10-أبريل-2024
عائلات تنزح بسبب أحداث عنف في النيل الأزرق

ما تزال أعداد النازحين واللاجئين السودانيين في ارتفاع مطرد على الرغم من مضي عام كامل على بداية الاشتباكات المسلحة التي تحولت إلى حرب شاملة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ارتفاع وتيرة الاشتباكات وتوسعها إلى مناطق أخرى تستضيف بالفعل أعدادًا ضخمة من النازحين يضطر الناس للنزوح عدة مرات

وينزح السودانيون من وسط وجنوب وغرب البلاد، وحتى شرقها وشمالها جراء ارتفاع وتيرة الاشتباكات وتوسعها إلى مناطق أخرى تستضيف بالفعل أعدادًا ضخمة من النازحين، ما يضطرهم للنزوح مرة ومرات هربًا من ويلات الحرب.

أعداد مليونية

وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن عدد السودانيين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة منازلهم اقترب من (8.5) مليون نسمة، ما يقارب مليونين منهم عبروا الحدود نحو دول الجوار.

وتستضيف كل من مصر وتشاد وجمهورية جنوب السودان الغالبية العظمى من النازحين الذين عبروا الحدود، ويمر معظمهم بظروف إنسانية مريرة، لا سيما العالقون في مراكز العبور الحدودية والتي تجاوزت طاقتها الاستيعابية منذ وقت طويل، ويتكدس فيها النازحون وسط مخاوف من تفشي الأمراض جراء الاكتظاظ وسوء التغذية.

وقالت مفوضية اللاجئين بمناسبة مرور عام على الحرب إن الحرب السودانية دمرت حياة السكان وملأتهم بالخوف وبمرارة الفقدان، وزادت بالقول: "تتواصل الهجمات التي يتعرض لها المدنيون وحالات العنف القائم على نوع الجنس المرتبطة بالصراع دون رادع، مما يمثل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان".

توقف الحياة

وعطلت الحرب السودانية الحياة الاقتصادية لا سيما المدينية منها، حيث توقفت المصانع والمؤسسات التعليمية والمرافق الحكومية والأعيان عن العمل، وفقد الملايين وظائفهم ومصادر دخلهم وممتلكاتهم. وقالت المفوضية في إيجاز صحفي، إن الطبقة الوسطى المدنية في السودان تعرضت "لانحسار كامل نسبيًا"، و"فقد المهندسون المعماريون والأطباء والمدرسون والممرضون والمهندسون والطلاب كل شيء".

وينزح السودانيون في ظل انعدام الممرات الآمنة، وكذلك انقطاع وضعف الشبكات في معظم المناطق، لا سيما التي تشهد معارك نشطة بين الجيش وقوات الدعم السريع. كما يتهم الطرفان بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين وسط الاشتباكات.

ويساهم توقف الحياة الاقتصادية وانعدام الممرات الإنسانية في مفاقمة أوضاع سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي للسكان والنازحين والمجتمعات المضيفة، وحتى في المدن الآمنة يقيم النازحون بعد عام من الحرب في معسكرات نزوح ومراكز إيواء داخل المرافق العامة في أوضاع بالغة السوء وشح في أبسط أساسيات الحياة.

عام من الحرب والنزوح

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في إيجازها الصحفي الذي اطلع عليه "الترا سودان"، إنه "بينما مر على الحرب عامٌ من الزمن، ما يزال الآلاف يعبرون الحدود يوميًا وكأن الأزمة قد بدأت في الأمس". وأوضحت أن أكثر من (1,800) شخص في المتوسط يصلون إلى جنوب السودان يوميًا فرارًا من الحرب في السودان. واستقبلت جمهورية جنوب السودان العدد الأكبر من الأشخاص الفارين من السودان، معظمهم لاجئون جنوب سودانيون عادوا إلى بلادهم بسبب الحرب في السودان الذي لجؤوا فيه بأعداد متزايدة منذ الحرب الأهلية في جنوب السودان التي اندلعت في العام 2013.

تلي جمهورية جنوب السودان الجارة الغربية تشاد في استقبال أكبر أعداد من اللاجئين السودانيين الذين فر معظمهم من جحيم الحرب في إقليم دارفور. ووصفت المفوضية أعداد اللاجئين في تشاد بـ"أكبر تدفق للاجئين في تاريخها". ويعاني عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين في شرق تشاد من ظروف غير صحية في المعسكرات المؤقتة المكتظة والتي تعاني من نقص التمويل.

المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: تضاعف عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر خمسة أضعاف خلال العام الماضي

وبحسب المفوضية، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر خمسة أضعاف خلال العام الماضي.

وقالت مفوضية اللاجئين: "يصل الأطفال وهم مصابون بنقص التغذية. وجرى تحديد (33,184) حالة معتدلة و(16,084) حالة جسيمة من نقص التغذية الحاد بين الأطفال الواصلين تحت الخمسة أعوامٍ من العمر خلال الأشهر القليلة الماضية".

وتشتكي المنظمات الأممية والإنسانية من نقص كبير في التمويل للأعمال الإنسانية وإغاثة السودانيين. وأوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن المتوفر من التمويل يغطي سبعة بالمائة فقط من الاحتياجات المدرجة في خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين لعام 2024، كما لم تتلق خطة الاستجابة الإنسانية لداخل السودان سوى 6 بالمائة من التمويل المطلوب.