يعاني سكان مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان من أزمة حادة في مياه الشرب منذ ثلاثة أسابيع، على خلفية عجز الحكومة في توصيل الكهرباء إلى خزان المياه الواقع على بعد (16) كلم جنوبي المنطقة علاوة على اتهامات حكومية علنية لعناصر النظام السابق داخل هيئة المياه بعرقلة المشروع وافتعال الأزمات.
ناشط في لجان المقاومة: يشتري المواطنين شاحنة المياه بثمانٍ آلاف جنيه أسبوعيًا لتغطية الاستهلاك اليومي المتزايد في فصل الصيف
وشهد محيط مكتب هيئة مياه الأبيض وهي مؤسسة حكومية تتبع لوزارة المالية بالولاية احتجاجات من المواطنين منذ الأحد الماضي، وتعرض مدير الهيئة إلى الضرب بحسب شهود عيان وصفوا إصابته بالخطيرة.
اقرأ/ ي أيضًا: محمد الفكي: أنصار النظام البائد سيصرخون كل مرة ولا بد من هيكلة الجيش
وقالت منى عبد الله، مواطنة تقطن حي الصالحين بمدينة الأبيض لـ"ألترا سودان" إن أزمة المياه مستمرة منذ ثلاثة أسابيع ولا توجد تحركات لتوفيرها، وأضافت، "نضطر لشراء المياه من العربات التي تقطرها الدواب "الكارو" ب(150) جنيهًا للبرميل.
وأشارت منى إلى أن "نضوب المياه لم يحدث في الأبيض في السنوات الأخيرة، كما يحدث حاليًا بسبب العجز الحكومي" وأردفت "أصبح الحصول على المياه أصعب من الوقود".
ويتهم مسؤولون بوزارة المالية التي تتبع لها هيئة المياه، بعض الكوادر المنسوبة للنظام البائد بالهيئة بعرقلة العمل وافتعال الأزمات وتعطيل مشروع توصيل الخزان الجديد بشبكة الكهرباء منذ شهور، في وقت أصبحت فيه مياه الشرب سلعة غالية جدًا تكلف مواطني الأبيض الآلاف شهريًا.
وأوضح الناشط في لجان المقاومة، علي جانو لـ"ألترا سودان" إن مشكلة مياه الأبيض تتخلص في عدم توصيل الكهرباء إلى الخزان الجديد الذي كان قد شيده الوالي المعزول أحمد هارون في فتراته الأخيرة من حكم الولاية.
وأضاف جانو "خزان البربر شيدته الحكومة السابقة التي كان يقودها أحمد هارون لحل مشكلة مياه الأبيض بشكل جذري، والآن تعاني الطلمبات في الخزان من ضعف الطاقة لأن المولد الذي أستجلب لهذا الغرض ضعيف ولا يساعد على ضخ المياه الى الأنابيب من الخزان".
وأشار جانو إلى أزمة المياه تستمر في أحياء القلعة والصالحين والصفا وكريمة الصحوة والصحافة والوحدة وطيبة والمطار، منذ ثلاثة أسابيع ويشتري المواطنون المياه من عربات الكارو والشاحنات التي تعمل في هذا المجال لتزايد الطلب في الصيف.
وتابع عضو لجنة المقاومة "اشتري أسبوعيًا المياه من الشاحنة التانكر بثمانٍ آلاف جنيه، ويحاول السكان ترشيد الاستهلاك لتفادي التكلفة العالية للمياه".
اقرأ/ي أيضًا: حاكم كسلا: الوسائط الإعلامية أربكت المشهد بمعلومات مغلوطة عن الاشتباكات
واعتبر جانو أداء حكومة ولاية شمال كردفان سيئًا للغاية ولم يرتفع إلى مستوى حكومة الثورة التي كان ينبغي أن تحل أزمة المياه بتوصيل الكهرباء إلى خزان البربر الذي يخزن مياه تكفي لعامين حتى وإن لم تهطل الأمطار، وذلك بشهادة الخبراء.
واستنجد جانو بمكتب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لتعيين الولاة المدنيين لحل مشاكل الولايات موضحًا أن ولاية شمال كردفان تعاني من تدهورٍ مريع في شتى الخدمات.
واتهم جانو ما أسماه بالدولة العميقة بلعب دور في الأزمات بالسيطرة على المؤسسات الحكومية، لافتًا إلى أن "شراء قطع غيار عادية لمحطة المياه أو الشبكة الداخلية يستغرق شهورًا بسبب التأخر المتعمد بالتصديق على التكلفة".
وقال إن وزارة المالية تخصم رسوم المياه من فاتورة الكهرباء، على الرغم من استمرار قطوعات المياه دون أن تتحرك لحل الأزمة بشكل مستدام، وهي عاجزة تمامًا عن أي إجراء.
وأردف جانو "حاليًا تعتمد الأبيض على اثنين من الخزانات التي لا تغطي استهلاك المدينة بجانب مصادر المياه من الآبار التي تعاني من الأعطال وأزمة الوقود".
من جهته اتهم مدير التخطيط التنموي بوزارة المالية بولاية شمال كردفان يوسف أودن، جهات لم يسمها بافتعال أزمة المياه بمدينة الأبيض موضحًا أن "مصادر المياه الواقعة جنوبي المدينة كافية لعامين".
وعزا أودن في تصريحات صحفية الاثنين المشكلة إلى سوء الإدارة بهيئة المياه مضيفا أن "الحكومة المحلية تخطط لاستيعاب فنيين بهيئة المياه وفقًا للتخصصات لأن هناك كوادر داخل الهيئة تعمل على هدم المشاريع المنفذة".
وتابع "نعتزم ربط جميع مصادر المياه بالولاية بشبكة الكهرباء لأن ضخ المياه بواسطة محطات الديزل يكلف (44) جالونًا من الديزل في الساعة، والمشكلة التي تواجهنا حاليًا هي أزمة إدارية بهيئة المياه وعدم تسيير العمل بطريقة فنية في هذه المؤسسة".
اقرأ/ي أيضًا
توجيه المصارف بتأجيل أقساط العملاء في القطاع الخاص لثلاثة أشهر
قلق حكومي من العنف ضد النساء أثناء الإجراءات الاحترازية لتفادي كورونا