إن منصة مفقود تلقت مناشدات وصلت إلى (17) مناشدة للبحث عن أطفال مفقودين داخل وخارج مدينة سنجة، وهذه "تحدث لأول مرة" على حد قولها.
فيما استمرت موجات النزوح من سنار وسنجة لليوم الثالث على التوالي، وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن آلاف المواطنين ما زالوا في الطرق الرئيسية للوصول إلى مدن الدندر والدمازين والقضارف والحواتة.
وقالت راوية من مدينة الدمازين لـ"الترا سودان" إن مئات النازحين وصلوا إلى الدمازين، حيث قضى البعض ليلته في الشارع إلى حين تجهيز مراكز الإيواء التي بلغت ثمانية مراكز حتى الآن وفرها متطوعون في العمل المدني.
وينزح المواطنون من سنجة وسنار في ظل نقص الغذاء والمؤن والمال. ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية خلال أكثر من (15) شهراً، فقد المواطنون الأعمال الخاصة وتوقفت الأسواق، ولا يحصل العاملون في القطاع العام على أجور منتظمة شهرياً.
وذكرت راوية العاملة الإنسانية إن السقوط المفاجئ لمدينة سنجة ضاعف من أعداد المفقودين من الأطفال وكبار السن لأن بعض العائلات ذكرت أنها فقدت أطفالها أثناء الاشتباكات حيث كانوا يلعبون خارج المنزل ولم يعودوا.
وأردفت: "غادرت العائلات المنازل في سنجة وأطفالهم غادروا إلى وجهات أخرى قد نجد بعض أفرادها وصلوا إلى الدندر فيما يرجح وصول بعض الأطفال منفصلين عن عائلاتهم إلى مدن أخرى مثل الدمازين والحواتة والقضارف".